الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2016 عام اللغة العربية في فرنسا

2016 عام اللغة العربية في فرنسا
24 فبراير 2016 13:17
حاوره في باريس ( بسام عبدالسميع) كشف معالي جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس وزير الثقافة والتعليم الفرنسي الأسبق، عن توجه المعهد لاعتماد عام 2016 عاماً للغة العربية في فرنسا، وإطلاق واعتماد شهادة المستوى في اللغة العربية بالتعاون مع الجامعات والمراكز المتخصصة في البلاد العربية في إطار خطة شاملة لدعم اللغة العربية، إضافة إلى التقدم للحكومة الفرنسية بمقترحات لزيادة مساحة تدريس اللغة العربية والحفاظ عليها. وقال لانغ في حوار مع «الاتحاد» بمكتبه في مقر المعهد بوسط العاصمة الفرنسية باريس: «إن اللغة العربية تعاني تراجعاً كبيراً في الانتشار، ما يتطلب إطلاق خطط وحملات لدعمها والحفاظ عليها، حيث يوقع المعهد خلال العام الحالي عدداً من الاتفاقيات مع الجامعات العربية لاعتماد شهادة تحديد مستوى دولية أسوة بشهادات الجامعات والمعاهد اللغوية المتخصصة واعتمادها جزءا من أوراق شغل الوظائف التي تتطلب اللغة العربية، وستكون شهادة دولية معترف بها من الجامعات العربية والعالمية ويجري العمل حالياً على توقيع اتفاقيات مع الجامعات العالمية لاعتماد تلك الشهادة والعمل بها، موضحاً أن الشهادة ستحدد مستويات الحاصلين عليها في اللغة العربية، أسوة باللغات الأخرى حيث تتنوع بين عدة مستويات ولكل مستوى تصنيف ودرجة». وأوضح أن الإمارات ستشكل محوراً رئيساً في هذا التوجه، وستتم الاستعانة بالخبرات والجامعات الإماراتية لدعم اللغة العربية، مشيداً بمبادرات الإمارات في اعتماد 2014 عاماً للغة العربية، وإطلاق جائزة محمد بن راشد للغة العربية بهدف النهوض بها، وتسهيل تعلمها وتعليمها، إضافة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وتشجيع القائمين عليها. واعتبر لانغ أن «مبادرات الإمارات في الحفاظ على اللغة العربية وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام تشكل دعماً قوياً للغة العربية»، مشيراً إلى أن الإمارات وفرنسا تعملان معاً لنشر الإسلام الصحيح وأن الإمارات تشكل منارة إشعاعية واستثنائية في العالم العربي فهي وجه مهم للتسامح، والتعايش مع الآخر. وأضاف: «تحقق الإمارات إنجازات كبيرة وأصبحت عنواناًَ للمستقبل»، مشيداً بالقمة الحكومية العالمية والتي تعد نموذجاً يحتذى في تلمُّس حاجات الشعوب، وتوفير متطلباتهم لحياة رغدة»، منوهاً إلى أن تشكيل وزارة للسعادة في الإمارات يكشف عن نهج الإمارات في حياة متميزة للإنسانية، مشيراً إلى التعاون الوثيق بين فرنسا والإمارات على الصعيد الثقافي كما يتبدى في مشروع متحف اللوفر وجامعة السوربون في أبوظبي، لافتاً إلى تقديم معهد العالم العربي بباريس في مايو الماضي الفيلم الوثائقي «الشيخ زايد.. أسطورة عربية»، وهو فيلم تاريخي عن الإمارات ومسيرة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، قائلاً: «إن هذا الإجراء يعتبر استثنائياً ضمن نشاطات المعهد ولأول مرة يقدم المعهد فيلماً في هذا الإطار، حيث سلط الفيلم الضوء على حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي وصفها بالحافلة والمميزة». وقال: «إن الفيلم سلط الضوء على شخصية رجل دولة وسلام من الطراز الرفيع، حيث أجمع الحاضرون على أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان يتميز بنفس السمو والرقي اللذين تميز بهما جده الشيخ زايد بن خليفة الذي كان من رواد السياسة الخليجية منذ أكثر من نصف قرن». وقال لانغ: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تبوأت بفضل حكمة الشيخ زايد وبعد نظره وتخطيطه المسبق مكانها في مصاف الدول المنتجة للنفط والغاز في العالم، وبفضل تضافر جهود القيادة الرشيدة في الإمارات أصبح لديها اقتصاد متنوع يضم عدة صناعات غير نفطية، مشيراً إلى أن هذا كله تجسد اليوم من خلال هذا الخير الذي عم مواطني الدولة، حيث مكنتهم من الاستفادة من خدمات اجتماعية عالية المستوى تسهر على تقديمها وتنميتها مختلف الوزارات الاتحادية وعلى رأس هذه الخدمات المجانية الجليلة التعليم والسكن والرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية التي مهدت الطريق لنمو سريع وتطور قياسي للبلاد. ولفت إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ساهم في إنشاء المعهد في باريس، مشيراً إلى دعمه تدريس اللغة العربية في فرنسا، معرباً عن تفاؤله بالصداقة القوية جداً بين الإمارات وفرنسا وأن هذه العلاقة تشكل محركاً استثنائياً لإنجاح ثقافة السلام. وأكد لانغ، سعي المعهد للعمل على منع أي محاولات لتقليص مساحة التدريس بالعربية في فرنسا، مشيراً إلى أن المعهد يعمل على تطوير دراسة العالم العربي في فرنسا وتعميق فهم ثقافته وحضارته ولغته، وفهم جهوده الرامية إلى التطور وتشجيع التبادل الثقافي وتنشيط التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي، ولا سيما في ميادين العلم والتقنيات، إضافة إلى العمل على إنجاح العلاقات بين وفرنسا والعالم العربي عبر الإسهام في تعزيز العلاقات بين العرب وأوروبا. ويقع معهد العالم العربي على ضفاف نهر السين، بجانب كاتدرائية نوتردام في وسط العاصمة الفرنسية باريس، وقد كان لبنائه أهمية ودوراً على الصعيدين الهندسي والثقافي، فالمشروع عبارة عن محصلة تضافر الجهود العربية لافتتاح مركز ثقافي عربي في أوروبا، وصممه المهندس الفرنسي جان نوفال «Jean Nouvel» وذلك في عام 1981 ليفتتح أبوابه للزوار عام 1989. فلسطين و«كوكب الشرق» على ضفاف السين يقدم معهد العالم العربي في باريس فعاليات متنوعة تدعم التواصل بين العالم العربي وفرنسا. ويعرض المعهد حالياً فعالية «أوزوريس- الكنوز المغمورة لمصر»، أسرار مصر القديمة، والتي تسلط الضوء على طقوس ومعتقدات كانت سائدة في وادي النيل قبل آلاف السنوات، والطقوس السرية السنوية لعودة الإله الفرعوني أوزيريس إلى الحياة، من خلال معروضات حفظت تحت الرمال في مياه خليج أبو قير قرب الإسكندرية من عهد الإمبراطورية الفرعونية الوسيطة التي تعود إلى العام 1850 قبل الميلاد. ومن 18 فبراير وحتى 21 مارس يقدم المعهد معرض الفن المعاصر مع مجموعة من الفنانين الشباب الفلسطينيين، ومعرضاً للسينما الفلسطينية، وفيلم «فيكسمي» للمخرج رعد أنتوني، ولقاء مع 10 فنانين فلسطينيين ونظرتهم حول اتفاقيات أوسلو عبر 9 أفلام قصيرة. كما يعرض المعهد فيلم الهاربون الثمانية عشر للمخرج عمار شمالي، ويقيم حفلاً لتأبين سيدة الغناء العربي أم كلثوم في 12 مارس المقبل ومعرضاً للمكتبات، كما يشهد العام الحالي إقامة معرض الحدائق وكذلك النحت والرسوم الداعية للتواصل والسلام بين الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©