الخرطوم -وكالات الانباء: فشل رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في اقناع الرئيس السوداني عمر حسن البشير قبول نشر قوات دولية في اقليم دارفور، واعرب امس عن ''قلقه الشديد'' للوضع في الاقليم الواقع غربي السودان ، مؤكدا انه يسعى الى حل سياسي على ما افادت وكالة الانباء السودانية الرسمية·
ووصل باروزو امس الاول الى الخرطوم بهدف اقناع الحكومة السودانية بالموافقة على نشر قوات الامم المتحدة في دارفور ·ونقلت الوكالة عن باروزو قوله ان المفوضية الاوروبية تعرب عن ''قلقها الشديد'' للوضع في دارفور وتبحث عن حل هذه المسالة عبر ''الحوار السياسي البناء''·
واعلن باروزو عقب محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير ان المفوضية تبحث عن ''حل للمأزق الحالي الذي توجد فيه دارفور'' ونشر قوات الامم المتحدة محل قوات الاتحاد الافريقي المنتشرة هناك· وجدد البشير ''رفضه القاطع'' لنشر قوات دولية بدلا من الافريقية مشددا في المقابل على ضرورة تعزيزها ''لمساعدتها في انجاز مهمتها لحفظ السلم والاستقرار في دارفور''· وقال باروزو اثناء مغادرته قصر الرئاسة في العاصمة السودانية الخرطوم''نحتاج للعمل معا حتى نستطيع تحقيق سلام حقيقي في دارفور·''كان من المهم جدا فهم وجهة النظر التي طرحها الرئيس السوداني·ونقلت ايضا له بصراحة جدا وبوضوح تام قلقنا بشأن الوضع·
وفي الوقت الذي بدا فيه وصول المناقشات بشأن قوات الامم المتحدة الى مأزق اقترح بعض الدبلوماسيين وموظفي الاغاثة حلا بديلا يقضى بتوسيع بعثة الاتحاد الافريقي مع منحها سلطات اشراف معززة مع دعم اكبر من الامم المتحدة·ولم يشر باروزو الى قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة خلال تصريحاته المقتضبة وتملص مسؤول سوداني من الرد على سؤال بشأن قوات الامم المتحدة وقال انه يجب ممارسة ضغوط على متمردي دارفور للتوقيع على اتفاقية سلام·
وقال مبعوث الاتحاد الاوروبي بيكا هافيستو لرويترز ''كلا الجانبين يحاولان في الوقت الراهن حل الصراع عسكريا·
'' وأضاف ان ''هذا بالطبع بعيد كل البعد عن اتفاق السلام·نقدم لكلا الجانبين رسالة مفادها بانه يتعين عليكم أن تعملا بطريقة منضبطة واعطاء السلام فرصة· وتشعر دول كثيرة بالقلق من أن الصراع في دارفور قد يهدد في نهاية الامر اجزاء اخرى من منطقة غير مستقرة بالفعل·واتهمت اثيوبيا يوم السبت خصمها التقليدي اريتريا التي يتمركز بها بعض متمردي دارفور بزعزعة الاستقرار في دارفور·
وقال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في مؤتمر صحفي في اديس ابابا ''ليس لدي دافع للاعتقاد بأن لاريتريا حدا مع دارفور لكن اريتريا متورطة بقوة في زعزعة استقرار دارفور·بتدريب وتسليح جماعات معارضة في دارفور·
ويتعرض السودان لضغوط دولية شديدة للسماح بنشر قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة قوامها 20 ألف فرد لتحل محل القوة التابعة للإتحاد الافريقي وهي قوة ضعيفة التجهيز قوامها 7000 جندي تواجه صعوبات مالية·
ودفع رفض السودان بعض مسؤولي المساعدات إلى اقتراح السماح لقوة الاتحاد الافريقي بمواصلة دورها في حفظ السلام مدعومة بتأييد أكبر من الامم المتحدة·
وكانت الامم المتحدة قد اعلنت امس الاول انها على استعداد لمساعدة قوات الاتحاد الافريقي في اقليم دارفور لفرض احترام اتفاق السلام الموقع في ابوجا موضحة مع ذلك ان امر قبول او رفض هذا العرض يعود للخرطوم·
وقال يان برونك، الموفد الخاص للامم المتحدة الى السودان، ان ''الامم المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية لبعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور بالاتفاق مع الحكومة'' السودانية·واضاف بعد محادثات مع وزير الخارجية السوداني لام اكول ان ''المسألة برمتها تركت لتقدير الرئاسة السودانية''·
واوضح برونك انه ينتظر ''ردا قريبا'' من الحكومة السودانية على رسالة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان التي ارسلت الى الخرطوم والى الاتحاد الافريقي حول المساعدة التي يمكن ان تقدمها الامم المتحدة لبعثة الاتحاد الافريقي في دارفور·
عدد اليوم
