الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول «حب الوطن في عالم متحرك»

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول «حب الوطن في عالم متحرك»
9 أغسطس 2011 01:12
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن راشد المعلا نائب حاكم أم القيوين، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية مساء أمس الأول بالمجلس الرمضاني للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، محاضرة حول “حب الوطن في عالم متحرك” للدكتور فاروق حمادة. كما شهد المحاضرة سمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وسمو الشيخ محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والشيخ هزاع بن طحنون بن محمد آل نهيان وكيل ديوان ممثل الحاكم بالمنطقة الشرقية، والشيخ مروان بن راشد المعلا رئيس دائرة الأراضي والأملاك بأم القيوين، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية ونخبة من رجالات الفكر والثقافة والسيدات والسادة. وقد ركز المحاضر الدكتور فاروق حمادة على إظهار أبرز محاور المحاضرة وهي “دولة الإمارات العربية المتحدة والمستقبل” لافتاً في رده على بعض الأسئلة التي وجهت إليه إلى أن شباب الإمارات لا ينقصهم حب الوطن، ولا الولاء أو الإخلاص له ولقيادته الرشيدة ولكنهم مع ذلك يحتاجون إلى زيادة الهمة كي يسيروا ببلدهم نحو التقدم والرقي إلى أبعد مدى، خاصة أن قيادتهم الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وفرت لهم كل السبل وظروف العيش الهنيء. وقال في هذا الصدد إنه قرأ مسيرة التعليم في دول العالم قديماً وحديثاً، فلم يجد دولة أنفقت على التعليم مثل ما تنفقه دولة الإمارات على أبنائها وبالتالي لم تترك لهم عذراً. وأضاف المحاضر أن الرهان اليوم أو التحدي الكبير بالنسبة لدولة الإمارات لكي تكون في الصدارة، هو ألا يكون فيها شاب أو شابة ليس لديه أو لديها شهادة البكالوريوس، خاصة أن القيادة شرعت في وضع بنية تعليمية قوية تستخدم أحدث الأساليب التي ستوفر للدولة الأمن والاستقرار، إن شاء الله تعالى. كما أشار إلى أن القيادة الرشيدة للدولة عملت على تقوية البنية الاجتماعية من خلال الأنظمة والقوانين ومؤسسات النفع العام التي تخدم الفرد الإماراتي، مما جعل التلاحم القائم بين رئيس الدولة وكامل القيادة وبين الشعب شيئاً استثنائياً في عالم اليوم. ولاحظ المحاضر أن هذا التقدم الذي تعيشه دولة الإمارات إنما تم بفضل السياسة الإسلامية والإنسانية التي رسمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والمبنية على أساس من القيم الأخلاقية وأهمها قيمة التسامح، ولذلك ترى في هذه الدولة أناساً من كل الجنسيات يعيشون في تناغم وانسجام، كما أنها تتواصل إنسانياً مع دول وشعوب العالم وتسارع إلى تقديم العون والمساعدة لهم عندما تحل بهم النكبات والكوارث. وأضاف أن دولة الإمارات تتواصل مع كل دول وشعوب العالم، حتى أصبحت خفقة حب وود في قلوب الناس جميعاً، ومع ذلك لم يمنعها هذا من الحفاظ على خصوصيتها وعلى تراثها وتقاليدها. وأكد المحاضر أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، يتابع المسيرة بنفس الوتيرة ويثبت حبال المودة والمحبة مع أبناء شعبه، بل ومع الناس كافة بفضل الاستمرار في اتباع ما رسمه مؤسس دولة الاتحاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. آثار العولمة وكان المحاضر قد بدأ محاضرته أولاً بالحديث عن العولمة التي اكتسحت العالم، وسعت إلى تثبيت جذورها من خلال المنظمات الدولية التي حاولت فرض آرائها على جميع الدول وتحويلها إلى سوق استهلاكي كبير لصالح الشركات عابرة القارات والحدود، التي توفر لها المال الكثير والتقدم التكنولوجي ورغبة الناس واستعدادهم لتقبل التغيير السريع. كما أشار إلى ردود الفعل التي عملت على وقف زحف العولمة وإضعافها سياسياً وثقافياً ودينياً واجتماعياً، حيث استفاق الناس وبدأوا يرجعون إلى ذواتهم وإلى هوياتهم وتاريخهم، ويتساءلون من هم وبم يتميزون؟ مستلهمين في ذلك تراثهم الماضي لإثبات هويتهم وحفظها من الذوبان في تيار العولمة الجارف. وقال إنه تم التعبير عن ذلك أيضاً من خلال الملابس الوطنية لبعض شعوب العالم في قمة الأمن النووي التي شارك فيها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي قمم أخرى ظهر فيها مسؤولون وطنيون بملابسهم التقليدية أيضاً. وأكد أن ذلك يعني أهمية وضرورة وجود الوطن والدولة الوطنية التي أصبحت واقعاً لا فكاك عنه، ولن يتغير جوهر ومضمون الدولة الوطن في المنظور القريب على الأقل. وقال إن الدولة الوطنية هي في الحقيقة مكونة من مجموعة قبائل ولا حرج في ذلك من الناحية الشرعية، وضرب مثلاً لذلك بفتح الرسول صلى الله عليه وسلم لمكة، حيث كانت القبائل العربية تدخلها وكل منها تحمل رايتها التي تميزها عن غيرها. وأضاف أن الدولة كانت تدير مسؤولياتها الداخلية إلا أنه أصبحت لديها مسؤوليات جديدة على المستوى الخارجي أيضاً، ومن ذلك على سبيل المثال كيف تندمج في تيار العولمة وهذا هو التحدي القائم الآن بين التواصل الإنساني العالمي والمسؤوليات الداخلية. وقدم المحاضر بعض الحقائق الجديدة التي ظهرت في الفترة الأخيرة مثل عدم وجود دول صغيرة ودول كبيرة، انطلاقاً من عدد السكان أو المساحة وأن الأوطان التي لا تذوب لا تموت وأن الحفاظ عليها ضرورة للوجود، كما أن المعارك الكبرى انتهت بعد أن تبين أن السلاح لا يحسم المعركة واستبدلت قوة السلاح بقوة الفكرة الأمر الذي عزز من مفهوم الوطن الدولة أو الثقافة الوطنية. المحافظة على الوطن وانتقل المحاضر بعد ذلك إلى محور آخر هو كيفية المحافظة على الوطن الذي يحبه الإنسان فطرياً وغريزياً، مشيراً إلى أن الإسلام عزز هذا الأمر.. وقال إن هناك أربع دعائم للحفاظ على الوطن أولاها الانتماء لهذا الوطن وحبه والاعتزاز به مما يجعله قوياً ويجعل المواطن قوياً هو الآخر. وقال إن الدعامة الثانية هي ثلاثية الأرض والشعب والقيادة، مشيراً إلى أن الإسلام ربط الشعب بالقيادة من خلال زعامة القبيلة وأنه أكد حق كل منهما على الآخر. وفيما يتعلق بالإمارات فإن من حق رئيس الدولة أو الحاكم أو نائبه على المواطن اليوم السمع والطاعة المطلقة إلا إذا كانت في معصية فلا تجب. أما الدعامة الثالثة فالنصرة المطلقة والنصيحة بشروطها المتبعة والمعروفة والسعي إلى أن تتآلف القلوب النافرة وأن يسود الاحترام والتوقير بين الرئيس والمرؤوس. بينما الدعامة الرابعة تكون في الحفاظ على الوطن من خلال رد المخاطر ودرء المفاسد اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الذين تخلفوا عن مقاتلة الكفار “سورة براءة”. وبعد ذلك انتقل المحاضر إلى محور آخر هو استمرار الوطن في عالم اليوم من خلال أربع ركائز أخرى، هي القيم والمبادئ وتحاور الأديان لإحلال السلام والتعارف بين الناس، مشيراً إلى أن هذه النقاط الأربع وردت في بعض الدراسات الألمانية. وتحدث المحاضر عن محور التعليم مؤكداً أن النظام التعليمي القوي والهادف يسير مع غايات الوطن وآماله، عندما يكون قوياً في بنيته ومضامينه ومواكباً لعصره ومستخدماً أحدث