الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دبي العطاء» تحلّق بـ «مالا» في رحلة الطموح

«دبي العطاء» تحلّق بـ «مالا» في رحلة الطموح
7 أغسطس 2013 12:34
رغم أنها كانت تذهب إلى مدرستها دون تناول أي طعام، إلا أنها تمتلك اليوم طموحاً في السعي لمتابعة الدراسة، وإصراراً على مواجهة الجوع بالتفوق والنجاح. غالباً ما كانت تذهب “مالا” إلى فصلها الدراسي دونما طعام، فيما كان يمنحها والداها أحياناً 2 أو 3 تاكا (0?03 أو 0?04 دولار أميركي) لشراء ما تسد به رمقها من أحد الباعة المنتشرين على جانب الطريق قرب مدرستها. لم يكن يفارقها الجوع، فيما كانت تصاب أحياناً بالمرض جراء تناولها طعاماً فاسداً. ولأنها لم تكن تحصل على القدر الكافي من الطعام، فكثيراً ما كانت تتغيب عن مدرستها، أو تبقى شاردة الذهن أثناء الفصل الدراسي. تحكي مالا قصتها مع الجوع بالقول: عندما بدأت المدرسة بتأمين وجبة منتصف اليوم، بدأنا أنا وأصدقائي نتمتع بالطعام الشهيّ وبتنا نأكل حتى تمتلئ بطوننا، فمذاق هذا الطعام (المعروف محلياً باسم كيشوري) شهيّ جداً وأشهى حتى من “الكيشوري” الذي تعده والدتي، فضلاً عن كونه مغذياً، وبمذاق مختلف في كلّ يوم للطبق نفسه. ينتمي معظم الطلبة في مدرسة موهاكالي عبد الحميد درجي الحكومية للتعليم الأساسي في بنغلاديش، إلى عائلات فقيرة، ويعيشون في أحياء بائسة بسبب الفقر، فيما يأتي العديد منهم إلى المدارس ببطون خاوية، أو بعد تناولهم طعاماً فاسداً. ولمواجهة هذه المشكلة، تتعاون دبي العطاء باستثمار 9.2 مليون درهم مع لجنة تطوير الريف في بنغلاديش ومع التحالف العالمي لتحسين التغذية عبر برنامج تجريبي للتغذية المدرسية تدعمه حكومة بنغلاديش. ويعني البرنامج الذي أطلق خلال العام الماضي ولايزال مستمراً بتأمين الطعام المغذّي لأطفال 45 مدرسة في العاصمة دكا ومقاطعة ميمنسينج، ورفع الوعي حول قضايا التغذية بين أولياء الأمور، وتحسين جودة التعليم، من خلال تقديم الطعام للطلاب الذين يعانون الجوع؛ ما يسهم في زيادة اهتمامهم بالتعلم، ويمنع تسربهم من المدارس. تعيش مالا في حي فقير صغير بالقرب من حي موهاكالي ساتولا البائس مع 10 عائلات أخرى في ظروف مشابهة، منها عائلتان عاشتا في كوخين مجاورين لكوخها، لكنهما أرغمتا على ترك مسكنيهما بسبب أعمال البناء التي جرت هناك، الأمر الذي انعكس سلبا على عائلة مالا أيضاً، وباتت أكثر أرقاً وخوفاً على حياة صغارها، فمن الممكن أن يتداعى كوخ العائلة للسبب نفسه وفي أية لحظة. وفي هذا الكوخ، تعيش العائلة وسط ظروف خطرة في غرفة صغيرة تحتوي على موقدين ودورتي مياه وأداة للتزود بالماء الذي يجب غليه قبل شربه. وتشير أسماء إبراهيم عبدالملك، ضابط برامج دولية في مؤسسة دبي العطاء إلى تعاون المؤسسة بشكل مستمر مع منظمة التحالف العالمي لتحسين تعليم وتغذية أطفال الأسر الفقيرة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 11 عاماً في نحو 45 مدرسة داخل العاصمة دكا ومقاطعة ميمنسينج. وتضيف: تلتزم “دبي العطاء” في هذا البرنامج باستثمار 9.2 مليون درهم، وتعكس جهود المؤسسة في بنغلاديش موضوع حملة دبي العطاء “التعليم يقضي على الفقر”، والتي بدأت طوال شهر رمضان المبارك، بهدف نشر الوعي حول أهمية التعليم كأحد أكثر الأدوات فعالية في كسر حلقة الفقر، كما هدفت الحملة إلى جمع التبرعات لتحسين فرص حصول الأطفال على التعليم في البلدان النامية. من جهته، يعرب أحد المعلمين العاملين في البرنامج عن أمله في الإسهام بحل قضايا الجوع على المدى القصير، حاثّاً على الاستمرار في مثل هذه البرامج، التي تسهم في زيادة الإدراك لمتطلبات الطعام والتغذية والنظافة الصحية. وبعدما انضمت لقائمة المنتفعين بالبرنامج، حصلت مالا خلال مايو 2012 (امتحان الفصل الأول) على 460 درجة من أصل 675، و508 درجة في أغسطس 2012 (امتحان الفصل الثاني). وفي ديسمبر 2012 (الامتحان السنوي الأخير)، حصلت على 587 درجة؛ ما أهلها لتبوء المركز الأول في صفها والانتقال إلى الصف الخامس. وبعد خضوعها لبرنامج دبي العطاء، تؤكد الصغيرة مالا اليوم أنها باتت قوية، وأصبحت تمتلك طموحا في السعي لمتابعة الدراسة وإصراراً على مواجهة الجوع بالتفوق والنجاح خلال العام الحالي، حيث تثبت التقارير المرسلة من مدرستها أنّها لا تزالت تحصد درجات التفوق في فصلها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©