صلاح سليمان (العين) ــ عاد الهلال السعودي إلى العاصمة الرياض حاملاً معه كأس بطولة العين الدولية لكرة القدم، في نسختها الخامسة والميداليات الذهبية، بعد أن تخطى العين بأربعة أهداف مقابل هدفين، في المباراة النهائية التي أقيمت مساء أمس الأول على ستاد خليفة بن زايد بنادي العين.
وبهذا الفوز حصد «زعيم» الكرة السعودية «العلامة الكاملة»، إثر فوزه على منافسيه الثلاثة، بينما حل «زعيم» الكرة الإماراتية وصيفاً برصيد ست نقاط، واحتل الرفاع البحريني المركز الثالث، وله ثلاث نقاط، انتزعها من كاظمة الكويتي الذي خسر جميع مبارياته ليقبع في قاع القائمة.
وفي نهاية المباراة الختامية، قام الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة نادي العين لكرة القدم، وراشد مبارك الهاجري نائب رئيس مجلس الإدارة، بتتويج فريق الهلال باللقب، وسلم محمد شلهوب كابتن الفريق كأس البطولة وشيكاً بقيمة 300 ألف درهم، وكما قلد لاعبي الهلال الميداليات الذهبية، بينما تسلم لاعبو العين الميداليات الفضية وشيكاً بـ 200 ألف درهم، وفاز «كابتن الأزرق» محمد الشلهوب بكأس أفضل لاعب في البطولة، وحصل زميله ناصر الشمراني على كأس الهداف برصيد أربعة أهداف، بينما نال حمد محمد الدوسري من الرفاع البحريني كأس أفضل حارس، وذهب كأس الفريق المثالي لكاظمة الكويتي.
وحظيت المباراة النهائية من البطولة التي انطلقت يوم الاثنين الماضي، تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني النائب الأول لرئيس نادي العين النائب الأول لرئيس هيئة الشرف، بحضور جماهيري جيد جاء للاطمئنان على فريقه، قبل المغادرة إلى معسكره الخارجي بالنمسا بعد أربعة أيام.
ولم يقدم العين المستوى الفني المنتظر، خاصة في الشوط الأول الذي خسره بثلاثية نظيفة، سجل منها المهاجم ناصر الشمراني هدفين في الدقيقتين 15 و40 من ضربة جزاء والإكوادوري كاستلو نازاريون في الدقيقة 24، وعاد «البنفسج» في الشوط الثاني، ليرفع من مستواه، بعد أن قدم لاعبوه بعض اللمحات الفنية الرائعة، لينجح في تسجيل هدفين بتوقيع أسامواه جيان من ضربة جزاء وميشيل باستوس في الدقيقتين 68 و79، وبالتالي تقليص الفارق، وكان «البنفسج» قاب قوسين أو أدنى من التعادل، ولكن المغربي عادل هرماش يبدد حلم العيناوية بتسجيله هدف الأمان في الثواني الأخيرة من المباراة.
أفضلية زرقاء
ودخل العين أرضية الملعب بفرصتي الفوز أو التعادل لتفوقه في فارق الأهداف عن الهلال، ولكن بدا واضحاً منذ صافرة البداية أن الفريق الضيف هو الطرف الأفضل، حيث قام لاعبوه بالعديد من المحاولات الهجومية، مستغلين حالة الارتباك وعدم التنظيم التي كان عليها دفاع العين، وكاد ناصر الشمراني أن يفتتح التسجيل بعد مرور ثلاث دقائق فقط، إثر الخطأ الذي ارتكبه المدافع محمد أحمد في إعادة كرة قصيرة إلى الحارس خالد عيسى، الذي تدخل في الوقت المناسب، وأنقذ الموقف. ورد العين بمحاولة سريعة بـ «لعبة هوائية» سددها أسامواه جيان يسارية قوية استقرت بين أحضان الحارس عبدالله السديري في الدقيقة الخامسة.
وتسلم لاعبو الهلال زمام الأمور، وسيطروا على مجريات اللعب بأدائهم السريع، وتمريراتهم المتقنة، ولياقتهم البدنية العالية، خاصة أنهم أقاموا قبل وصولهم إلى العين معسكر إعداد بالنمسا، ما زاد من جاهزيتهم عكس العين الذي بدأ استعداداته للبطولة قبل بضعة أيام من انطلاقتها، ويحصل الشمراني على فرصة في الدقيقة التاسعة، مستغلاً خطأ فارس جمعة أنقذها أيضاً الحارس خالد عيسى، ولكن الهداف السعودي الخطير يعوض فرصته الضائعة، مفتتحاً التسجيل في الدقيقة 15، بعد أن تلقى تمريرة بينية من سالم الدوسري، ليرسلها مباشرة داخل الشباك لحظة خروج خالد عيسى.
