الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتباع الأساليب التربوية السليمة يحقق التفوق الدراسي للطلبة

اتباع الأساليب التربوية السليمة يحقق التفوق الدراسي للطلبة
26 أغسطس 2014 20:17
يلعب العامل التربوي الدور الرئيس خلال فترة الاستعداد لدخول المدارس، كونه يسهم في الإعداد الصحيح لكل من الأسرة والطالب، حتى يبدأ العام الدراسي الجديد محملاً بطاقات إيجابية وقدرة على التحدي، وذلك عبر اتباع الأساليب التربوية الصحيحة، ووضع الخطط والأهداف أمام أولياء الأمور والطلبة، ممثلة في تحقيق التفوق الدراسي للطلاب، والخروج بحصيلة معرفية قيمة تفيدهم في المراحل الدراسية المختلفة حالياً، وفي حياتهم العملية حين ينطلقون إليها لاحقاً. تجارب الآخرين في هذا السياق، يقول الاستشاري الأسري والتربوي عيسى المسكري، الاستعداد للدراسة يتطلب الاطلاع على تجارب الآخرين، ومعرفة كيف يتهيؤون لاستقبال العام الدراسي الجديد، حيث نستطيع تقسيمهم إلى ثلاثة أصناف: الأول، وهو أفضلها، حيث يحتفظ بالكتب السابقة، مثال طالب ينتقل إلى الصف الثاني الثانوي، قبل الانتقال يتم جمع الملفات والكتب والاحتفاظ بأهم الكتب والمقررات الدراسية، وهذا عمل مشترك بين الطالب والأسرة، كما تبحث هذه الفئة عن المدارس المتميزة، وتكوين خلفية عن المدرسين والمدرسات، من حيث مستوى تدريسهم حتى أن بعضهم يبنون علاقات مع طاقم التدريس بالمؤسسة التعليمية. ونهاية العام الدراسي لهذه الفئة تمثل بداية جديدة للاستعداد والتحضير وكذلك القراءة التصويرية السريعة للكتب، كما يتزود هؤلاء بمهارات حديثة منها استخدام الخارطة الذهنية أو حضور بعض الدورات التدريبية فترة الإجازة مساندة لخططهم وتطلعاتهم لأبناءهم، مضيفا أسلوباً من أساليب تلك الفئة يتمثل في تشجيع الأبناء على المطالعة والقراءة الحرة أو التخصصية حتى يكونوا على ثقة في أنفسهم، ويجدوا أن المواد التعليمية سهلة مقارنة بمطالعاته وقراءته. ويتابع «من كان من الآباء والأمهات قوياً في اللغة الإنجليزية لم يبخل على أبنائه، وإن كانت العربية متميزة جعل من أبنائه شعراء، وأدباء، وقس على ذلك في باقي المواد الأخرى، مع قدرتهم على توصيل المعلومات وتسهيل استيعاب الطلاب لها وتحفيزهم على النبوغ فيها، وأتركه يستعد بطريقته وبرغباته وبتطلعاته، حتى ينشأ الابن على أسس وقواعد متينة». ويوضح «هذا ما يتعلق بالصنف الأول الذي نجده يستعد طوال فترة العطلة الصيفية كاملة، إذا وجدوا في أبنائهم ضعفا في اللغة الإنجليزية مثلاً، أرسلوه بتكلفة مالية إلى بعض الدول الأوروبية أو إلحاقهم بدورات تقوية في الدولة خلال الإجازة الصيفية». تهيئة الأبناء الفئة الثانية، بحسب المسكري، هي التي تتوسط بين الفئتين، وهي فئة تدرك أهمية الاستعداد الدراسي قبل الدراسة، وتعي أهميته وهي قادرة على تهيئة أبنائها نظراً لثقافتها وعلمها، ولكنها انشغلت بأعماله ومشاغل الحياة، إلا أنها تميزت في التوجيه والتوعية، كلاماً ونصحاً، غير أنها ضعيفة في الالتزام، حيث تقول ولا تلتزم، تعد ولا تفي. ويقول «هذه الفئة نقدم لها بعض التوجيهات أولاً، تفويض المسؤولية لأصحاب التخصص والمستشارين نظراً لقدرتهم المالية والعلمية، باللجوء إلى المراكز التدريبية والاستعانة ببعض المدرسين في