الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المواساة

9 أغسطس 2011 22:13
الابتلاء سنة كونية، يبتلى الإنسان في نفسه أو أهله، وهنا تتنوع ردة الفعل من المصاب فترى الصابر المتفائل وترى القانت العاجز المتشائم. ولو رأى المصاب عظيم فضل الله عليه لما جزع من مصيبة ولا قنط من رحمة، يقول صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن. ومن عظمة هذا الدين أنه لم يترك المصاب، بل كان مواسياً له من جميع الجوانب ليعلم ويتيقن أن البلية ليست مقصودة بذاتها، وإنما إرادة حصول الخير وهذا الخير إما أن يكون ظاهراً أو خافياً. ومن المواساة: التوجيه بحسن الظن بالله تعالى.والالتجاء بالله تعالى، يقول سبحانه: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)، وعدم اليأس لا تيأس إنا لله. وتذكر أن هناك من أصيب بمصيبة أعظم من مصيبتك، فاقرأ في القرآن قصص السابقين وأنظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فمن رأى مصائب غيره هانت عليه مصيبته. وهذا مع نفسك وأما مع الآخرين فيقول ابن القيم رحمه الله: المواساة للمؤمنين أنواع: مواساة بالمال، ومواساة بالجاه، ومواساة بالبدن والخدمة، ومواساة بالنصيحة والإرشاد، ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم، ومواساة بالتوجع لهم. فالمواساة لا تقتصر على مشاركة المصاب بالمال وغيره، بل كانت كذلك بمشاركة الآخر في حزنه وعند تعرضه لما يعكر صفوه وذلك بإدخال السرور عليه وتطيب خاطره بالكلمة الطيبة أو المساعدة الممكنة وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يواسي الآخرين في كل جانب ولذا كان يحثنا على مساعدة الآخرين ومواساتهم فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (من أقال مسلما من عثرته أقال الله عثرته) أبو داود. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الله في حاجة العبد مادام في حاجة أخيه) الطبراني. ويقول صلى الله عليه وسلم (أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني) البخاري وقال صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناًَ، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل). فجميل أن يتقن الزوج فن المواساة مع زوجته والزوجة مع زوجها والرجل مع محيط مجتمعه وكذلك المرأة. لنتقن جميعا فن مواساة الآخرين فهم بحاجة لنا ونحن بحاجة لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©