الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المتمردون يتهمون جوبا بخرق وقف النار

المتمردون يتهمون جوبا بخرق وقف النار
25 يناير 2014 00:43
عواصم (وكالات) - اتهم متمردو جنوب السودان أمس القوات الحكومية بمهاجمة مواقعهم في ولايتين، إحداهما ولاية الوحدة الغنية بالنفط، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه وفدا الطرفين أمس الأول في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية أفريقية، لكن الحكومة حملت المتمردين مسؤولية أي قتال قد يندلع بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وقال الجنرال لول رواي كوانج -وهو أحد المتحدثين باسم حركة التمرد التي يقودها رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان السابق- إن القوات الحكومية تشن هجوماً على مواقع المتمردين في ولاية الوحدة النفطية، وكذلك في ولاية جونقلي. ووصف هجمات القوات الحكومية بالخرق الواضح لاتفاق أديس أبابا الذي نص على وقف الأعمال العسكرية، وتحدث عن مشاركة قوات أوغندية وعناصر من حركة العدل والمساواة السودانية المتمردة في العمليات الأخيرة بولايتي الوحدة وجونقلي. وكان وفدا الحكومة والمتمردين قد التزما بموجب اتفاق أديس أبابا بوقف العمليات العسكرية، بدءاً من الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم بالتوقيت العالمي. ورداً على اتهام المتمردين للحكومة باستهداف مواقعهم، قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أجوير إنه لا علم له بحدوث قتال بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفاً أن اشتباكات وقعت في جونقلي قبيل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار إثر مهاجمة متمردين مواقع حكومية. وتابع أن المتمردين مسؤولون عن أي قتال قد يندلع بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد الرئيس سلفا كير أمس في مؤتمر صحفي، أن «النزاع سيجد حلاً عبر حوار سلمي»، ودعا النازحين إلى العودة. لكن بعضاً ممن سالتهم وكالة «فرانس برس» قالوا إنهم يخشون الخروج من المخيمات التي لجأوا إليها مع ترحيبهم في الوقت نفسه بالهدنة. وقال ديفيد شول (23 عاماً) في اتصال هاتفي من قاعدة للأمم المتحدة في جوبا، حيث يتكدس حوالى 17 ألف لاجئ «إنها مرحلة جيدة، لكن كيف يمكننا الاحتفال بها طالما أننا ما زلنا نرتعد خوفاً لفكرة مغادرة المخيم؟». وأضاف «ما زلنا قلقين للغاية، لا أخرج طالما لست متأكداً من أن الخروج آمن، ولا أعرف متى يحصل ذلك». وعلى بعد حوالى 120 كلم شمال جوبا، في مينكامن، البلدة الصغيرة على ضفاف النيل الأبيض التي تحولت إلى مخيم ضخم للنازحين في الأسابيع الأخيرة، أوضح المدرس سيمون ثون أن نبأ وقف إطلاق النار استقبل بالترحيب طبعاً. وقال «إنه نبأ سار، لكن الناس ينتظرون ليروا ماذا يعني هذا الأمر فعلاً». وسيمون ثون فر هو شخصياً من بور عاصمة ولاية جونقلي الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً إلى الشمال، وهي إحدى أبرز بؤر المعارك. وأضاف «نحن بحاجة إلى أن يضع (اتفاق وقف إطلاق النار) نهاية للمعارك بشكل فعلي، ولهذا السبب نصلي لكي يأتمر الجميع ببنوده». ويبدو أن عدد الذين يخشون صعوبة تطبيق الهدنة، كبير جداً. لأن رياك مشار لا يسيطر على كل القوات التي تدعمه، وهي تشكل تحالفاً غير منسجم يضم عسكريين متمردين على الجيش، ومن مختلف الميليشيات الاتنية. وأشاد مجلس الأمن الدولي -الخميس- باتفاق أديس أبابا، الذي سيتم بموجبه أيضاً إطلاق سراح 11 سجيناً سياسياً من أنصار مشار. ودعا المجلس في بيان صدر بإجماع أعضائه الخمسة عشر إلى جعل الاتفاق أرضية لمصالحة شاملة، كما دعا إلى محاكمة المسؤولين عن الاعتداءات