فترة الإجازة، أو إرسالهم إلى أماكن الأنشطة الصيفية التخصصية المفيدة، بدلاً من أن يصرف الأبناء أوقاتهم في السهر واللعب والضياع. وهذا غالباًَ ما يحدث لدى معظم الأسر، علما بان بيت بلا إدارة يعني التهرب عن المسؤولية، كسل، اتكالية، خمول». ويتابع «الفئة الأخيرة، ليس في حياتهم قواميس الاستعداد ولا قدر من الثقافة والوعي الحقيقي بأهمية العلم، وهذه المصطلحات الخاصة بالاستعداد للدراسة وكيفية التهيئة لها لا يستوعبها أهل هذه الفئة، فالدراسة بالنسبة لهم وقت الدراسة فقط، هنا يتربى الأبناء على تمزيق الكتب وعدم المحافظة على الحصيلة العلمية وما تم تحصيله يعد مرحلة منتهية كما تنتهي العلبة الغذائية من صلاحيتها»، مضيفاً «قد يكون أحد أبنائهم من الأذكياء، فيقوم بأدوار متميزة فطرياً، وتكون هذه بركة من الله، ومنهم قد يكون غير ذلك، ففي البيت تفاوت بين المتفوق، وأكثرهم على مستوى النجاح والرسوب والفشل قد يكون من نصيب بعضهم». وحول ميزات هذه الفئة الأخيرة، يوضح المسكري «أولاً اعتمادهم على الله والتوكل عليه مع اهتمامهم بالعادات والتقاليد، وفطرتهم صافية، يحبون الخير للناس ويتمنون لأبنائهم مستويات عالية من التعليم وتجد ألسنتهم تكثر من ذكر فضائل الآخرين، ويدركون أهمية المؤسسات التعليمية التي فتحت لأبنائهم مدارس مجانية ووسائل تعليمية وجامعات وكليات ووفرت لهم كل الإمكانات من أجل دفع الأبناء للتعليم والتفوق، وقد تكون الوسائل العقابية بالنسبة لهم، أكثر بكثير من الوسائل التحفيزية اعتقادا منهم بأن العقاب له دوره، في تحريك الأبناء ودفعهم إلى التعلم والتعليم». تجربة مفيدة من أولياء الأمور ذوي التجارب الناجحة في العملية التربوية والاستعداد المنظم لدخول المدارس، يقول هشام الشرقاوي، موظف بإحدى المستشفيات الحكومية أن لديه ثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، ولذلك يعتبر الاستعداد للموسم الدراسي أهم فترات العام، لأنه من خلالها تظهر نتائج تعبه هو أبناءه وزوجته في نهاية الدراسة إذا ما أحسن التخطيط للعام الدراسي، موضحاً أن الاستعداد يكون بالتعاون مع زوجته، ويكون بترتيب غرف الأولاد من خلال تجهيز طاولات المذاكرة، وفحص الملفات والدفاتر القديمة، والاحتفاظ بما يحتاجونه والاستغناء عن الأغراض التي لم تعد مفيدة للأولاد، مع الاحتفاظ ببعض الكتب وغالبا تكون كتب اللغتين الإنجليزية والعربية والعلوم الاجتماعية، خاصة وأن قواعد النحو والصرف وطرق تدريس اللغات تختلف من مدرسة الأخرى، حيث يحتفظ بهذه الكتب لمراجعة بعض الدروس حتى يكون مستعدا إذا ما ساله أولاده عن شئ ما من المواد الدراسية المقررة. وضمن الاستعدادات التي يذكرها الشرقاوي، تجهيز الزي المدرسي، من خلال التوجه إلى المكان التي وجهتهم إليه المدرسة، لشراء الملابس، أو تفصيلها بحسب الحاجة، كما يقوم بمساعدة الأم بمراجعة الأدوات المدرسية المتبقية من العام الماضي، مع الاحتفاظ بالنافع منها كأنواع الدفاتر التي لم تستخدم، ثم شراء ما يحتاجه الأولاد من هذه الأدوات. وفيما يتعلق بالنوم والتلفزيون، أقصى وقت للسهر يكون حتى التاسعة مساء، ويتوقف السهر إلى منتصف الليل مثل ما كان الحال خلال فصل الصيف، أما مشاهدة التلفزيون تكون فقط خلال فترات تناول الغذاء والعشاء، أما