وجاهد لاعبو العين للعودة إلى أجواء المباراة لتضيع فرصتان من أسامواه جيان ومحمد أحمد في الدقيقتين 17 و18 على التوالي، وجاءت أخطر محاولات العين من الكرة الثابتة التي سددها ميريل رادوي، إلا أن القائم الأيمن ينوب عن حارس الهلال عبدالله السديري، وينقذ مرماه من هدف محقق في الدقيقة 20، وبعد أربع دقائق ينجح الإكوادوري كاستلو في زيادة الغلة، وتعزيز أفضلية فريقه، بعد أن أضاف الهدف الثاني، نتيجة خطأ دفاعي واضح في التغطية، وكاد سالم الدوسري أن يسجل الهدف الثالث في الدقيقة 29 عندما وصلت الكرة من هجمة سريعة إلى ناصر الشمراني الذي أطلق قذيفة قوية، إلا أنها ارتدت من الحارس لتقع أمام الدوسري الذي سددها فوق العارضة، وهو على بعد خطوتين من المرمى بعد مضايقة من خالد عيسى.
ضعف اللياقة البدنية
ومن خلال سير المباراة وضح ضعف معدل اللياقة البدنية لدى لاعبي العين، وابتعاد بعضهم عن مستواهم المعروف، ما منح الهلال الفرصة ليصول ويجول، وقبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول يحصل الهلال على ضربة جزاء مشكوك فيها، عندما تلقى نواف العابد كرة في الجهة اليمني وانخرط بها داخل المنطقة في حراسة مهند العنزي ليقع اللاعبان على الأرض ولكن مساعد الحكم محمد الجلاف، يشير إلى ضربة جزاء تصدى لها ناصر الشمراني وسجل منها الهدف الثالث الذي أثر كثيراً على معنويات لاعبي العين، ويدفع مدرب العين جورج فوساتي باللاعب الجديد ميشيل باستوس، وسط تصفيق حاد من جماهير «الزعيم» التي أحسنت استقباله، وتلوح فرصة تسجيل الهدف الرابع للهلال قبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الأول من الكرة التي سددها الشمراني من هجمة سريعة، يردها خالد عيسى إلى سالم الدوسري الذي حاول إسكانها الشباك، قبل أن يبعدها الدفاع لينتهي الشوط الأولى بثلاثية زرقاء.
عاد لاعبو العين في الشوط الثاني، وهم أكثر إصراراً على تعديل النتيجة غير المرضية، بعد أن تلقوا بين الشوطين التوجيهات من فوساتي الذي غير من خطة اللعب من 4 -3 -2 -1 إلى 3 - 4 -2-1 وفي الحالتين كان أسامواه يلعب وحيداً في الهجوم ومن خلفه الثنائي إبراهيما دياكيه وعمر عبدالرحمن، وتحسن أداء العين نسبياً إلى الأفضل ونجح في مجاراة الهلال، وشن لاعبوه محاولات هجومية عدة على مرمى عبدالله السديري، في محاولة لتقليص الفارق، بدأها باستوس بقذيفة يسارية قوية في الدقيقة 54، عندما تلقى تمريرة داخل المنطقة من دياكيه حولها الحارس إلى ركنية، وأخرى من أسامواه جيان تصدى لها السديري في الوقت المناسب، وبعدها قام المدربان فوساتي وسامي الجابر بإجراء جملة من التغييرات زادت من قوة وندية اللقاء.
ويضغط العين على مرمى السديري ما أسفر عنه ضربة جزاء في الدقيقة 68 عندما عرقل عبدالله الحافظ، أسامواه جيان داخل المنطقة تصدى لها أسامواه بنفسه ووضع الكرة على يمين الحارس، لترتفع بعدها حرارة اللقاء، ليسابق العين الزمن في محاولة منه لتقليص الفارق، والخروج متعادلاً لخطف كأس البطولة.
وبالفعل ينجح البرازيلي باستوس في بلوغ مسعى العين بعد قذيفة يسارية لا تصد ولا ترد في سقف المرمى مستثمرا تمريرة عمر عبدالرحمن الرائعة والخادعة أمام المرمى في الدقيقة 79 مسجلاً الهدف الثاني، وبعدها بدقيقتين ينفذ رادوي خطأ على الهلال نجح الحارس السديري في تحويل الكرة إلى ركلة ركنية، ويضغط العين على مرمى الهلال سعياً لإدراك العادل وتتهيأ فرصة ثمينة أمام «البديل» سالم عبدالله وهو على مقربة من المرمى، ولكنه يهدرها برعونة وبتسديدة ضعيفة، ويرد الهلال بهجمة سريعة ينقذها سلطان الغافري، ويعود المغربي عادل هرماش ليعوض فريقه الفرصة الضائعة مضيفاً الهدف الرابع قبل ثواني من صافرة النهاية من تسديدة قوية كانت بمثابة «رصاصة الرحمة» التي قضت على أحلام وآمال العيناوية، وأكدت فوز الهلال بأربعة أهداف مقابل هدفين.
أدار اللقاء محمد عبدالكريم وعاونه على الخطوط صالح المرزوقي ومحمد الجلاف، وعبدالله اشتيري حكماً رابعاً، وراقبها أحمد يعقوب.
عدد اليوم