على المدنيين. وكرر المجلس دعمه لبعثة الأمم المتحدة المنتشرة في البلاد التي تتعرض لانتقادات من حكومة جوبا. كما رحب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالاتفاق على وقف إطلاق النار بجنوب السودان، وحث القادة هناك على بدء حوار سياسي شامل لحل كل أسباب الصراع. وأصدر أوباما بياناً قال فيه «أنا أرحب بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب السودان، في ما يعد خطوة أساسية باتجاه بناء سلام دائم». وأضاف «على قادة جنوب السودان الآن أن يعملوا فوراً على تطبيق الاتفاق، وبدء حوار سياسي شامل لحل كل الأسباب الكامنة وراء الصراع». وشدد أوباما على أن مشاركة كل المعتقلين السياسيين الذين توقفهم حكومة جنوب السودان، سيكون أساسياً في هذه المناقشات، وسنستمر في العمل لتعجيل إطلاقهم. وعبر الرئيس الأميركي عن شكره للدور البناء الذي لعبته الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد)، والشركاء في المنطقة لدفع هذه الجهود. وقال إن الولايات المتحدة لطالما دعمت تطلعات شعب جنوب السودان من أجل الحرية والسلام والازدهار، وبغية استعادة ثقة شعبهم وثقة المجتمع الدولي، على قادة جنوب السودان أن يثبتوا التزامهم بحل سلمي للأزمة. وأضاف أوباما أن أمام أولئك القادة التزام بضمان ألا تشوّه حياة شعبهم ومستقبل هذا البلد اليافع باستمرار العنف، وأن يحاسب الأشخاص المسؤولون عن هذه الأعمال الوحشية. وختم قائلاً إن الذين يعملون من أجل جنوب سودان أكثر سلمية وديمقراطية وتوحداً سيجدون دائماً في الولايات المتحدة شريكاً راسخاً. من جهته، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق، ووصفه بالخبر السار. وقال إنه يأمل في أن يفتح اتفاق السلام هذا «آفاقاً تصب في مصلحة شعب جنوب السودان». بدورها، رحبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مساء أمس باتفاق وقف إطلاق النار، وطالبت بوقف أعمال القتال في جنوب السودان. وتتحدث الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية عن فظائع يرتكبها الجانبان، وعن إعدامات تعسفية وجرائم اغتصاب وتجنيد أطفال. وأشاد مجلس الأمن الدولي بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وكرر دعمه لبعثة الأمم المتحدة المنتشر في البلاد. وفي بيان بالإجماع، أشار أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ 15 إلى «أهمية ضمان استمرارية بقاء» هذا الاتفاق وإلى «الاعتماد عليه للتقدم نحو مصالحة شاملة» بين المعسكرين الخصمين. ورحب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم أمس بدولة جنوب السودان. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أمس الجمعة أن فهمي أعرب عن «الأمل في تطبيق هذا الاتفاق بأسرع وقت ممكن، ما يؤدي لحقن دماء الأشقاء في جنوب السودان ويؤسس إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني هناك». إلى ذلك، قال برنامج الأغذية العالمي أمس إن لصوصاً في جنوب السودان نهبوا أكثر من 3700 طن من الغذاء تكفي لإطعام 220 ألفاً لمدة شهر. وقالت المتحدثة باسم البرنامج اليزابيث بايرز في إفادة في جنيف، إن مخازن البرنامج في بلدة ملكال أفرغت بالكامل تقريباً. وذكرت أن البرنامج يعمل على استعادة المخزونات المسروقة إذا امكن وحماية ما تبقى منها. وستعيق السرقة جهود إطعام 73 ألف مدني لجأوا إلى قواعد تابعة للأمم المتحدة وأكثر من 200 ألف لاجئ يعتمدون على دعم المنظمة الدولية في ولايتي أعالي النيل والوحدة قبل بدء الأزمة الأخيرة. وقالت بايرز «في مثل هذا الموقف يصعب للغاية حماية مخزونات الغذاء». وذكرت أنها لا تعرف تفاصيل واقعة السرقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©