الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ابن جبير

9 أغسطس 2011 22:47
تحدثنا في الأسبوع الماضي عن أشهر الرحالة العرب.. ابن بطوطة، وتناولنا أولى رحلاته والتي استغرقت أربعة وعشرين عاماً، وسوف نتناول أحد أشهر الرحالة العرب المسلمين ممن قاموا برحلات إلى المشرق العربي ودون خلال رحلاته الكثير من المعلومات التي أفادت الباحثين في مجالات عدة عبر التاريخ والحضارة العربية. ولد محمد بن أحمد بن جبير الملقب بأبي الحسن في مدينة بلنسية بالأندلس عام 540 هجرية الموافق 1145 للميلاد، وأنهى ابن جبير دراسته وحفظ القرآن وأبحر في علوم الدين على يد أبيه، وكانت له ميول في علم الحساب والعلوم الأدبية واللغوية. أحب ابن جبير الرحلات وبدأ رحلته الأولى في 578 هجرية 1183 ميلادية، من غرناطة إلى سبتة ثم أبحر إلى الإسكندرية ومنها إلى مكة المكرمة، فحج ثم سافر إلى المدينة والكوفة وبغداد والموصل وحلب ودمشق، ثم انتقل عن طريق البحر إلى صقلية عائداً إلى غرناطة عام 581 هجرية، وما اشتهر به ابن جبير قيامه بتدوين ملاحظاته ويومياته بدقة عالية، حيث كان أول شيء دوّنه هو التفتيش الذي تعرض له قبل وصوله إلى الإسكندرية، عندما صعد موظفون وقاموا بتفتيش السفينة وهي في عرض البحر وقاموا بتسجيل أسماء الركاب والبضائع وهدف الرحلة، ثم قام بوصف دقيق للآثار الرومانية والبطلمية التي شاهدها في الإسكندرية ووصف صلاة الجمعة وما تضمنه كلام الخطيب، ثم سافر إلى القاهرة، وزار مسجد الحسين والشافعي، وشاهد قلعة الجبل التي لم يكن قد اكتمل بناؤها في ذلك الوقت، وبعدها زار أهرامات الجيزة ووصفها وصفاً دقيقاً، وعندما زار جدة وصف السفن المخصصة لنقل الحجاج. كان ابن جبير يدون ويصف وكأنه يريد أن يجعل كل من يقرأ عن هذه الرحلات يشعر بأنه زار هذه البلاد بالفعل، وكان بالطبع متأثراً بكتابته بالأدب والشعر وهما هوايته المفضلة، وأصبح ما كتبه يعتبر قاموساً لمصطلحات عصره التي شاهدها ومر بها من بناء للسفن والملاحة البحرية والعلماء والملوك الذين قابلهم أو سمع عنهم. ومن شغفه الشديد بالقضايا العربية في ذاك الوقت قام برحلته الثانية عندما علم باسترداد بيت المقدس على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي عام 583 هجرية، فقام برحلته عام 585 وعاد منها في العام 586 للهجرة. ولأنه كان شاعراً وأديباً فقد كان مرهف الحس وكان لوفاة زوجته أثر في قيامه برحلته الثالثة، حيث دفعه الحزن إلى القيام برحلة يخفف بها عن حزنه، فسافر إلى مكة ثم إلى بيت المقدس ثم إلى القاهرة فالإسكندرية التي توفي فيها عام 614 هجرية 1217 ميلادية. لقد ترك لنا ابن جبير كتابه “رحلة ابن جبير” والذي يعتبر من المؤلفات الرائعة، حيث رسم لنا الحياة بكل تجلياتها في القرن السابع الهجري في المشرق والمغرب، والانطباع الذي خلفته هذه المدن في ذاكرته. وحياكم الله إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©