الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صعوبات تواجه تنفيذ خط أنابيب «نابوكو» للغاز

صعوبات تواجه تنفيذ خط أنابيب «نابوكو» للغاز
5 نوفمبر 2010 21:56
رغم أن فكرة إمكانية حصول أوروبا على الغاز من منطقة القوقاز وما بعدها، ظلت لسنوات عدة ضرباً من الخيال فإنها تقترب الآن من التحقق الواقعي. ويعزى ذلك في المقام الأول إلى مشروع خط أنابيب نابوكو الذي يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي ويبشر بتغييرات جذرية. وحصل هذا المشروع الشهر الماضي على وعود تسهيلات قروض تبلغ خمسة مليارات دولار من كل من البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير. غير أن مشروع نابوكو تواجهه بعض المصاعب، إذ صرح عضوان كبيران في مجموعة الشركات المكلفة بالمشروع (هما شركة آر دبليو إيه الألمانية وشركة أو أم في النمساوية) في 8 اكتوبر أنهما أجلا للعام القادم قراراً نهائياً باشتراكهما في الاستثمار في هذا المشروع من عدمه. فشركة ار دبليو ايه ترغب في انشاء الجزء التركي من المشروع بينما ترغب تركيا في طرح مناقصة عامة تحصل بموجبها شركات تركية على حصة من الكعكة. وهناك مشكلة أخرى تكمن في مصدر الغاز، ففي البداية يحتاج خط أنابيب نابوكو إلى 8 مليارات متر مكعب غاز في السنة من أذربيجان ولكنه يحتاج أكثر من ذلك كثيراً ليكون المشروع ذا جدوى كاملة. وتعتبر تركمانستان الخيار الأفضل فقد اختلفت مع روسيا وحسّنت علاقاتها مع أذربيجان وأنشأت خط أنابيب من حقول غازها البرية إلى ساحل بحر قزوين، ومن الممكن توصيل الغاز من هناك إما خلال خط أنابيب يعبر بحر قزوين (رغم اعتراضات روسيا على ذلك) أو من خلال حل أكثر صعوبة وهو الصهاريج الناقلة للغاز. ولا يعتبر مشروع نابوكو الطرف الوحيد الذي يحتاج إلى غاز أذربيجان، فالسلطات في باكو مستمرة في خطب ود روسيا (رغم أن أي خط أنابيب متوجه شمالاً يجب أن يعبر منطقة القوقاز الشمالية غير المستقرة). وهناك مشروعان منافسان يهدفان إلى تصدير الغاز الأذربيجاني إلى جنوبي إيطاليا عبر تركيا واليونان وهو ما يعتبر في غير مصلحة أوروبا التي هي في أمس الحاجة إلى الغاز. غير أن تكاليف طريق خطوط البحر الأدرياتيكي أقل وتبعاتها السياسية أبسط. وفيما تسعى تركيا إلى مد نفوذها في المنطقة تسعى دول أخرى إلى تجاوزها، فهناك مشروع جديد يمر بأذربيجان وجورجيا ورومانيا يهدف إلى استخدام خط أنابيب قائم عبر منطقة القوقاز ثم استخدام صهاريج نقل غاز عبر البحر الأسود، وفي مقدور هذا المشروع استخدام تكنولوجيا الغاز الطبيعي المسال أو تكنولوجيا انضغاط أخرى غير مجربة بعد بحيث تكون أقل تكلفة. ومن ميناء كونستانتا الروماني سيتوجه الخط إلى خط أنابيب قائم بالفعل في المجر. غير أن مشروع أذربيجان - جورجيا - رومانيا لن ينقل نفس أحجام الغاز المخطط أن ينقلها خط نابوكو البالغة 38 مليار متر مكعب في السنة ولكن بناءه أرخص حيث ينتظر ألا تبلغ تكلفته سوى نحو مليار دولار ويوفر رسوم العبور التركية ولا يحتاج جهوداً سياسية إلا أن هدفه الحقيقي هو على الأرجح إضعاف موقف تركيا التفاوضي. أما روسيا فلا تزال تسرع من مشروعها المنافس المسمى خط الأنابيب الجنوبي المقرر مده عبر قاع البحر الأسود بتكاليف باهظة متجاوزاً أوكرانيا، وقد اكتسب هذا المشروع بعض التأييد الألماني. غير أن هناك بعض المصاعب تواجه هذا المشروع. إذ أن صناعة الغاز الروسية المثقلة بالديون والتي تساء إدارتها ليس لديها سوى القليل من الفائض. كما أن بلغاريا لا تزال تخشى من انقطاع وارداتها من الغاز مثلما حدث أثناء الخلاف الذي وقع بين روسيا وأوكرانيا في يناير 2009. وصوفيا تريد تقليل اعتماد طاقتها على روسيا لا زيادته. ولا تكتفي روسيا بالمراقبة والانتظار. إذ أنها مستمرة في بناء خط الأنابيب الشمالي على قاع بحر البلطيق الذي ينقل الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا ويقلل الاعتماد على دول المرور مثل بيلاروسيا وأوكرانيا، وربما يعمل عقد غاز روسيا مع بولندا على ربط بولندا بإمدادات الغاز الواردة من الشرق لغاية عام 2037. ورغم أن بعض البولنديين يفضلون ذلك إلا أن آخرين ممن هم في وزارة الخارجية البولندية يعتقدون أن ذلك قد يهدد خطط بولندا الرامية إلى تطوير احتياطياتها وبناء ميناء لاستيراد غاز طبيعي مسال. إلا أن المفوضية الأوروبية تدخلت حالياً بزعم أن القيود الروسية على وجهات الغاز واستخدامها خطوط أنابيب تعتبر غير قانونية. ونجحت المفوضية الأوروبية بهدوء في تحرير سوق الغاز الأوروبي، فقد أصدرت توجيهات جديدة توجب على كافة خطوط الأنابيب أن تكون عكسية بمعنى عدم اقتصار استخدامها على نقل الغاز إلى أوروبا، ولكن بحيث يمكن نقله أيضاً في كافة أنحاء القارة وهو ما يضعف موقف الموردين المحتكرين مثل روسيا. ترجمة: عماد الدين زكي نقلاً عن: «بلومبرج»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©