التنزه والترويح عن النفس، يكون في نهاية الأسبوع بشكل جماعي تحت إشراف الأم أو الأب، أو بعض الرحلات التي تنظمها المدرسة خلال الأم الدراسي. نظام ناجح ويؤكد الشرقاوي أن هذا النظام الذي وضعه لأولاده بمساعدة الزوجة، أسهم في جعل أبنائه من المتفوقين، حيث حصلت الابنة الكبرى شروق (14 سنة) الطالبة في الصف الثامن على المركز الأول في المدرسة الملتحقة بها في أبوظبي، كما حصلت على بعض شهادات التكريم والتقدير نتيجة تفوقها الدراسي وفي بعض الأنشطة المدرسية، والابن الثاني عبد الرحمن (12 سنة) من المتفوقين أيضا إلا أنه لم يحصد أي من المراكز الأولى العام الماضي، والصغرى شذى (9 سنوات) احتلت المركز الثالث العام الماضي على طلاب الصف الرابع، وتأمل هذا العام في الوصول إلى المركز الأول من خلال التركيز على بعض المواد التي لم تحقق فيها نتائج مرجوة العام الماضي. إرشادات مهمة يقدم الاستشاري الأسري والتربوي عيسى المسكري إرشادات لكل من أولياء الأمور والطلاب تتمثل في: 1- الهمة في البداية والعبرة في النهاية، همتك العالية في البداية لها دورها في التحفيز الذاتي والمنافسة والإرادة والإصرار، ولكن يجب على الأسرة أن تحرص على العلامات والنتائج النهائية، فالعبرة في النهاية ومدى القدرة على الوصول الى الأهداف المرجوة من نجاح وتفوق. 2- أخذ العلم من مصدره ومنبعه وأهم مصدر ومنبع للعمل، هو المدرس الذي يُبسط الفكرة ويسهل المادة، ويركز على النقاط الرئيسة التي لها أهميتها في الاختبارات، ورب ساعة مع أستاذ، فهماً واستيعاباً أكثر من شهر في مطالعة مواد علمية معقدة، بل لو مكث الطالب سنة كاملة لا يستطيع أن يستوعب بعض المسائل والموضوعات إلا من خلال المعلم، وكما قال الشاعر أحمد شرقي «كاد المعلم أن يكون رسولاً» إدراكاً لأهميته في العملية التربوية. 3- الصحبة الصالحة، والصاحب ساحب إلى التميز أو الإخفاق، فصحبة المتميزين، حافز ومجالستهم دافع إلى تطوير الذات والطموح، والاقتراب منهم يساعد على اكتشاف مواهب الناجحين ووسائلهم التي يستندون إليها في المذاكرة والحفظ، كما أن مجالستهم رفع للإرادة والهمة، والعزيمة، المصدقة للمقولة المعروفة «كل قرين بالمقارن يقتدي». 4- قاعدة تقول إن كنت متميزاً في مادة تعليمية ما، استحييت أن لا تكون متميزاً في باقي المواد التعليمية أو التدريبية، كن متميزاً فيما تحبه وأبدأ بالأسهل وأحرص على الوصول إلى أعلى الدرجات في المادة التي تجدها سهلة بسيطة، يكن حافزاً لك في أن تطور نفسك في المواد الأخرى، ومن بدأ بالأصعب قد يصاب باليأس والإحباط فيترك الأسهل ويبغض الأصعب. 5- الاقتراب إلى أي وسيلة تحفيزية انطلاقاً من المكان المريح المنظم، والمناخ الهادئ وغيره من المحفزات والابتعاد عن الوسائل الإحباطية المدمرة كالكلمة التشاؤمية والشخصية البائسة، والأفكار الهدامة. 6- تقبل نصائح الآباء والأمهات، فهم لا يريدون من أبنائهم إلا أن يكونوا أفضل منهم وأفضل أنواع البر، فرحة تتركها في قلوب الآباء والأمهات أو بسمة ترسمها على وجوههم. فأكثر ما يفتخر به الآباء والأمهات ابنهم الذي أصبح شعلة على مدارج التعليم، والفرحة التي تصنعها لهم عبادة ولعلها تكون سبباً لدخولك الجنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©