القاهرة (الاتحاد،وكالات)- أكد السيناتور الأميركي جون ماكين أن “الولايات المتحدة ملتزمة بالتعرف على الوضع الراهن، وتسعى لمساعدة مصر وتفعيل العملية الديمقراطية، وينبغي إطلاق سراح السجناء وإطلاق حوار وطني”، فيما طالب السيناتور ليندسي جراهام الإخوان بنبذ العنف.
وقال ماكين، خلال مؤتمر صحفي عقده بمشاركة جراهام في القاهرة، “لقد قلنا إننا نتفق مع التطلعات الديمقراطية والانتقادات الموجهة إلى حكومة (الرئيس المعزول محمد) مرسي التي دفعت ملايين المصريين للنزول إلى الشوارع .. وقلنا أيضا إن الظروف التي أحاطت بعزل مرسي تشكل انقلاباً”. وذكر ماكين أنهما لم يأتيا إلى مصر للتركيز على الماضي، ولكن لمساعدة البلاد على المضي قدما بشكل سلمي ديمقراطي. وحول ما إذا كان إطلاق سراح مرسى وقيادات جماعة الإخوان، سيؤدى لحل المشكلة، قال إن على كل الأطراف أن تكون جزءا من حوار وطني لان الحوار والمصالحة هما الطريق الوحيد لجلب السلام في هذا البلد، ولكن أيضا من أجل المشاركة في هذا الحوار لابد لكل الأطراف من نبذ العنف فلا يمكن الجلوس للوصول لحل مع استمرار تبنى العنف في الشوارع.
وأكد ماكين أنهما لا يتحدثان باسم البيت الأبيض لأنهما يمثلان جهة تشريعية منفصلة. من جانبه قال السيناتور جراهام إن “المسؤولين عن الحكومة الآن لم يتم انتخابهم ومن تم انتخابهم هم في السجن الآن، وأنا لا أستطيع أن أفسر هذا الموقف، ونحن جئنا هنا لنقول إن الوضع الحالي” غير مقبول” ويجب أن يتم إصلاحه”. وأضاف “إذا استمرت الأمور على ما هي عليه فإن التحسن في الموقف سيكون بطيئا أو سيتدهور الموقف وستكون هناك عمليات قتل” . وشدد جراهام على أنه “ إذا فشلت مصر وأصبحت دولة فاشلة فإن هذا سيكون من أسوأ كوابيسي وهذا هو الأساس “. وشدد على أن ما سيحدث في مصر سيحدد مصير العالم. وقال “رسالتي للمصريين نحن هنا لنقدم المساعدة ليكون هناك حل مصري لمشكلة مصرية، ونحن لا نملي أي شيء”. وطالب جراهام الإخوان بنبذ العنف، وقال “ إذا ما أردتم استعادة الشرعية عن طريق العنف فهي أسوأ طريقة، وعلى الإخوان المسلمين أن لا يسلكوا طريق العنف”.
وتأتي زيارة ماكين وجراهام في إطار تكثيف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، جهودهما، للحيلولة دون حدوث مواجهة بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي. وقرر مساعد وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز، الذي يكثف اللقاءات بين الطرفين منذ ثلاثة أيام، تمديد زيارته للقاهرة هو ومبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون.
واستقبل رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي ماكين وجراهام، حيث تبادل الجانبان الرأي حول سبل تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية وصولا لإجراء عملية مصالحة شاملة من خلال حوار وطني تشارك فيه كل الأطراف دون إقصاء أو استبعاد.
وقال الببلاوي، إن هناك خريطة طريق وضعتها قوى الشعب ونحن نسير عليها بانضباط شديد، مضيفاً أن الحكومة الانتقالية الحالية تعمل بكل طاقتها على الصعيدين السياسي والاقتصادي لمعالجة الاختلالات الاقتصادية التي عانت منها مصر خلال الفترة الماضية وتهيئة المناخ السياسي لتنفيذ مراحل خريطة الطريق بما تضمنه من تعديل الدستور وانتخابات برلمانية ورئاسية.
والتقى الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي جرهام.
تناول اللقاء تبادل وجهات النظر حول المستجدات في المشهد السياسي المصري ، والجهود المبذولة لإنهاء حالة الاستقطاب السياسي ونبذ العنف، والمضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية بمشاركة كافة الأطياف السياسية دون تمييز أو إقصاء، كما تطرق اللقاء لمناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما التقى الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية أمس نائب وزير الخارجة الأميركي وليام بيرنز والمبعوث الأوروبي لجنوب المتوسط برناردينو ليون في إطار تعريفهم بالجهود المصرية لحل الأزمة السياسية الراهنة، كما استقبل جون ماكين وليندسي جراهام.
وأكد البرادعي أن أولويات مصر هي تأمين المواطنين والحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم وحفظ الأمن والنظام والقانون مع مراعاة نبذ العنف وحقن الدماء والمضي قدماً في إتمام المصالحة السياسية الشاملة وتنفيذ خريطة الطريق لوضع آفاق مستقبل ديمقراطي لمصر.
عدد اليوم