الأساليب منهجاً وأداة ويعمل على تهيئة وإعداد النوابغ. وقال إنه لابد من التماسك الاجتماعي، فالشعوب المتحللة ستذوب وستتفكك، ولذلك لابد من قانون صارم يلجأ إليه الناس عند الحاجة. كما تحدث عن الأوضاع الراهنة في العالم، مشيراً إلى أن مفهوم الأمن القومي قد تغير وأقبل الناس على أفكار ومبادئ جديدة تحرك العالم أجمع وأن الدولة أخذت جزءاً كبيراً منها، وبالتالي سيكون هناك تواصل عالمي دون حروب عظمى. وفي ختام المحاضرة رد الأستاذ الدكتور فاروق حمادة على سؤال حول الولاء للدولة والدين وتعارضهما، مبيناً أن الدين الصحيح هو الولاء والحب والطاعة والإخلاص للوطن والقيادة، وأن ذلك لا يتنافى مع حب الدين والله والرسول والقرآن الكريم.. مشيراً في ذلك إلى بعض الأمثلة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وشدد على أن الولاء للخارج هو انطماس وجهل بالدين ومخالف لطبائع الواقع، كما بين رداً على سؤال حول أخطر مراحل التعليم بأنها مرحلة رياض الأطفال والابتدائية، حيث تغرس في الطفل القيم والمبادئ بينما يتعود في المراحل التالية لها على صناعة هذه القيم وقراءة المعلومات عن الكون وليس عن الخرافات والأوهام والفرضيات التي لم تثبت بشكل صحيح، ثم بعد ذلك تعميق المعرفة في المرحلة الجامعية، بينما تكون مرحلة الدكتوراه هي ثمرة لخدمة الوطن. وعن سؤال حول خصوصية الغرب، أوضح المحاضر أن الغرب فعلاً بدأ يبحث عن الخصوصية ويحافظ عليها، من خلال الحد من هجرة الأجانب إليه أو دمجهم في ثقافته. وأكد رداً على سؤال حول الدولة القطرية، أنها ليست بدعة بل كانت موجودة في الإسلام، وأن الذين خلقوا العداء معها وخرجوا عليها كانت لهم دوافعهم السياسية المغلفة بالدين أو أسبابهم الخاصة بهم. وحول مصطلح دار الحرب ودار السلم، أكد أن العالم أصبح اليوم دار سلم لا دار حرب وذلك بسبب الاتفاقيات بين الدول وبسبب السفر الآمن، وبالتالي فهو لم يعد قائماً منذ عهد الدولة العثمانية وأن استخدامه يشكل جناية على الدين ولابد من إعادة النظر بشأنه من قبل فقهاء الدين والقانون. المحاضر في سطور يعتبر الأستاذ الدكتور فـاروق حـمادة شخصية بارزة في العالم الأكاديمي العربي والإسلامي، اشتهر بكتاباته في العلوم الإسلامية، وأصبح مرجعاً في مجال السنة النبوية حيث نشر العديد من الكتب الأصيلة التي تتميز بالدقة والأسلوب المنهجي.. كما شغل مناصب الأستاذية الجامعية لثلاثة وثلاثين عاماً، تولى خلالها مسؤوليات نشطة منها مدير الدراسات العليا، ورئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ عام 1984 ورئيس دائرة الرباط العلمية للبحث في الدراسات الإسلامية، وأشرف على أكثر من 150 أطروحة للماجستير والدكتوراه وهو عضو معتمد محكَّم في كثير من الجامعات، ومراكز البحث العلمي، والمجلات العلمية المتخصصة. وقد حاضر في مؤتمرات دولية كثيرة. ويحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة، والبكالوريس في القانون، والماجستير والدكتوراه في الدراسات الإسلامية، كما نشر 35 كتاباً، تغطي العديد من المجالات المعرفية في الدين والحضارة والتربية والتاريخ، منها “مدخل إلى علوم القرآن والتفسير، وآباء وأبناء.. ملامح تربوية في القرآن الكريم، وتطور دراسات السنة النبوية ونهضتها المعاصرة وآفاقه، والوصية النبوية للأمة الإسلامية، والإقناع في مسائل الإجماع، وبناء الأمة بين الإسلام والفكر المعاصر”. كما قدم المحاضر الكثير من الدراسات والمقالات في القرآن والحديث والفقه والحضارة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©