يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء بالدولة
أحببت أن أستفسر عن الأيام التسعة من ذي الحجة هل كان الرسول الكريم يصومها أم كان فقط يصوم اليوم التاسع من ذي الحجة؟ وما هي الأيام الأخرى التي كان رسولنا الكريم يصومها خلال العام؟
اعلم يا أخي السائل أنَّ صيام الأيام التسعة من ذي الحجة مستحب، وهي من العمل الصالح الذي يستحب الإكثار منه في عشر ذي الحجة، لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر يعني عشر ذي الحجة، ...) إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري، وعن حفصة رضي الله عنها قالت: “أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة” رواه الإمام أحمد، وابن حبان.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر، ويصوم في شعبان كثيراً، ويحث على الصوم في الأشهر الحرم. والله أعلم
ما حكم صيام يوم 27 رجب (الإسراء والمعراج)؟
إن الصيام مشروع في الأيام كلها، سوى يومي عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق، والأيام التي نهى الشارع عن الصوم فيها، لم يصح حديث يخص الصوم في السابع والعشرين من شهر رجب لكن الصوم في رجب مرغب فيه عموماً لأنه من الأشهر الحرم وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإكثار من الصوم فيها روى أبو داود في سننه عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها رضي الله عنهما وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها). وفي رواية عند ابن ماجه “وصم أشهر الحرم”.
ولهذا استحب الفقهاء صيام رجب، قال العلامة ابن أبي زيد رحمه الله تعالى في كتابه الرسالة: التنفل بالصوم مرغب فيه وكذلك، صوم يوم عاشوراء ورجب وشعبان..) والله أعلم.
أنا والحمد لله أصوم الاثنين والخميس وبعض الأيام التي شرعها الله كصيام ذي الحجة وشوال وغيرها من الأيام، ولكن المشكلة هي عندما أصوم أشعر بالكسل والخمول وليس فقط ذلك أشعر بالنعاس الكثير وأني أريد أن أنام، علماً بأني أنام جيداً في المساء، فأنا أشعر بالإحراج الكثير أمام زميلاتي في العمل عندما أتثاءب كثيراً وأحياناً أميل إلى النوم، فماذا تنصحوني للتغلب على هذه المشكلة أثناء الصوم؟
الذي ننصحك به أن تراجعي الطبيبة المختصة للتعرف على أسباب هذه الأعراض وطريقة علاجها ومن الناحية الشرعية إذا كان الصوم التطوعي يؤدي إلى خلل في أداء واجبك الوظيفي فإن الحفاظ على الواجب الموكل إليك في العمل مقدم على صوم النافلة، وإذا كان لا يؤدي إلى خلل في العمل وإنما يصحبه شيء من الأعراض التي ذكرت كالتثاؤب والنعاس فيمكنك التغلب عليها بالوضوء وشيء من الحركة واستعيني بالله تعالى في أن يمنحك النشاط والقوة على الجمع بين عبادة ربك وأداء واجبك.
هل يجوز الإفطار بغير عذر في صيام قضاء شهر رمضان؟
لا يجوز الفطر في قضاء رمضان دون عذر، وعلى من فعل ذلك أن يستغفر الله ويتوب مما فعل، ومن تاب تاب الله عليه، والصحيح أن عليه قضاء اليوم الذي كان عليه فقط، قال العلامة الصاوي رحمه الله في حاشيته على الشرح الصغير (واختلف: هل يلزمه قضاء القضاء فيقضي يومين: يوماً عن الأصل ويوماً عن القضاء؟ أو لا يلزمه إلا الأصل؟ وهو الأرجح، وأما إن أفطر سهواً أو لعذر فلا يقضي اتفاقاً).
وبناء على هذا فمن أفطر عمداً في قضاء رمضان فعليه قضاء اليوم الذي كان عليه سابقاً فقط، مع التوبة والاستغفار، والله أعلم.
قمت بإجراء عملية استئصال كلية خلال شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات. قال لي الدكتور لا تصم إلا بعد ثلاث سنوات لكي نعطي الكلية المتبقية فرصة لتتأقلم على الوضع الجديد، سؤالي هو كيفية قضاء الأيام التي أفطرت وسأفطر فيها مستقبلاً؟
اعلم أن الله تعالى قد رخص للمريض أن يفطر ويقضي ما أفطره من الأيام أو الأشهر عندما يتمكن من ذلك وعلى حسب طاقته، ولا إثم عليه ولا كفارة، فيمكن أن يختار فصلاً بارداً فيصوم فيه يوماً أو أياماً ثم يفطر على حسب استطاعته، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) “البقرة، 185”. ويندب لمن في ذمته بعض من رمضان تعجيل قضائه عند الاستطاعة، قال العلامة المواق في التاج والإكليل على مختصر (يستحب أن يقضي رمضان متتابعا عقب صحته أو قدومه لأن المبادرة إلى امتثال الطاعات أولى من التراخي عنها، وإبراء الذمة من الفرائض أولى)، والله أعلم.
عدد اليوم
