الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روحاني… العقوبات وتحديات البرنامج النووي

روحاني… العقوبات وتحديات البرنامج النووي
7 أغسطس 2013 00:54
سكوت بيترسون اسطنبول يوم الأحد الماضي أدى «روحاني» اليمين الدستورية لتولي المنصب أمام مشرعين في طهران متعهدا باتباع نهج معتدل في الداخل و«إزالة التوترات» في الخارج. وتعهد السياسي المخضرم القادم من داخل النظام، والذي عمل كبيراً للمفاوضين النوويين الإيرانيين قبل عقد من الزمن بتحسين الاقتصاد وحياة جميع الإيرانيين. لكن إشارة روحاني الصريحة إلى العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة والبرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه، أدت إلى تصفيق شديد، وستتابع واشنطن نهجه في هذا الأمر عن كثب. ومع وصول المفاوضات النووية بشأن البرنامج إلى طريق مسدود، اتخذت غرفتي الكونجرس الأسبوع الماضي خطوات لإضافة المزيد من العقوبات مع موافقة كاسحة من مجلس النواب لتشديدها. روحاني أكد أن العقوبات التي تتزعمها الولايات المتحدة لن تعرقل البلاد من مواصلة برنامجها النووي. وقال روحاني إن الإيرانيين سوف «يحمون مصالحهم القومية» و»لن يستسلموا بسبب العقوبات. مثل هذا الشعب لا يمكن تهديده بالحرب والقتال». وأضاف «الطريقة الوحيدة للتواصل مع إيران هو الحوار على قدم المساواة وبناء الثقة يجب أن يكون تبادليا والاحترام تبادلياً أيضا مثل تقليص العداء والهجوم... أريد أن أعبر بوضوح أنه إذا كنتم تريدون الرد الصحيح (بشأن القضية النووية) فيجب ألا يكون عبر لغة العقوبات، يجب أن تكون عبر لغة وخطاب الاحترام». وأثارت هذه الكلمات في خطبة أداء اليمين الدستورية تصفيقاً حاداً. وروحاني مكلف باستعادة سلامة ومصداقية النظام الإيراني بعد ثمانية أعوام من الرئاسة المضطربة لمحمود نجاد. وطلب المرشد الإيراني آية الله خامنئي «أقصى تعاون» ودعم لحكومة روحاني من جميع الفصائل السياسية الإيرانية في المراسم التي بارك فيها خامنئي الرئيس الجديد. لكن في تذكير بالشخص الذي يمتلك السلطة النهائية في الجمهورية الإسلامية، اعترض خامنئي أيضا على بعض خيارات روحاني المبدئية في الوزارة. وبعض الذين رفضهم خدموا في ظل إدارة الرئيس «الإصلاحي» محمد خاتمي، وهو واحد من بين عدد قليل من كبار الساسة الإيرانيين الذين لم يحضروا مراسم التنصيب، ورفض أيضاً الذين انتقدوا الحملة العنيفة على احتجاجات عام 2009. لكن من خلال التفاوض، قدم روحاني مجلس وزراء جامعاً يضم التكنوقراط المحنكين الذين يمثلون إلى حد كبير الطيف السياسي الإيراني. وقال «نازانين أنصار» المحرر الدبلوماسي في صحيفة «كيهان» إن «توازن القوى لم يتغير. ومازال الزعيم الأعلى هو الزعيم الأعلى إنه الحَكَمُ النهائي. لكنه ليس بنفس قوته في الماضي»، وقال عن روحاني «إنه مرشح يُنظر إليه داخل إيران على أنه أفضل فرصة ليخرج بالجمهورية الإسلامية من المستنقع الحالي. وفي الغرب يُنظر إليه بالطبع على أنه شخص يستطيع أن يفتح الأبواب. لكنه يتعين عليه أن يثبت انه يستطيع ذلك». قال روحاني في كلمة في البرلمان «الشعب الإيراني المحترم صوّت للاعتدال وابتعد عن التطرف... التهديدات سوف تُقلص والفرص يتعين تعزيزها. لذا فالاعتدال يؤكد على قيم أخلاقية والصبر والحلول الوسط». وافتقرت هذه الصفات في فترة نجاد الذي انتقد سجله حتى من زملائه «المحافظين» المتشددين أثناء الحملة السابقة على انتحابات 14 يوليو. وحصل روحاني الذي خاض السباق كوسطي يعد بالإصلاح على دعم خاتمي والرئيس السابق رفسنجاني. وهزم الرئيس الجديد خمسة مرشحين «محافظين» ليحقق فوزاً مفاجئاً في الجولة الأولى بما يزيد قليلًا على خمسين في المئة. وقال محلل من طهران اشترط عدم نشر اسمه إن صعود روحاني يعكس «تصاعداً للعقلانية وميلاً كبيراً نحو الاعتدال... التشدد لم يعد مقبولاً في المجتمع». لكن لم يتضح بعد، كيف ستؤثر هذه الآلية على المحادثات النووية، أو كيف سيستطيع روحاني إعادة تقويم نهج إيران مع بقية دول العالم. وقال خامنئي في الأسابيع القليلة الماضية، إنه لم يعرقل المحادثات النووية أو التعامل مع الولايات المتحدة لكن الخبرات الماضية تجعله متشائماً لأن «الأميركيين غير جديرين بالثقة، وغير عقلانيين، وغير مخلصين». ورغم ما فعله الرؤساء الإيرانيون خلال الآونة الأخيرة لتشكيل الفضاء السياسي الإيراني- واستطاعوا إقناع خامنئي بأن يمضي في طريق أو آخر- فقد خضعوا دوماً لقيود فرضها عليهم المرشد الأعلى. وكتب «مهدي خليجي» المتخصص في الشأن الإيراني في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» في تحليل هذا الأسبوع «على مدار العقدين الماضيين طور خامنئي عدة آليات للتحكم في الرئاسة وفي المؤسسات الديمقراطية الأخرى... التوترات بين الرئيس والمرشد الأعلى كامنة في بنية النظام بصرف النظر عن الشخصية أو الأيديولوجية». واقتبس روحاني من الزعيم الإيراني للثورة الإيرانية روح الله خميني قوله «يتعين أن يقوم كل شيء على صوت الشعب. هذا هو المعيار والمقياس» في تذكير غير مباشر بخامنئي. ينشر بترتيب مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©