الشيوخ الأميركي يحظر على سي آي أيه استخدام الإغراق الوهمي

أقر مجلس الشيوخ الاميركي أمس الأول باغلبية 51 صوتا مقابل 45 تشريعا يحظر على وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي اي ايه) استخدام أساليب قاسية خلال عمليات الاستجواب بما فيها ''الإغراق الوهمي'' الذي وصفته الجماعات الحقوقية بأنه تعذيب· ويدعو التشريع السي اي ايه الى الالتزام بالقواعد التي يعتمدها الجيش الاميركي والتي تحظر استخدام الإغراق أو أي نوع آخر من طرق الاستجواب القهرية· إلا ان المجلس لم يتمكن من الحصول على أغلبية الثلثين الضرورية لتجاوز تعطيل القرار من قبل الرئيس جورج بوش· وقال السناتور الديمقراطي ادوارد كنيدي ان ''مسألة التعذيب خطيرة، ومن الواضح اننا ضللنا الطريق بإدارة بوش''· وأضاف ''بتطبيق معايير الجيش على كافة التحقيقات التي تجريها الحكومة، سيعيد الكونجرس أميركا من حافة الهاوية الى القيم والاحترام الاساسي وحكم القانون''· وقال السناتور الجمهوري تشاك هيجل ''يجب ألا يكون هناك شك في العالم في ان هذه الامة العظيمة لا تعذب''· من جهته قال البيت الابيض الذي ينفي ممارسة السي اي اي ''تقنيات تحقيق مشددة'' ترقى الى مستوى التعذيب، الاسبوع الماضي انه يحتفظ بحق استخدام تقنية الاغراق غير المسموح باستخدامها حاليا· وصرح المتحدث باسم البيت الابيض توني براتو ان ''ذلك سيعتمد على الظروف مثل الاعتقاد باحتمال وقوع هجوم وشيك وهذا ظرف عليك ان تأخذه بالاعتبار''· وأشادت منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' بما أطلقت عليه ''التشريع المناهض للتعذيب''، وقالت جنيفر داسكال مستشار مكافحة الارهاب في المنظمة في بيان ''يجب ان يستمع الرئيس للكونجرس ويخرج اميركا من ممارسة التعذيب الى الأبد''· إلى ذلك تدور مواجهة بين بوش والديمقراطيين على جبهة أخرى، حيث حث مجلس النواب على التعجيل في تمرير تشريع مثير للجدل بشأن التنصت قبل انتهاء مدته منتصف نهار غد السبت· ويأمل بوش في مصادقة مجلس النواب على نسخة مشروع تم إقراره في مجلس الشيوخ قبل يومين يجعل أحكام القانون دائمة ويضيف حصانة قانونية شاملة لشركات الاتصالات التي تواجه عشرات الدعاوى القانونية التي تتهمها بانتهاك القانون الاميركي· وأكد انه لن يتحمل أي تأخيرات في إصدار القانون الجديد لأن ذلك ضروري في القضاء على الارهابيين· من جهة ثانية رفض قاض اتحادي أميركي النظر في دعوى قضائية ضد وحدة تابعة لشركة بوينج تتهمها بأنها ساعدت في نقل متهمين مشتبه بهم في قضايا الارهاب على متن طائراتها إلى سجون سرية· وكان اتحاد الحريات المدنية الاميركي قد أقام الدعوى في مايو متهما شركة جيبسين داتابلان بتقديم دعم في شكل رحلات جوية ودعم لوجستي للحكومة الاميركية شمل 15 طائرة على الاقل في 70 رحلة ''للنقل والاحتجاز خارج نطاق القضاء''· واتهمت الدعوى التي أقيمت أمام محكمة جزئية أميركية في كاليفورنيا جيبسين بالتستر على عمليات للجيش الاميركي او (سي·آي·إيه·) في دول أجنبية ضد مواطنين أجانب· وكتب القاضي جيمس وير في حكم صدر مساء امس الاول أن المحكمة تستجيب لطلب الحكومة الاميركية لرفض نظر الدعوى على أساس ان صميم موضوع الدعوى هو من أسرار الدولة· وأوضح القاضي أن ''مراجعة المحكمة لاعلانات الجنرال هايدن العلنية والسرية تؤكد ان السير قدما في إجراءات هذه القضية سيعرض الامن القومي والعلاقات الخارجية للخطر''· على صعيد آخر أطلقت لندن سراح خمسة من مسلمي بريطانيين أمس الأول صدرت ضدهم أحكام بالسجن سابقا لتحميلهم منشورات دعائية لمنظمات إرهابية من الانترنت، بعد أن أسقطت محكمة من ثلاثة قضاة برئاسة أكبر قاض في بريطانيا الأحكام الصادرة ضدهم· وقالت هيئة محكمة استئناف مؤلفة من ثلاثة قضاة برئاسة اللورد نيكولاس فيليبس كبير القضاة إنه كان يتعين على المحلفين الحكم بإدانة الرجال الخمسة فقط إذا ثبت أن المواد كانت بقصد التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية· وكتب فيليبس يقول ''لا نعتبر انه جرى التوضيح للمحلفين سواء من قبل الادعاء أو من قبل القاضي بأن الاتهام هو حيازة مواد متطرفة لاستخدامها في المستقبل للتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، ونشك أن تكون الأدلة أيدت اتهاما كهذا''·