تزايد المخاوف يوسع نطاق خسائر سوق دبي الى 2%

وسع المؤشر العام لسوق دبي المالي من نطاق خسائره المتفاقمة منذ ثلاث جلسات متتالية، بتراجعه امس بمقدار 1,95% وخسارته لأكثر من 28,7 نقطة جديدة، هوت به الى أدنى مستوياته منذ مطلع مارس الماضي، وذلك بعد تأثره بالمخاوف والاضطرابات التي عمت الاسواق المالية نتيجة تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. وأنهى المؤشر العام لسوق دبي المالي تعاملات الأمس عند مستوى 1444,29 نقطة، مقلصا الخسائر القوية التي مني بها خلال منتصف التعاملات وهبوطه الى أدنى مستوى له في اليوم عند 1431 نقطة. واستهل السوق تعاملاته على انخفاض حاد نتيجة عمليات بيع عشوائية سيطرت على قرارات المستثمرين من بداية الجلسة، الأمر الذي دفع بالعديد من الأسهم القيادية الى الهبوط الى قواعد سعرية جديدة، وسط تذبذبات حادة في الأسعار طوال الجلسة، لتفقد الأسهم معها اكثر من 1,1 مليار درهم بنهاية الجلسة. وعلى الرغم من امتصاص الأسهم في سوق دبي لتداعيات إعلان خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مساء الجمعة الماضية، خلال جلسة الاحد وتماسكها حتى نهاية جلسة الاثنين، إلا ان حالة الهلع والذعر التي عمت الاسواق العالمية في اميركا واوروبا وآسيا امس انعكست بصورة قوية على أداء المؤشر،حيث انتقلت هذه الحالة الى المستثمرين المحليين، بحسب محللين ماليين. ويرى عدد من المحللين ان الارتباط بالأسواق العالمية يساهم بشكل كبير في توسيع نطاق التذبذب على الرغم من وصول الأسهم المحلية الى مستويات مغرية للشراء،بعد ان بينت قواعد سعرية جديدة قد تحفز على المدى البعيد المستثمرين للعودة بقوة بعد استبيان ملامح المشهد في الاسواق العالمية، مرجحين ان تكون الاسهم المحلية الملاذ الآمن للصناديق. ورجح محللون ان تستوعب الاسواق المحالية حالة الهلع والذعر التي تسود الاسواق العالمية في الوقت الراهن وذلك لاختلاف ظروف هذه الازمة التي مازالت في طور النشوء عن الازمة المالية السابقة التي ضربت العالم في أواخر عام 2008، عندما كانت السيولة الاجنبية تسيطر الى حد بعيد على الاسواق والتي تسبب انسحابها المفاجئ في إحداث خسائر فادحة لم تسطع الاسهم تحملها، بينما في الوقت الحالي لا تتواجد هذه الاموال الساخنة والاستثمارات الاجنبية الهائلة بالاسواق، مما ينبئ عن قدرة الاسواق على الاستيعاب وامتصاص تداعيات الازمة المقبلة في حال حدوثها،خاصة وان المؤشرات الاقتصادية والمالية في دبي والامارات باتت اكثر ايجابية عن أي وقت مضي. وبالعودة الى تداولات الامس، فقد شهد السوق هبوطاً جماعياً للأسهم والمؤشرات الفرعية، منذ بداية التعاملات التي هوت خلالها الاسعار بحدة لاسيما سهم اعمار العقارية الذي اخترق لأول مرة منذ خمسة اشهر مستوى 2,69 درهم وكاد ان ينخفض بنسبة تزيد عن 4%، بالاضافة الى التراجعات القوية لاسهم اخرى مؤثرة مثل سهم ارابتك وسوق دبي المالي والامارات دبي الوطني. وشهدت حركة التداولات امس ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بما كانت عليه في جلسة الاثنين، حيث بلغت أحجام التداول 163,65 مليون سهم تقريباً مقارنة بحوالي 129,37 مليون سهم، فيما قفزت قيم التداول نحو 218,75 مليون درهم مقابل حوالي 178,44 مليون درهم في الجلسة السابقة، وارتفع كذلك عدد الصفقات عند الإغلاق امس الى 3005 صفقات مقارنة مع 2169 صفقة في جلسة الاثنين. وعلى صعيد أداء المؤشرات الفرعية، هوت جميعها بنسب متباينة حيث تصدرها مؤشر قطاع الخدمات بانخفاض كبير بلغت نسبته 5,9% تقريباً، تلاه مؤشر قطاع “العقارات” بنسبة 2,9%، فيما كانت أقل التراجعات من نصيب قطاع “التأمين” وبلغت عند الإغلاق 0,74%. وبحسب بيانات سوق دبي المالي، فقد شهد التداول ارتفاع شركة واحدة فقط هي شركة دار التكافل التي غرد سهمها خارج السرب بارتفاعه بنسبة 1,11% واغلاقه عند سعر 0,64 درهم. وفي المقابل، تصدر سهم بيت التمويل الخليجي الشركات الأكثر انخفاضا في أسعارها بإغلاقه عند سعر 0,440 درهم وبنسبة هبوط قدرها 9,9%، تلاه سهم شعاع كابيتال بإغلاقه على 0,840 درهم. وتصدرت اعمار العقارية الشركات الأكثر نشاطاً من حيث قيمة التداول بعد ان حققت تداولات بقيمـة 94,25 مليون درهم. وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق دبي المالي، فقد بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، من الأسهم خلال جلسة الامس نحو 39,870 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 40,420 مليون درهم.