السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التخفيف عن الخادمات سلوك إسلامي له مبررات سلوكية

التخفيف عن الخادمات سلوك إسلامي له مبررات سلوكية
9 أغسطس 2011 22:11
تزداد أعباء العمل في البيت في الشهر الفضيل بشكل كبير، من تنظيف وترتيب، وتجهيز الأكل، واستقبال الضيوف، مما يزيد ساعات عمل ربات البيوت ومساعداتهم من الخدم، بحيث يستمر العمل إلى جوف الليل، مما يؤخر نوم الخادمة، وهذا لا يعفيها من الاستيقاظ باكرا، هكذا تتضاعف أعباؤها اليومية بخلاف الأيام العادية، مما قد يولد حالات من السخط والغضب عندهن، خاصة إذا كان البيت كبيرا ويضم العديد من أفراد الأسرة ويستقبل العديد من الضيوف خلال ليالي الشهر الكريم لما يعرفه من خصوصية وأجواء روحانية. قد يسبب ضغط العمل الرمضاني توتر العلاقة بين الخادمة وربات البيوت، الأمر الذي قد يدفع الخادمة إلى إيذاء أهل البيت، كما أنها قد تصدر طاقة سلبية حتى من كلماتها التي تتحدثها تنفثها الخادمة في محيطها حتى تؤذي جميع أفراد الأسرة مما يؤدي إلى تشتتها، وتشنج العلاقات بين أفرادها، بينما الطبخ بحب فإنه يسعد العائلة ويساعد على لحمتها. هذا ما يفسره شريف شكران، مهندس آلات طبية وباحث في علوم الإصلاح الأسري ومكتشف قنوات جديدة تعزز العلاقات الأسرية أظهر من خلالها أن أقوى الوسائل لنقل المحبة والكراهية هي الماء أو الحامض النووي بإثباتات علمية ودينية. ويقول شريف شكران: إن أي تفكير للإنسان يُحول مباشرة إلى طاقة مغناطيسية حول جسمه تسجل في أي سائل أو عنصر يحتوي على ماء مثل عصير أو خضر، فواكه، لحم وشاي وغيره... عند لمسه أو الاقتراب منه، فالمستاء أو الخبيث يسجل أفكاره في الأكل عند لمسه فتنتقل إليك بطريقة آلية، وضيف شكران: كما ينبغي الاهتمام بكلّ الذين يضعون أيديهم في إعداد أكلنا ونحثهم هم على أن تكون لديهم أفكار إيجابية وهم يقومون بِطهي الطَّعام أو تحضيره. الماء ينقل الحب أو الكراهية ويقول شكران إن العلم أثبت أن الطبخ بحب من طرف الأم أو الأخت أو الزوجة فإنه ينقل هذه المحبة لقلوب الأولاد وأهل البيت، وتساعد على لحمة العائلة وترابطها، ويشير شكران إلى أن مذاق الأكل يختلف من بيت لبيت، كما يختلف إذا طبخته الأم عنه إذا جهزته الخادمة، فمهما عملت هذه الأخيرة ومهما كانت رائعة ومتمكنة من الطبخ فإن هناك أشياء تظل ناقصة وهو ذلك المذاق الطيب والنكهة التي تشكلت بالحب وبذكر اسم الله على الأكل، فالأم عادة تطبخ وتتمنى أن تتناول أسرتها هذا الأكل بالصحة والعافية، أما الخادمة فهي تطبخ أو تجهز الأكل وهي تسب وتشتم وتدعي على أفراد الأسرة، وإذا لم يكن هذا حال الجميع فهو حال أغلبهن، فهن عادة غرباء بعيدات عن أهلهن، يتمنون قضاء هذه الأوقات مع ذويهن، لهذا ودون قصد أحيانا تصب جحيم غضبها في الأكل، والأكل يتكون من الماء بشكل كبير، وثبت أن الماء ينقل الحب أو الكراهية للطرف الآخر. ويرى شريف شكران أنه من الضروري الاستغناء عن الخادمة في السنوات الأولى من عمر الزواج إذ يقول: من استطاعت أن