محمد بن راشد يشيد بقدرات الشباب والقيادات العربية على تخطي الصعوبات وتحقيق أهدافهم

افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس أعمال المؤتمر الإقليمي الخامس لريادة الأعمال، الذي تنظمه تحت رعاية سموه، منظمة القيادات العربية الشابة، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي والشيخ سعيد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات، وعدد من المسؤولين. وأشاد صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بقدرات الشباب والقيادات العربية على تخطي الصعوبات والوصول إلى غاياتهم وتحقيق الأهداف التي يؤمنون ويعملون من أجلها من خلال لقاءاتهم واجتماعاتهم التي تعقد سنوياً ويلتقي فيها شباب عرب متنوعو الاختصاصات العلمية والكفاءات والخبرات الواسعة، ما يتيح لهم الفرصة للتشاور والتنسيق والأخذ بالأفكار والتجارب الناجحة التي تفيد مسيرة القيادات العربية الشابة. ويشارك في المؤتمر الذي تستمر أعماله يومين ويعقد في فندق العنوان بدبي، نحو 300 شخصية من القيادات العربية والعالمية الشابة ورواد الأعمال وممثلون عن القطاعين الحكومي والخاص. واعتبر معالي عبد العزيز الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الرئيس التنفيذي لبنك المشرق، “إن طبيعة المرحلة الحالية بما فيها من رخاء اقتصادي وفرص وتسهيلات مقارنة بعهد أسلافنا، أسهمت في انحسار الرغبة بالمجازفة والمبادرة لتأسيس الأعمال، الأمر الذي يتطلب توافر الرغبة بالمخاطرة كخطوة أولى على طريق ريادة الأعمال”، مشيراً إلى أن “المغامرات والمجازفات كانت جزءاً من ثقافة الإصرار والعزيمة لدى سلفنا باعتبارهم مسؤولين عن المستقبل الذي ننعم بخيراته اليوم”. وقال الغرير في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر إن الإحصاءات تشير إلى أن أعداد الشباب العربي في تزايد مستمر، متجاوزين 113 مليوناً أو ما يعادل ثلث سكان الدول العربية، مؤكداً أن ضمان النجاح لفئة الشباب يحتاج إلى منهجية جديدة تعتمدها الدول العربية لتشجيع الشباب على خوض المغامرات في تأسيس مشاريع تنموية لإحداث التغيير في المستقبل القريب. وأشار إلى أن النهوض بريادة الأعمال يعتبر اللبنة لتأسيس شركات عملاقة في المستقبل تحظى بثقل في ميزان الاقتصاد الحر وتسهم بشكل مباشر في الناتج القومي، ما يمكن الدول العربية من خلق فرص عمل جديدة للشباب واستيعاب الخريجين الجدد لمواجهة تحديات البطالة المستقبلية. واقترح في كلمته أربعة محاور، أكد أهمية العمل بها عربياً خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى ضرورة إضافة منهج “ريادة الأعمال” إلى المناهج في المدارس والجامعات لما يمثله من أهمية في بلورة الفكر الريادي لدى الشباب، والذي يكاد يكون مفقوداً في وطننا العربي، بحسب الغرير. وأكد أهمية التمويل لدعم الشباب سواء كان ذلك على شكل صناديق أو مؤسسات تستهدف تقديم الدعم لأصحاب الأعمال والمشاريع الصغيرة أو على شكل ضمان الحكومات للقروض التي تمنحها البنوك التجارية لأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة وتشجيع وتحفيز البنوك على لعب هذا الدور، لافتاً إلى أن دولة الإمارات قطعت شوطاً طويلاً في سبيل توفير الدعم للشباب، سواء من خلال صندوق خليفة لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة أو مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب وغيرهما. واعتبر الغرير أنه في ظل اتساع حلقة الاقتصاد وارتفاع وتيرة الأعمال في المنطقة العربية تتزايد الحاجة إلى سن قوانين وتشريعات تمارس دوراً محفزاً وتشجيعياً لأصحاب الأعمال والمشاريع الصغيرة، داعياً في سياق المحاور الأربعة إلى استنساخ تجارب وقصص كفاح ونجاحات الآباء والأجداد من خلال دعوة رجال الأعمال العرب إلى تبني عدد من الشباب سنوياً، بمنحهم الفرصة للاحتكاك المباشر بهم والعيش معهم ما يؤهل أولئك الشباب للتعلم من خبراتهم وتجاربهم. ودعا إلى العمل باتجاه أن تكون حصة القطاع الخاص نحو 70 في المائة من إجمالي الناتج القومي العربي. وأكدت نجلاء العوضي عضو المجلس الوطني الاتحادي، عضو مجلس إدارة “القيادات العربية الشابة” أهمية محاور المؤتمر الذي يحمل شعار “مد الجسور: ريادة الأعمال من أجل مستقبل العالم العربي”. وشهد المؤتمر أمس جلستي عمل، ناقشتا دور القطاعين الحكومي والخاص في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتحديات التي تواجه رواد الأعمال، إلى جانب دور الإنترنت في إتاحة المجال لهم لتنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى شركات تتواصل إلكترونياً مع الملايين، في وقت قدم فيه رواد أعمال تجاربهم في هذا الصدد. من جهته، أكد عبد الباسط الجناحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة اهتمام ودعم صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للمؤسسة، مشدداً على أهمية تعاون مختلف القطاعات لدعم الشباب وريادة الأعمال. وأشار إلى الدور الذي تلعبه المؤسسة في إنجاح المشروعات، لا سيما من خلال تخصيص 5 في المائة من المشتريات الحكومية في دبي لصالح المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي خصصت لها ضمانات تمويل بنحو 700 مليون درهم استخدم منها حتى الآن 70 مليوناً. بدوره، أكد محمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية، حرص الشركة على دعم أنشطة الشباب انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية، في وقت أبدى فيه مصطفى عبد الودود العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة أبراج لإدارة الاستثمار، عضو مجلس إدارة القيادات العربية الشابة تفاؤله بزيادة وتيرة دعم مشاريع الشباب، خصوصاً في ظل أن القطاع الخاص بدأ يأخذ دوراً أكبر. الوطن العربي يحتاج سنوياً إلى 6 ملايين فرصة عمل أكد الشيخ خالد بن زايد بن صقر آل نهيان رئيس شركة “زايد جروب”، ضرورة التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لإيجاد الأجواء المناسبة لدعم الشباب، مشيراً إلى أن العالم العربي يحتاج سنوياً إلى 6 ملايين فرصة عمل، الأمر الذي يظهر أهمية الاهتمام بعمليات التدريب. وأعلن خلال إحدى جلسات المؤتمر الإقليمي الخامس لريادة الأعمال أن مؤسسة “إنجاز” تستهدف تدريب نحو مليون من الطلبة مع حلول عام 2015 و250 ألف طالب وطالبة مع نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن المؤسسة دربت في العام الماضي نحو 175 ألفاً من الطلبة. 16 % نسبة البطالة عربياً قال الدكتور سليمان الهتلان الرئيس التنفيذي للمنتدى الاستراتيجي العربي إن نسبة البطالة في العالم العربي بلغت العام الماضي 16 في المائة. وأشار خلال إدارته لإحدى الجلسات إلى أن نسبة البطالة بين فئة الشباب تبلغ نحو 80 في المائة.