الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس حزب «الإخوان»: ثلثا الشعب يؤيد «فجر ليبيا»

26 أغسطس 2014 00:45
استهجن محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، والذي يؤكد دوما أنه ليس الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، قرار مجلس النواب الليبي اعتبار كل من عملية «فجر ليبيا» وجماعة «أنصار الشريعة» منظمتين إرهابيتين. وقال صوان في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) بالقاهرة عبر الهاتف: «هناك 22 مجلسا بلديا منتخبا يمثلون أكثر من ثلثي الشعب الليبي أيدوا عملية فجر ليبيا. . فهل يعتبر البرلمان ثلثي الشعب الليبي إرهابيين؟. . لقد وقع البرلمان في خطأ كبير يتحمل مسؤوليته ويتحمل أيضا مسؤولية فقدان الثقة فيه». وأضاف مدافعا: «لقد رأى الثوار سيطرة بعض المجموعات المسلحة على الدولة من مطار وموانئ نفطية ومصادر طاقة. . وفي ظل صمت الحكومة وعجزها تحرك الثوار لاسترداد هذه المنشآت الرئيسية للدولة». وتتكون قوات «فجر ليبيا» في أغلبها من ميليشيات مدينة مصراتة وحلفائها من الإسلاميين من مختلف مناطق غرب ليبيا، وتتقاتل مع ميليشيات الزنتان وحلفائها المدعومين من اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقد نجحت «فجر ليبيا» ليلة السبت/الأحد في السيطرة على مطار طرابلس بعد معارك بدأت منتصف الشهر الماضي. وفيما يتعلق بالوضع السياسي بعد إعلان المؤتمر الوطني العام استئناف عقد جلساته مؤقتا ما يعني فعليا وجود برلمانيين للشعب الليبي في وقت واحد، قال صوان: «لقد سررنا بعملية انتخاب البرلمان الجديد وظننا أنها المخرج، ولكن للأسف هذا البرلمان الجديد لم يبدأ بداية صحيحة، حيث لم يتسلم السلطة من المؤتمر الوطني ولم ينعقد بمدينة بنغازي كما ينص الإعلان الدستوري». وتابع: «لقد تم نقل مقر انعقاد جلسات البرلمان الجديد إلى مدينة طبرق بتواطؤ من الحكومة وبقرار من أكبر الأعضاء سنا بهذا البرلمان رغم أن القانون لا يسمح له بذلك. . ما أحدث انقساما وجعل بعض الأعضاء به تحديدا ما يقرب من 30 عضوا يرفضون الذهاب والاشتراك في جلساته». وأردف: «ثم أصدر هذا البرلمان قرارات حساسة وخطيرة ومستفزة للشعب الليبي مثل قرار الدعوة للتدخل الأجنبي بالبلاد وغير ذلك من قرارات. . وهذا الأمر جعل المجالس المنتخبة في أكثر من 22 بلدية في أكبر المدن على مستوى البلاد وعلى رأسهم العاصمة طرابلس ومصراتة والزاوية تعلن صراحة أنها ترفض وجود البرلمان في طبرق وترفض أيضا القرارات الصادرة عنه». ويرى صوان (55 عاما) أن هذا الوضع «أدخل المشهد السياسي في مشكلة: لأن البرلمان الجديد معترف به من الناحية الشرعية وبطريقة انتخابه، ولكن في الوقت نفسه غير معترف بقراراته من قبل شريحة كبيرة من الشعب الليبي». ووصف صوان «برلمان طبرق» بـ «المعزول سياسيا واجتماعيا»، مشيرا إلى أن حزبه «كان قد أصدر بيانا دعا فيه البرلمان الجديد للحكمة والتعقل وتصحيح المسار وحذره من أن استمراره في هذا المسار سيجعله معزولا سياسيا واجتماعيا وهو ما تحقق بالفعل الآن». ودافع صوان، الذي شغل من قبل منصب رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين بليبيا، عن قرار المؤتمر الوطني استئناف جلساته ونفى أن يكون هذا الاستئناف قد جاء استجابة فقط لمطالب