تستغني عن الخادمة في السنوات الأولى من الزواج فذلك أحسن، وإِن كان لا بد منها فيحدد لها فترة تواجد في البيت في ساعات عمل صباحية أو مسائية، وعليها أَن تغادر البيت قبل رجوع الزوج، ويضيف: سوف تكتشفون خلال هذا البحث مدى خطورتها على العلاقة الزوجية، فبعد ما يجتمع الزوجان يدخلان مباشرة في مرحلة احتكاك العادات والتقاليد، واحتكاك دور العزوبة بدور أرباب الأسرة، وهذا يتطلب وقتا ومساحة زمنية كافية تسمح للزوجين أن يبتلعا كثيرا من الصدمات ويغير كل منهما وجهة نظره في كثير من المواقف التي تفرضها مسؤولية الزواج، وبناء أسرة متكاملة مترابطة. ولما يحدث هذا يجب أن يكونوا على انفراد في البيت، لأن الحوار والنقاش يتطلب دائما بعض التنازلات من أحد الأطراف، ووجود شخص ثالث أي الخادمة تجعل كلا منهما يتصرف بعزة نفس ويزداد تمسكا بمواقفه صحيحة كانت أو غير صحيحة، ومن هنا تبدأ المشاكل العائلية، كما أن الزوجة يجب أن تضيف لبيتها ولحياة زوجها إضافات جديدة، مما يجعلها تكبر في عينيه ولا يفكر في الاستغناء عنها، أما إذا كانت الخادمة تقوم مقامها في كل شيء فهذا يفتح الباب أمام الزوج في التخلي عن زوجته في أولى خطوات الجدال والخصام، خصوصا في السنتين الأوليين من الزواج، بحيث يجب أن تثبت الزوجة قدرتها على إدارة بيتها واستقبال ضيوفها أحسن استقبال والإبداع في تقديم الجديد كل يوم، وكل ذلك يشير شكران إلى أنه يجعل الزوج يتذكر إيجابيات زوجته في الأوقات الحرجة، مما يجعل الحياة بينهما تستمر طوال العمر. ويقول شكران: إذا كان بينك وبين الخادمة شيء من الخصام، وأحسّت تجاهك بنوع من الكراهية فإنها سوف تلقى تلك الكراهية في طعام الزوج فتلهمه نفس المشاعر السلبية تجاهك، وهذا قد يؤدي إلى الخصام. ذكاء عاطفي ويضيف شريف شكران: ومن جانب آخر إذا قامت صاحبة البيت بشيء من التضييق على الخادمة بطلب أعمال فوق طاقتها أو بالصراخ عليها أو عدم منحها ما يكفي من الراحة لتسترجع قوتها، فإن عوارض الكراهية والبغضاء تبدأ تنمو في وجدانها وكيانها تجاهها، وتنقل دون قصد تلك الكراهية عبر الطعام إلى نفسية الزوج، فتنمو في قلبه مشاعر سلبية تجاه زوجته، وهكذا تنمو وتتفرغ وجوه الخلافات بينهما. ويشير أبو بكر التجاني (طبيب نفسي) أنه يجب أن نعامل الخادمة بإنسانية كبيرة حتى لا تشعر بالاضطهاد أو أي مركب نقص ودونية أمام الناس، وحتى نتجاوز كل هذه المدمرات النفسية ويضيف في هذا الصدد: هناك أمر بسيط ومقدور عليه يجب فعله بكل أريحية وهذا يندرج تحت مسمى الذكاء العاطفي، بحيث يجب أن نخرجها معنا إلى المنتزهات وخلال تبادل الزيارات، حتى تستمتع وتسترجع قوتها النفسية والبدنية، وهذا سيبني علاقة وطيدة بين الأسرة والخادمة، حيث يسعدها ويشعرها بأهمية نفسها ويكسبها الثقة بنفسها ويزودها بالطاقة طوال كل الأيام الباقية، بحيث تصبح غير متدمرة طوال الوقت وتعرف أن هناك حوافز تنتظرها فتعمل بإخلاص وجد وتبتعد عن التفكير في الانتقام من كل أفراد العائلة، ويفيد أبو بكر التجاني أن الناس يجب أن تستمد