الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنزويلا واشتراكية القرن الحادي والعشرين!

5 نوفمبر 2010 22:14
بعد اتهامه شركة "أوينز إيلينوي" الأميركية لصنع الزجاجات باستغلال العمال والإضرار بالبيئة، أعلن الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز عن مخططات لمصادرة الوحدة الصناعية المحلية من الشركة، في ما يعد عملية التأميم رقم 200 للشركات الخاصة هذا العام. غير أن عملية الاستحواذ هذه تأتي في وقت تعاني فيه فنزويلا من ركود اقتصادي كبير وتسجل فيه أعلى معدل تضخم في القارة الأميركية اللاتينية؛ حيث يحمِّل بعض الخبراء مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من مصاعب اقتصادية في البلاد جزئيّاً لانعدام الكفاءة الذي تسببت فيه عمليات الاستحواذ على شركات صناعية خاصة تنفيذاً لأوامر شافيز، والتي تندرج ضمن ما يسميه الزعيم الفنزويلي عادة في أدبياته السياسية اليسارية ببرنامج الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين. وقد أعلنت الشركة الأميركية المذكورة يوم الأربعاء الماضي أنها تتوقع أن تستلم قريباً إشعاراً رسميّاً من السلطات المعنية بالاستحواذ عليها، ولهذا السبب أنها تعتزم إدراج تأثير فقدان عملياتها في فنزويلا التي بدأت قبل 50 عاماً ضمن تقريرها للمساهمين بشأن النتائج المالية للربع الثالث من العام الذي من المرتقب أن يصدر هذا الأسبوع. ومن جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي يوم الثلاثاء الماضي أن الحكومة الأميركية تنتظر لترى الخطوات الملموسة التي سيتخذها شافيز، مضيفاً أنه في حال حدوث عملية تأميم من هذا القبيل وفق ما يتردد في وسائل الإعلام، فإن الشركة ينبغي أن تتلقى تعويضاً "فعالاً وكافيّاً وسريعاً" عن ممتلكاتها، وبطريقة تضمن عدم التعدي على حقوقها أو التنكر للالتزامات القانونية لكلا الطرفين. أما المتحدثة باسم شركة "أوينز إيلينوي" نفسها ستيفاني جونستون، التي تسنى الاتصال بها في مقر الشركة في ولاية أوهايو الأميركية، فقد أكدت بقـوة أن الشركة ترفض، جملة وتفصيلاً، اتهامات شافيز لها بالتسبب في أضرار بيئية، موضحة أنها تلقت أربعة تنديدات حكومية بسياساتها هذا العام. وأضافت أن شركتها، التي تدير مصنعين في منطقتي "فاليرا" و"لوس جايوس" بفنزويلا يوظفان معاً حوالي 1050 شخصاً، تدرك في الواقع "العوامل" أو بالأحرى "الدوافع" التي تقف وراء عمليات التأميم المقررة. غير أنها أوضحت أن الشركة فوجئت بإعلان شافيز وأنها علمت به من خلال التقارير الصحفية لا أكثر ولا أقل. وأردفت المتحدثة باسم الشركة جونستون قائلة: "إن مصدر قلقنا الرئيسي في الوقت الراهن هو سلامة عمالنا، قبل أي شيء آخر". يشار هنا إلى أن الشركة المذكورة المصنعة للعبوات الزجاجية توظف أكثر من 22 ألف موظف في 21 بلداً، حسب ما هو وارد على موقعها على شبكة الإنترنت. وفي مقابلة تلفزيونية يوم الثلاثاء الماضي، قال كارلوس لارازبال، وهو رئيس أكبر جمعية صناعية في فنزويلا، وتدعى "كونيندستريا"، إنه قد جرى الاستحواذ على 131 شركة في العام الماضي وحده، على أن ذلك لا يشمل الشركات الصغيرة والشركات الزراعية التي استحوذت عليها الوكالة المكلفة بإعادة توزيع الأراضي. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن شافيز لطالما كان من أنصار الاقتصاد الاشتراكي، وهذه حقيقة لاشك فيها، كما أنه يعتبر في ذات الوقت من أشد منتقدي السياسة الخارجية الأميركية. وتشمل عمليات التأميم التي أمر بها العديد من الشركات الأميركية العاملة في مجالات الاتصالات والطاقة والنفط، مثل وحدات صناعية من شركتي "كارجيل" و"كونوكو-فيليبس". وتشكل الشركات الغذائية، سواء المملوكة لجهات داخلية أو خارجية، هدفاً خاصّاً، حيث يحمِّلها شافيز باستمرار مسؤولية ارتفاع معدل التضخم في البلاد وخاصة ما تعلق من ذلك بأسعار المواد الغذائية ونقص العديد من المواد التموينية في السوق الفنزويلية. وفي هذا الشهر مثلاً، أمر شافيز بالاستحواذ على "أجرويسلينا"، التي تعد واحداً من أكبر موزعي المنتجات الزراعية في فنزويلا بـ82 فرعاً. وفي مقابلات مع إحدى الصحف الصادرة في "فاليرا"، عبَّر عمال شركة "أوينز إيلينوي" عن قلقهم بشأن حالة عدم اليقين التي خلقتها عملية التأميم. وفي هذا الإطار، قال أحد العاملين طلب عدم الكشف عن اسمه: "لقد اتخذوا القرار مدعين أننا نتعرض لاستغلال وسوء معاملة وأننا نعمل في ظروف غير آمنة. غير أن كل ذلك لا أساس له من الصحة. إننا لا نريد أن نشارك في السياسة؛ بل نريد أن نعمل وحسب". وربما يستحق التنويه أيضاً أن شركة "إمبريساس بولار" تعد هي أكبر زبون لـ"أوينز إيلينوي" في فنزويلا، وهي شركة كبيرة لإنتاج المشروبات والأطعمة ينتقد مالكوها سياسات شافيز الذي يمسك بمقاليد السلطة منذ 1999؛ حيث أعلن هذا الأخير في وقت سابق من هذا العام عن مخططات للاستيلاء على شركة زجاجات "بيبسي" في "باركيسيميتو" وهي الأخرى مملوكة لـ"بولار"، وكان المبرر المعلن هو نية بناء مساكن هناك. يشار إلى أن الاقتصاد الفنزويلي يتوقع أن يتقلص بـ2 في المئة أو أكثر هذا العام، في ما تتمتع بقية دول أميركا اللاتينية بأوضاع اقتصادية أفضل حيث يتوقع بعض المحللين الاقتصاديين نمواً اقتصاديّاً إقليميّاً يبلغ 4 في المئة؛ هذا في وقت بلغ فيه معدل التضخم في فنزويلا 30 في المئة أو أكثر هذا العام. ميري موجولون - كراكاس كريس كرول - بوجوتا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©