إيران تبدأ غداً إنتاج اليورانيوم المخصب 20%

أمر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هيئة الطاقة النووية الإيرانية برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20%، لافتا إلى عدم التوصل إلى اتفاق حول تبادل الوقود النووي مع الدول الكبرى. واكدت الهيئة ذاتها ان التخصيب سيبدأ اعتبارا من غد الثلاثاء في محطة نطنز وأنها ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذه المسألة اليوم. وسارع وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس إلى الرد، داعيا المجتمع الدولي إلى “تشكيل جبهة موحدة للضغط على الحكومة الإيرانية”، فيما أعربت لندن عن “قلقها الشديد”، وقالت ألمانيا إن صبر المجتمع الدولي “بدأ ينفد”. وقال نجاد في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني إنه طلب من رئيس هيئة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي بدء العمل على إنتاج وقود مخصب بنسبة 20% باستخدام أجهزة الطرد المركزي. وأضاف في خطاب بمعرض تكنولوجي في طهران بث على الهواء “قلت سابقا دعنا نعطيهم شهرين أو ثلاثة أشهر، وإذا لم يوافقوا، فإننا سنبدأ بأنفسنا” وذلك في إشارة إلى فترة منحها إلى القوى الدولية بشأن تخصيب اليورانيوم. واضاف “لكن الدول الكبرى بدأت تتلاعب بنا، ولو أنها بدأت أخيرا تبعث رسائل مفادها أنها تريد التوصل إلى حل”. وقال مخاطبا صالحي الواقف إلى جانبه “الآن الدكتور صالحي، ابدأ بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% بواسطة أجهزتنا للطرد المركزي”. ولم يفصح نجاد في كلمته عن تاريخ محدد بشأن بدء عملية التخصيب، لكنه أضاف أن “أبواب التواصل ما زالت مفتوحة”، بشأن التفاوض مع القوى الدولية. وأشار إلى أن إيران لديها إمكانية تخصيب اليورانيوم باستخدام تقنية الليزر دون أن يخوض في أية تفاصيل. وجاء تصريح نجاد فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن الاحتمال قائم لإتمام المفاوضات الجارية مع الغرب بشأن التوصل إلى اتفاق مشترك حول صيغة لتبادل الوقود النووي خارج إيران. من جهته أوضح صالحي أن نجاد “طلب من الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية أن تكون مستعدة لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إذا لم توافق الدول الست الكبرى على التبادل”. وقال “حتى الآن، ثمة نوع من التفاؤل في المحادثات، لأن بعض البلدان تقدمت باقتراحات منطقية، ولكن لم يبق كثير من الوقت”.وتابع صالحي أنه إذا تقدمت الدول الست “باقتراحات مع شروط غير منطقية، فسنطلق مرحلة التخصيب”، من دون أن يدلي بتوضيحات إضافية. واتهم نجاد أمس الدول الكبرى بـ”التلاعب بإيران” في الملف النووي، متوعدا مجددا بأن طهران ستنتج اليورانيوم عالي التخصيب إذا لم تحصل على الوقود النووي من دون شروط. ورد وزير الدفاع الأميركي داعيا القوى العالمية إلى العمل معا لممارسة مزيد من الضغط على الحكومة الإيرانية لكبح جماح برنامجها النووي. وقال جيتس خلال زيارة لروما إن العقوبات التي تستهدف الحكومة الإيرانية يجب أن تكون لها فعالية قصوى. وأضاف أن هناك توافقا دوليا لتجنب تعريض الشعب الإيراني “لصعوبات أكثر من اللازم”. وأكد جيتس الذي ناقش القضية الإيرانية مع الزعماء الإيطاليين إن رد فعل طهران على مبادرات الولايات المتحدة والمبادرات الغربية كان مخيبا للآمال بشدة. وقال في مؤتمر صحفي بروما مع وزير الدفاع الإيطالي “إذا وقف المجتمع الدولي معا وضغط على الحكومة الإيرانية فإني أعتقد أنه سيكون هناك وقت كي تؤتي العقوبات والضغط ثمارهما”. وتابع “ينبغي لنا أن نعمل معا، أعتقد أننا نستطيع جميعا بذل المزيد”. وأحجم عن تحديد نوعية العقوبات التي يجب فرضها على إيران إذا رفضت التراجع، لكنه صرح للصحفيين قائلا “من الممكن أن ينطوي تركيز الضغوط على حكومة إيران لا على شعبها على فرصة أكبر لتحقيق هذا الهدف”. .وأضاف “رأينا ما يحدث داخل إيران” في إشارة إلى تنامي احتجاجات الإيرانيين ضد الحكومة. وأعربت لندن عن قلقها العميق تجاه الخطوة الإيرانية. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن “ذلك سينتهك عمدا قرارات مجلس الأمن الخمسة” المتعلقة بإيران. وقال وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو جوتنبرج إن على المجتمع الدولي أن يوضح لإيران أن “صبره بدأ ينفد” فيما يتعلق بالنزاع بشأن برنامج طهران النووي. وأضاف للصحفيين في ميونيخ “يبدو أن هناك حاجة لتشديد العقوبات، نحن بحاجة إلى أن ندرس بعناية بالغة الأثر الذي يمكن أن تحدثه خياراتنا”. مؤتمر نزع الأسلحة النووية يعقد بطهران في مايو طهران (د ب أ) - أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أمس أن المؤتمر الدولي لنزع الأسلحة النووية سيعقد بطهران خلال شهر مايو المقبل. وأوضح في تصريح لوكالة مهر للأنباء الإيرانية أن الدول التي تشعر بالقلق حيال استخدام الأسلحة النووية يتعين عليها أن تثبت عمليا إرادتها لإيجاد عالم خال من الأسلحة النووية، داعيا الدول التي تملك أسلحة نووية إلى تدمير هذه الترسانة. وأضاف “لدينا إصرار على ضرورة التزام جميع الدول بنزع الأسلحة النووية وإيجاد عالم خال من أسلحة الدمار الشامل، وعلى هذا الأساس فسيتم عقد مؤتمر بطهران بمشاركة شخصيات دولية بارزة وخبراء في القضايا النووية من مختلف الدول”. وأعرب مهمانبرست عن أمله في أن يتخذ هذا المؤتمر قرارات هامة لتشجيع الدول التي لديها أسلحة نووية على تدمير هذه الأسلحة. وتابع قائلا “يجب على الجميع تنفيذ تعهداتهم فيما يتعلق بنزع الاسلحة، لأن إقامة عالم يتم فيه تصنيع وتخزين الأسلحة النووية لن يساعد على إيجاد عالم يتسم بالوضوح والشفافية، لكي يكون هذا العالم اكثر فائدة لمستقبل البشرية”.