قوات عملية «فجر ليبيا»، وقال:«المؤتمر الوطني يرى أنه المسؤول عن إدارة العملية السياسية لأنه لم يسلم السلطة للبرلمان الجديد. . وأمام مطالب فجر ليبيا التي أنجزت كما تقول عملياتها بطرابلس وأمام مطالب بعض المجالس البلدية ومتظاهرين خرجوا بالشوارع طالبوا المؤتمر بالانعقاد للنظر في حلحلة الأزمة الراهنة تمت الدعوة للانعقاد». وفي رده على تساؤل حول مدى حرية نواب البرلمان الجديد في الانعقاد بأي مكان، خاصة أن مدينة بنغازي تشهد منذ شهور أعمال عنف ومعارك يتعذر معها انعقاد البرلمان بها، أجاب صوان: «كما قلت المشكلة ليست في الاعتراف بالبرلمان الجديد ولكن في أن هذا الأخير لم يتسلم السلطة بالطريقة الصحيحة وفقا للإعلان الدستوري ومارس عمله من مدينة تقع تحت حماية اللواء المتقاعد خليفة حفتر». وتابع: «وحفتر كما ينظر له كثير من أبناء الشعب الليبي هو شخص يقود انقلابا عسكريا، وبالتالي لم يعد البرلمان محايدا ولم يعد في نظر كثير من الليبيين يمثل الشعب الليبي كله. وكان من المفترض أن يلتزم بالإعلان الدستوري بالانعقاد في بنغازي. . أو على الأقل ينعقد في منطقة محايدة لا تقع تحت سيطرة السيد حفتر في الجنوب أو الوسط». ونفى صوان أن يكون حزبه داعما بأي وجه من الوجوه لميلشيات فجر ليبيا، مشددا بالقول: «أكدنا مرارا أننا لسنا طرفا في الصراع العسكري الدائر. . نعم لدينا رأينا السياسي وانحيازاتنا ولكننا لسنا طرفا في الصراع. . نحن حزب سياسي وانحيازنا الرئيسي هو لثورة 17 فبراير وأهدافها فقط. . وكل من يقف في هذا الاتجاه سنقف معه وندعمه مهما كان اسمه». وسخر صوان من محاولات من وصفهم بالخصوم السياسيين تصوير حزبه على أنه جزء من الإخوان وتصدير رسالة مفادها أن الحزب والجماعة هم من يقفون خلف «فجر ليبيا»، مشددا على أن هذا أصبح «مزحة سخيفة بالشارع الليبي ولا يصدقها أحد»، وشدد أيضا على أن «جماعة الإخوان في ليبيا جماعة دعوية والحزب كيان سياسي خاص بذاته». ودلل على ذلك باعتراضه وحزبه في بيانات موثقة على منهج أنصار الشريعة وفكرها، وشدد على أنهم «مجموعة صغيرة توجد في بنغازي». وحول تقييمه لما لحق بمطار طرابلس من حرق وتدمير، قال: «لا نتمنى أن يدمر أي مبنى. . وأملنا كسياسيين هو أن تسير العملية السياسية بسلام. . ولكن الطرف الآخر هو من بدأ العملية العسكرية: فهو من قصف بنغازي بالطائرات وقتل المدنيين ودمر المنشآت. . وحينها لم يكن أحد يتكلم!». وتابع: «لقد أدنا كل أعمال التخريب من كل الأطراف، ولكن كما قلت هذا عمل عسكري ونحن لسنا طرفا فيه». وهاجم صوان اللواء حفتر وحمله مسؤولية كل ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، وقال: «للأسف مع بداية عملية الكرامة في بنغازي (بقيادة حفتر) واستخدام السلاح تحت حجة محاربة الإرهاب دخلت العملية السياسية في أزمة، ولذلك يعتبر حفتر والتيار الداعم له خارج نطاق القانون والدولة وهو من أربك المشهد السياسي». وزعم صوان في ختام حديثه بأن «هناك دولا عربية تتدخل بشكل مباشر فيما يجري في ليبيا وتحديدا بالمشهد العسكري بل وتقوم بالدعم، وهذا أمر معروف بالشارع الليبي»، إلا أنه قال إن موقعه كرئيس حزب وكونه مسؤولا عن كل كلمة يقولها يمنعه من أن يسمي تلك الدول. (القاهرة، طرابلس - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©