الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات تبدأ من العناوين.. والمرأة «كما الريح»

لوحات تبدأ من العناوين.. والمرأة «كما الريح»
5 نوفمبر 2010 22:15
40 عملاً هي جُماع الأعمال التي يحتضنها معرض الفنانة الإماراتية سوسن حسن الشماع الذي يقام حالياً في معهد الفنون في منطقة الفنون بالشارقة القديمة، تحت عنوان: «كما الريح». وبدءاً يمكن القول إن الحضور الطاغي في الأعمال، هو حضور للمرأة بتجليات مختلفة ومتعددة مشغولة بتقنيات متنوعة، ومضافاً إليها ما يمكن أن يسميه المرء بـ«التزيين» في أغلب الأعمال ثم بالكولاج أو ما يعرف بالتوليف. وذلك فضلاً عن أن الفنانة سوسن حسن الشماع تنشغل أيضا بتسمية معرضها مثلما تنشغل بتسمية لوحاتها على نحو لافت من فرط ما أنها عناوين شعرية غالبا. «كما الريح»، هل يذهب المعنى باتجاه العبور السريع للفرد، وهو هنا المرأة، في العالم بكل ما يعنيه ذلك من وجود حسّي أم أن تفاصيل اليومي والانشغالات العادية بالعيش اليومي هي التي تذهب؟ والحال، أن لأي ناظر إلى أعمال سوسن حسن الشماع في معرضها هذا أن يؤوِّل الأمر بحسب ما ينسجم وبقدر ما يخوض من تجارب جمالية في النظر إلى اللوحات التي هي واقعية تماما. من بين الأعمال اللافتة في المعرض هي تلك التي تظهر فيها المرأة شابة وجميلة على نحو مثير للانتباه، لكن كما لو أنها «عروس» من ذلك النوع الذي هو «ألهية» للطفلات صغيرات السن، لكنهن نساء حالمات، ليس على مستوى الحالة التي تبدو فيها المرأة فحسب بل إن الشماع تضيف بعض ما هو تزييني من خرز واللون الذهبي، تحديدا، بحيث يبدو كما لو أنها تتذكر طفولة ما ربما تكون طفولتها هي أو أي طفولة أخرى مجاورة. أما على المستوى التقني، فتولي الفنانة التشريح أهمية بالغة، فلا تجنح نحو ما هو تعبيري بحذف بعض التفاصيل وإضافة سواها لتمنح الناظر إلى شخوصها الأنثوية إحساسا ما بالمرأة، كأن تكون في حالة توحي بأنها تتألم مثلا أو حتى تفرح. لا شيء سوى الطمأنينة وقَدْر من الشرود وليس الوجوم هو ما يظهر في أغلب الأعمال. وإلى ذلك فالوجوه يشعر المرء بأنها مضاءة ومشرقة على الرغم من غياب بعض تفاصيلها، لكن الحضور القوي لهذه الوجوه غالبا ما كان في الأعمال التي تميل إلى المرأة عندما تكون بلباسها التقليدي الإماراتي وما يحيط بها من أدوات وأشياء تخصها، وكأنما هذا هو عالمها. وفي هذه الأعمال، تتضح نزعة الكولاج لدى الفنانة، إذ أن فكرة اللصق، أي جمع أكثر من عنصر على السطح التصويري للعمل، توحي بالتنافر لكن التوازن فيها هو ما يخلقه توزيع هذه العناصر على السطح ذاته، وهنا أيضا كما لو أن هناك حنينا ما إلى الماضي يجعله اللون نورا. وأخيرا، تشكل العناوين لدى الفنانة مفاتيح لتأويل الأعمال وإعطائها روحا أخرى، فتقترح على الناظر إلى أعمالها جدلا بين المعنى الذي تريده والمضمون الواقعي بكل ما يحتوي عليه من تفاصيل هي تفاصيل الحياة والعيش اليومي العادي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©