الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصراع على تجارة التجزئة في كوريا الجنوبية

5 نوفمبر 2010 22:12
كانت الضربة جريئة ومباشرة، وتوضح مدى حدة المنافسة بين أكبر عملاقين لتجارة التجزئة في كوريا الجنوبية. ففي نسخة آسيوية من مباراة الموت بين عملاقي تجارة التجزئة في الولايات المتحدة "ماكي" و"جمبلز"، افتتحت مجموعة "شاينسيجاي" العام الماضي أضخم فرع لها، في الجوار المباشر لمنافستها الرئيسية اللدودة مجموعة "لوت". والفرع الجديد ليس متجراً عادياً، وإنما هو صرح تجاري ومعماري هائل، يتضاءل إلى جانبه الفرع الرئيسي لمجموعة "ماكي" في مدينة نيويورك، والمسجل في قائمة "جينيس" للأرقام القياسية باعتباره أكبر متاجر التجزئة في العالم على الإطلاق. والفرع الجديد لمجموعة "شاينسيجاي" الذي تكلف 600 مليون دولار، والمقام على مساحة تبلغ 5.5 مليون قدم مربع، يضم حلقة للتزلج على الجليد، ومركزاً للتدليك والساونا "سبا"، وقاعة للحفلات، وملعباً للجولف، ومساحة خضراء على السطح... ويعد في نظر العديد من الخبراء نموذجاً لما ستكون عليه متاجر التجزئة في المستقبل. وهو يفوق بمراحل فرع مجموعة "لوت" المقام إلى جانبه مباشرة. وحسب مصادر "شاينسيجاي" فإن "شين كايوك وهو"، مؤسس مجموعة "لوت"، قام بمجرد افتتاح الفرع الجديد لمنافسته بتشكيل مجموعة من أقرب معاونيه وكلفهم بمعاينة المركز الجديد. يتذكر "آن يونج -جون"، المدير العام لقسم السياسات الاستراتيجية الاستهلاكية في مجموعة "شاينسيجاي"، ذلك ويقول: "لقدا بدا غاضباً ومصدوماً إلى أقصى حد؛ لأن حلم حياته، والذي كان يتمثل في إنشاء صرح معماري عالمي، تم تحقيقه على أيدي المجموعة المنافسة له، والتي سبقته لذلك". "لا يجب القفز إلى النتائج بهذه السرعة"، كان هذا هو تعليق مسؤولي مجموعة "لوت" التي تبني حالياً صرحها العملاق الجديد في "بوسان"، والذي تنوي تسميته "لوت وورلد"، والذي سيضم العديد من المعالم المهمة؛ منها نافورة مياه عملاقة ستكون هي الأكبر في العالم، بالإضافة لناطحة سحاب ستكون عند الانتهاء من بنائها عام 2016 واحدة من أطول الأبراج في قارة آسيا بأسرها". ويقلل "لي كيونج- كيل"، المتحدث الرسمي باسم المجموعة، من شأن الفرع الجديد لمنافسته الرئيسية، وتأثيره في حسم المنافسة بينهما، فيقول: "ربما يكون فرعاً ضخماً بحق، لكن حجم مبيعاته قليل". وهذه المعركة المحتدمة بين عملاقي تجارة التجزئة في كوريا هي التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام حالياً في الساحة التجارية الكورية الجنوبية المعروفة ببراجماتيتها المفرطة، وشراسة المنافسة بين اللاعبين الكبار فيها. ويرجع ذلك إلى أن المعركة بين المجموعتين ليست تجارية فحسب بل تنطوي على أبعاد شخصية تتعلق بالمكانة والوضع في السوق، كما لم تقتصر على حرب الأسعار، وإنما شملت أيضاً اتهامات متبادلة بعدم الالتزام بالمعايير الأخلاقية التجارية، ورفع قضايا في ساحات المحاكم. ومع تولى الجيل الثاني من المديرين لمواقع المسؤولية في المجموعتين، فإن المعركة التجارية الناشبة بينهما قد تتجاوز حدود كوريا الجنوبية وتصل إلى الساحة العالمية، بسبب خطط المجموعتين الرامية لفتح فروع لهما ونقل الصراع بينهما إلى ساحات جديدة في بلدان مثل الصين وغيرها من البلدان الآسيوية. يقول "لي سوك"، محرر التحقيقات في مجلة "سيسا جورنال" الكورية الجنوبية المختصة بشؤون المال والأعمال، إن "المنافسة بين العملاقين تدور إلى حد كبير على المستوى الشخصي، حيث تحولت إلى صراع بين العقول والإرادات في غرف مجالس الإدارة بالمجموعتين". ويقول المحللون المتخصصون في شؤون التجارة، إن المناورات العلنية المستخدمة بين مسؤولي المجموعتين، تبين بوضوح نوعية الجسارة المطلوبة للبقاء على قيد المنافسة في هذه الأمة ذات الحس العملي، والتي تضم قرابة خمسين مليون نسمة. ويوضح محلل مالي، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية المنافسة بين المجموعتين، أنهما "تتقاتلان بضراوة، لأن مسؤوليهما من ذوي الشخصيات التي تتسم بذاتيات مفرطة، كما تتم إدارتهما من قبل أبناء عائلتين كوريتين جنوبيتين ثريتين غير مستعدتين لتقبل احتمالات الخسارة على الإطلاق... إنهما باختصار لاعبان كبيران في أمة صغيرة". وأهمية الفرع الجديد لـ"شاينسيجاي" تكمن في أنه مكّن المجموعة التي كانت تأتي في المركز الثاني دائماً بعد مجموعة "لوت" من تحقيق أرباح، فاقت للمرة الأولى تلك التي حققتها الأخيرة حيث سجلت 11.4 مليار دولار، مقابل 10.7 مليار لمنافستها. والمنافسة التجارية الشرسة بين المجموعتين سوف تنتقل إلى ساحات عالمية كما سبقت الإشارة إليه. فمجموعة "شاينسيجاي" تُشغّل في الصين حالياً 26 متجراً للتجزئة من النوع الذي يبيع السلع العالمية بأسعار مخفضة، كما تخطط لافتتاح 100 فرع آخر هناك بحلول عام 2015. أما مجموعة "لوت" فتدير حالياً 79 متجراً من هذا النوع في الصين، كما تمتلك فروعاً أخرى في إندونيسيا وفيتنام. وفي العام الحالي عززت "لوت"وجودها في روسيا أيضاً، وذلك من خلال افتتاح فندق مجاور لمتجر تجزئة فاخر كانت قد افتتحته هناك عام 2007. مع ذلك تظل المعركة الأكبر بين المجموعتين هي تلك التي تدور في "بوسان"، حيث تشير وسائل الإعلام إلى أن مجموعة "لوت" أخذت موضوع افتتاح فرع جديد لمنافستها في منطقة تجارية كانت تهيمن عليها، بشكل "شخصي" للغاية. وقد عمل مسؤولو المجموعة على التقليل من شأن الفرع الجديد لمنافستها كرد فعل من جانبها، وذلك بالقول كما ورد على لسان أحدهم، "إنهم -مجموعة شاينسيجاي- وافدون جدد على المنطقة حاولوا استفزازنا من خلال الاحتكاك بنا، لكن الحقيقة تظل كما هي، وهي أنهم لاعبون صغار في بوسان ينبحون عالياً، لكنهم لا يعضون". جون أم جيونا - إيثان كيم - كوريا الجنوبية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. تي. سي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©