الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سائقو غزة يتحدون الموت على الطرقات

سائقو غزة يتحدون الموت على الطرقات
26 أغسطس 2014 01:00
يتحدى سائقو السيارات والشاحنات والصهاريج في قطاع غزة الموت خلال عملهم على الطرقات رغم إمكانية تعرضهم لقصف الطائرات الإسرائيلية. ويدرك محمد الخطيب أنه يجازف بحياته كلما جلس وراء المقود ليجوب الطرقات وينقل مياه الشرب إلى اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة. وسبق أن شهد محمد البالغ 23 عاما حربين إسرائيليتين، في 2008-2009 وفي 2012. لكنه لم يشهد على الإطلاق هذا القدر الهائل من العنف والقصف والموت، على ما يقول. ويقر السائق في مرآب مصنع تحلية مياه البحر الصغير «ما ان أجلس وراء المقود، حتى أشعر بالخوف وتتوتر أعصابي»، فيما سمع دوي القصف الإسرائيلي من بعيد. وينقل الخطيب حمولة قيمة. فقد باتت 90% من مياه الصنابير غير صالحة للشرب في غزة، وباتت مياه البحر المحلاة موردا أساسيا لسكان غزة ولا سيما اللاجئين. لكن على الرغم من الطلب يشهد المصنع صعوبات في العمل. فالسائقون لا يتحمسون للقيادة على الطرقات نظرا لأن سيارات النقل تشكل أهدافا للطيران الإسرائيلي. وبدا الخطيب منهكا نتيجة عمله وتوتر أعصابه. وتابع «أحيانا اتجه إلى منزل لتسليم المياه فأجده مدمرا». وأضاف «على غرار عائلة متى. . . كنت اذهب باستمرار لملء خزان المياه في منزلهم. في احد الأيام ذهبت، ولم يعد هناك منزل». ولا تهدد الضربات عمله اليومي فحسب. فقد قتل ثلاثة من أصدقائه وأصيب عدد منهم. ويقيم ثمانية من أفراد عائلته في منزله في شمال غزة عادة، لكنهم باتوا حاليا 30 شخصا. وقال صاحب المصنع حسام حنيف مبتسما «محمد طيب القلب». وأوضح «في أثناء خدمته، إن سمعت زوجته دوي القصف تتصل به فورا وتقول له عد إلى المنزل، وهذا ما يفعله». وأضاف «أحد العاملين لديّ لم يأت إلى العمل إلا يوما واحدا منذ بدء الحرب، فعائلته تخاف عليه كثيرا وتمنعه من الخروج». في آخر طريق رملية تسلكها الدواب يبدو مصنع حنيف متواضعا جدا، يشبه مستودعا. (غزة-أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©