الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البوكا والريفر.. رقصة كبرياء على أرض العظماء

البوكا والريفر.. رقصة كبرياء على أرض العظماء
13 نوفمبر 2018 00:04

محمد حامد (دبي)

على الأرض التي أنجبت الأفضل في تاريخ كرة القدم ووصيفه «مارادونا وميسي»، خطف ذهاب نهائي القرن في كوبا ليبرتادوريس بين بوكا جونيورز، وريفر بليت قلوب الملايين حول العالم، فقد شهدت المواجهة صراعاً مثيراً، وكرة قدم لا تشبه تلك التي يمارسها أبناء القارات الأخرى، بما في ذلك القارة العجوز، فالأمر لا يتعلق بجودة الأداء، والصراع التكتيكي، بل بالخصوصية التي تتمتع بها كرة القدم اللاتينية، فهي الأقرب للكرة الطبيعية الخالصة التي تعتمد على الجوانب المهارية والبدنية، والروح القتالية، والتحرر الهجومي، والبحث عن الأداء الممتع، أكثر من الجانب التكتيكي الذي تستأثر به الكرة الأوروبية.
وأسفر الصراع الناري في البومبونيرا عن التعادل بهدفين لكل فريق، وكان التقدم في كل مرة لبوكا جونيورز، والعودة للفريق الضيف ريفر بليت الذي حقق نتيجة إيجابية، بالنظر إلى أن مباراة الحسم سوف تقام 24 نوفمبر الجاري بالمونيمونتال معقل الريفر، ولا يمكن القول إن الأرض تلعب مع فريقها وفقاً لتاريخ الصراع الكروي الساخن بين العملاقين، فقد جاء التعادل بهدفين لكل فريق في ذهاب النهائي الحالي ليكون هو المباراة الثامنة على التوالي التي تشهد فشل صاحب الأرض في الفوز على ضيفه، وكان الفوز الأخير الذي حققه ريفر بليت في مايو 2015 على البوكا بهدف نظيف في ذهاب دور الـ 16 لكوبا ليبرتادوريس هو الأخير لفريق يلعب بين جماهيره على ضيفه.
وشهد سيناريو المباراة إثارة كبيرة، خاصة مع ظهور ريفر بليت بأداء هجومي، تسبب في إرباك حسابات أصحاب الأرض، وعلى العكس من مجريات المباراة تقدم البوكا بالهدف الأول عن طريق رامون أبيلا بعد مرور نصف ساعة، وجاء الرد السريع من الريفر بتسجيل هدف التعادل عن طريق لوكاس براتو، ثم أخذ البوكا المبادرة من جديد، وتقدم بهدف ثان، ليدرك بعدها الفريق الضيف التعادل بهدف ذاتي سجله اركويردوس في مرماه، واللافت أن جميع الأهداف تم تسجيلها في أقل من نصف ساعة، وما سبقها، وكذلك ما حدث بعدها لم يكن خالياً من الإثارة، والكرة الهجومية المفتوحة من الطرفين.
وأثار مشهد كارلوس تيفيز نجم البوكا، وهو يصرخ عقب نهاية المباراة في لاعبي فريقه الدهشة، وكشفت الصحافة الأرجنتينية عن أن النجم الملقب بالآباتشي كان يصرخ طالباً من اللاعبين أن يرفعوا رؤوسهم، استعداداً لموقعة الحسم في معقل الريفر، حيث طالبهم بضرورة الفوز في المباراة القادمة من أجل ضمان الحصول على بطاقة التأهل لمونديال الأندية بأبوظبي، ووفقاً لأحداث المباراة، والمستويات التي قدمها فريق الشعب «البوكا»، ونادي المليونيرات «الريفر»، فإنه من المتوقع أن يكون للأرجنتين طموحها المشروع في فوز أحد أنديتها بلقب مونديال الأندية الشهر المقبل في أبوظبي، أي أن مهمة الريال لن تكون سهلة هذه المرة.
وبالعودة إلى مكاسب الكرة الأرجنتينية من النهائي التاريخي، فإنه يمكن القول إن كرة التانجو استعادت وجهها الجميل بعد الأداء المتواضع في مونديال روسيا 2018، وأدرك الجميع في داخل الأرجنتين وخارجها، أن هناك مواهب يمكنها أن تعيد المنتخب لواجهة الكرة العالمية، بعيداً عن المشاهير والأباطرة الذين ينشطون في أكبر أندية العالم، ولكنهم لم يقدموا الكثير في الاستحقاقات القارية والعالمية خلال السنوات الماضية. وفي الوقت الذي يجب الاعتراف أن ميسي وهيجواين وديبالا وأجويرو، وغيرهم هم الأفضل على الساحة العالمية، إلا أن أداء منتخب التانجو يفتقد الروح القتالية، وهو العنصر المتوفر في نجوم الداخل من أبناء البوكا والريفر وغيرهما، ولم تحقق الكرة الأرجنتينية وحدها مكسباً معنوياً كبيراً من نهائي البوكا والريفر، بل إن الكرة اللاتينية بكاملها عاشت ليلة من الكبرياء، وبرهنت على أن كرة القدم ليست لأوروبا وحدها، صحيح أن الفارق في الجوانب التنظيمية داخل الملعب وخارجه، وفي الجوانب التكتيكية يبدو كبيراً، ويصب في مصلحة أوروبا وأنديتها، إلا أن الكرة اللاتينية برهنت على أنها تستحق المتابعة، وأن العالم به كرة قدم مختلفة لها مذاقها الخاص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©