من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف طريقة التعامل مع بعضها البعض بما فيهم الخدم. فتعاليم الدين الإسلامي تحث على حسن معاملة من هم في خدمتنا، وألا نكلفهم فوق طاقتهم، بل علينا أن نراعي الله في التعامل معهم، ونخفف من الأعمال المنوطة بهم ونتصدق عليهم ونهاديهم وبذلك ندعوهم لمعرفة الإسلام إن لم يكونوا مسلمين، وتعاملنا معهم بشكل جيد يجعلهم يحبون الإسلام ويقبلون عليه لأننا نحن من يقدم النموذج للمسلم من خلال تعاملنا، ومن خلال هذا التعامل قد تقبل عليه أو تنفر منه، وتعاملنا معهم وفق تعاليم الدين الإسلامي قد يرغبهم في اعتناق الإسلام، ولقد أسلم الكثير منهم من خلال الأسر التي يعملون عندهم بفضل المعاملة الحسنة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “الدين معاملة” ولذلك فإنني أدعو جميع الأسر التي تستخدم الخدم أن تتقي الله فيهم وتكرمهم وتحسن معاملتهم لا سيما في هذه الأيام المباركة إذ يعتبرون جزءا من الأسرة، بل هم من يقومون بكل الأعباء المنزلية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”. فالإسلام يوجب على الشخص أن ينفق على بهائمه ويقدم لها ما يقيم حياتها من طعام وشراب فإن لم يفعل أجبره الحاكم على النفقة عليها أو على بيعها أو على ذبحها، فإن لم يفعل تصرف الحاكم بما هو أصلح، فكيف بالإنسان، فالرحمة واجبة فلماذا نتركهم يعملون إلى ساعات متأخرة من الليل، ونجعلهم يستيقظون في الصباح الباكر قبل كل أفراد الأسرة؟ ومهما كانت قوة الشخص وقدرته على العمل فإن مجهوده يستنفذ مع الوقت، ونفسيته تتذمر ويشعر بالنقص، وهذه كلها عوامل تلحق الأذى بالنفس والبدن وستكون لها ردود فعل عكسية، ستدفع للانتقام إما عن طريق الأكل فتنفث فيه كل غضبها، أو عن طريق الأطفال حيث تعرضهم للتنكيل بهم نفسيا ومعنويا، إلى غير ذلك من الأعمال التي ترتكب في حق أهل البيت نتيجة الغضب. فالتعاون مهم جدا للتخفيف من أعباء العمل على الخادمة في شهر رمضان، كما أن الشهر الكريم فرصة للتعاون كافة الأسرة وتدريب أطفال البيت وبناته على المساعدة في تجهيز الأكل، وتمرير رسائل مهاراتية في جانب المطبخ وترتيب البيت وهذا سيساعد الأولاد في مستقبلهم. تجديد طاقتها يقول الدكتور النفسي أبو بكر التجاني عن طريقة احتواء الخادمة لئلا تشعر بالغبن والغيظ ومن ثم تتسبب في الأذى للعائلة: حسب المفهوم العام للخادمة فإنها تعتبر واحدة من أفراد الأسرة، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون) معنى هذا الحديث أن نراعي الله في تعاملنا مع الخدم سواء كانوا رجالا أو نساء، هكذا يجب منحهم وقتا من الراحة، خاصة وأننا نعرف أن الخادمة تعيش في بيتنا مدة طويلة وتعمل بشكل مسترسل دون انقطاع وهذا يجعلها منهكة القوى، وهذه الضغوط قد تجعلها تعيش في توتر دائم وتكون قابلة للاشتعال في كل حين وتعرض البيت والأطفال خصوصا للانتقام، لهذا يجب على كل الأسر أن تهادي الخادمة خاصة في بعض المناسبات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©