الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رعاية النساء واليتامى أهم وصايا النبي

رعاية النساء واليتامى أهم وصايا النبي
9 أغسطس 2011 22:14
كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحق ومظلومة فجاء الإسلام وكرمها وأعطاها جميع حقوقها وخاصة الميراث، قال الله تعالى: (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما) “النساء، 127”، نزلت بسبب سؤال قوم من الصحابة عن أمر النساء وأحكامهن في الميراث وغير ذلك فأمر الله نبيه - عليه الصلاة والسلام - أن يقول لهم: “الله يفتيكم فيهن” أي يبين لكم حكم ما سألتم عنه. وهذه الآية رجوع إلى ما افتتحت به السورة من أمر النساء، وكان قد بقيت لهم أحكام لم يعرفوها فسألوا فقيل لهم: إن الله يفتيكم فيهن. ويقول الدكتور شعبان محمد إسماعيل - أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى -: جاء في تفسير هذه الآية أن المؤمنين كانوا يستفتون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أحكام تتعلق بالنساء فتولى الله - عز وجل - الرد على هذه الفتاوى بنفسه خاصة ما يتعلق بشؤون النساء لتأكيد القيام بحقوقهن وترك ظلمهن وهذا يشمل جميع ما شرع الله أمراً ونهياً في حق النساء جميعاً من زوجات وفتيات صغار وكبار ثم خص الله - عز وجل - بعد التعميم الوصية بالضعاف من يتامى النساء والولدان اهتماماً بهم وزجراً عن التفريط في حقوقهم، وأفتى الله تعالى بما يتلى عليهم في الكتاب من شأن اليتامى من النساء. مال اليتيم وهذا إخبار عن الحالة الموجودة الواقعة في ذلك الوقت عندما كانت اليتيمة تعيش تحت ولاية رجل يبخسها حقها ويظلمها بأكل مالها أو منعها من التزوج للانتفاع بما ورثته خوفا من ضياع هذا المال إن تزوجت، أو يأخذ من مهرها الذي تتزوج به إذا كان راغباً عنها ولا يريد الزواج منها أو يرغب بالزواج منها، وهي ذات مال وجمال، ولكنه لا يعدل في مهرها بل يعطيها أقل مما تستحق وهذا ظلم بين نهى عنه الله في الآية الكريمة ولهذا قال تعالى: (وترغبون أن تنكحوهن) أي ترغبون عن نكاحهن. واعتبر الشرع ذلك من الذنوب العظيمة ومن الكبائر الجسيمة التي تؤدي بصاحبها إلى النار وتوعد النبي - صلى الله عليه وسلم - آكل مال اليتيم بالعذاب الأليم، وعد ذلك من السبع الموبقات المهلكات التي تهلك صاحبها وتورده نار جهنم. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: “اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات”. وأفتاهم الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه عن المستضعفين من الولدان الصغار الأيتام بأن يعطوهم حقهم من الميراث وأن لا يستولوا على أموالهم بالظلم والاستبداد وأن يقوموا على تربيتهم ورعاية مصالحهم بالعدل من خلال تنمية أموالهم ولا يقربونها إلا بالتي هي أحسن وهذا من رحمة الله تعالى بعباده حيث حث على القيام بمصالح من لا يستطيع القيام بمصلحة نفسه لضعفه وفقد أبيه. ثم حث الله في هذه الآية على الإحسان عموماً، وعمل الخير لليتامى وغيرهم، والله سبحانه وتعالى أحاط علمه بما يفعله الناس من خير قليل أو كثير ويجزي كل إنسان بحسب عمله. وكان الرجل في الجاهلية يلقى ثوبه على اليتيمة التي يتولى رعايتها فإذا فعل ذلك بها لم يقدر أحد على أن يتزوجها أبداً، وإن كانت جميلة ورغب فيها تزوجها وأكل مالها، وإن كانت دميمة منعها الرجال حتى تموت، فإذا ماتت ورثها فحرم الله ذلك ونهى عنه، وكانوا في الجاهلية أيضاً لا يورثون الصغار ولا البنات، كما جاء في قوله تعالى: (لا تؤتونهن ما كتب لهن) فنهى الله عن ذلك وبين لكل ذي حق حقه من الميراث فقال: (للذكر مثل حظ الأنثيين) صغيراً أو كبيراً. العدل وقال تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعدلوا) “النساء، 3”، نزلت هذه الآية في الذين لم يعدلوا في يتامى النساء اللاتي تحت رعايتهم خوفا عليهن من ضياع حقوقهن وطالبهم الله بالعدل إلى غيرهن ممن وقع عليهن اختيارهم من ذوات الدين والمال والجمال والحسب والنسب وغير ذلك من الصفات الداعية إلى زواجهن وأحسن ما يختار من ذلك صفة الدين كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: “تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يمينك. وسميت ‏سورة ‏النساء ‏بهذا الاسم لكثرة ‏ما ‏ورد ‏فيها ‏من ‏الأحكام ‏التي ‏تتعلق ‏بالمرأة ‏بدرجة ‏لم ‏توجد ‏في غيرها ‏من ‏السور، لذلك أطلق ‏عليها ‏سورة ‏النساء ‏الكبرى لأنها تحدثت عن أحكام المواريث واختتمت السورة آياتها بأحكام المواريث، وهي سورة مليئة بالأحكام التشريعية التي تنظم شؤون المسلمين، وهي تعنى بجانب التشريع، كما هو الحال في السور المدنية، وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور تتعلق بالمرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع. وفي السنة النبوية وردت أحاديث كثيرة تحث على حسن معاملة النساء وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن”. «النساء شقائق الرجال» القرآن الكريم رسم للمرأة المسلمة شخصية متميزة قائمة على احترام الذات وكرامة النفس وأصالة الخلق وإذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: “النساء شقائق الرجال” فإنه استمد هذا من هدي القرآن الكريم الذي جاء فيه آيات كثيرة تحث على المساواة البشرية في الحقوق الطبيعية بين الرجل والمرأة فيقول الله تعالى في قصة آدم أبي البشر: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) “البقرة، 35”، ويقول الله تعالى عن النساء والرجال: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)، وهى درجة القوامة والرعاية الأسرية. ويقول تعالى: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون) “النساء، 7”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©