الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعم ذكوري للحقوق النسوية

9 أغسطس 2011 23:42
انتشرت الاحتجاجات التي تناصر مبادئ الديمقراطية والمشاركة وحقوق الإنسان عبر العالم العربي. وكانت المرأة العربية في الخطوط الأمامية وفي خلفية هذه النضالات. والواقع أنها شاركت في كل نضال وطني كانت فيه المساواة في النوع الاجتماعي نتيجة إيجابية. عندما تشارك المرأة في نضال وطني يفتقر إلى أجندة نسوية، قد يكون من الصعب الترويج لمصالحها فيما بعد. لا تضمن التغييرات الاجتماعية الاقتصادية مقاعد للمرأة على الطاولة. حتى وضع المرأة في مراكز القيادة وصنع القرار، لا يضمن التقدم في المساواة في النوع الاجتماعي لجميع النساء. لم يكن لبنان في يوم من الأيام منيعاً ضد رغبة التغيير. بدأت الاحتجاجات دعماً للعلمانية وحقوق المرأة تنمو بشكل أقوى. تماماً كما وقفت المرأة والرجل كتفاً بكتف أثناء المظاهرات في دول أخرى منادية بالحرية والكرامة والمساواة، لدينا اليوم فرصة لتوجيه مبادئ "الربيع العربي" هنا في لبنان. لا يكفي أن تقف المرأة وحدها مطالبة بالتغيير. يجب أن يرى إخوتنا وآباؤنا وشركاؤنا اللبنانيون أن حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية، التي تم اعتناقها أولاً هنا، ستشجّع أي "ربيع عربي" يأتي إلى لبنان. إلا أن بعض الجماعات النسائية التي تشجع المساواة في النوع الاجتماعي تعمل اليوم لإشراك الرجال كمساندين وحلفاء وشركاء. تعمل منظمة مركز الموارد للمساواة في النوع الاجتماعي (أبعاد)، وهي مركز يركز على موضوع المساواة في النوع الاجتماعي، لإيجاد عالم يعيش فيه الرجال والنساء معاً كشركاء متساوين في جميع نواحي حياتهم، حيث يجري تمكين النساء للمشاركة. من بين استراتيجيات (أبعاد) الرئيسية تنظيم مجموعات دعم للرجال الذين استخدموا العنف في علاقاتهم الزوجية والأسرية. وتهدف هذه المجموعات إلى تغيير توجهاتهم وسلوكاتهم من خلال التثقيف حول الغضب الإيجابي وإدارة التوتر والضغط، وحل النزاعات سلمياً. ويوفر ذلك للرجال ساحة للتعبير والحديث دون لوم. والهدف كذلك أن يفهم الرجال نتائج العنف على النساء والأسر بينما يتعلمون أساليب بديلة لتوجيه إحباطاتهم. إضافة إلى ذلك، تشرك المنظمة الشباب لمساعدتهم على فهم النوع الاجتماعي بأساليب جديدة أقل تحديداً، بالدرجة الأولى من خلال الفن والرياضة. تعزز رياضات مثل كرة السلة والركبي في أذهان المشاركين مفهوم التعاون من خلال فريق والنتائج الإيجابية لشراكة حقيقية. الفلسفة وراء ذلك هي "شراكة ضد العنف، ليربح الجميع". تركّز حملة (أبعاد) لاستقطاب الرأي على الوصول إلى الرجال العاديين الذين يعارضون العنف ضد الفساد. ينطبق شعار "بكل قوتي ضد العنف" في المنزل وفي الشارع. إن النظر إلى الرجال على أنهم فقط المتسببون بعدم المساواة لا يفعل الكثير من أجل تقدم أجندات الديمقراطية والمساواة. يمكن حشد الرجال بأساليب إيجابية للتعامل مع عدم المساواة كل يوم في البيت، تماماً كما فعلوا في الشارع. المساواة في النوع الاجتماعي، وكافة أنواع المساواة، تعود بالفائدة على الجميع. ليست القوة مفهوماً فيه رابح وخاسر. لقد أثبت "الربيع العربي" للعالم أن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ليست مستوردة ومفروضة، بل موجودة في دولنا وحياتنا. تستمر المنظمة في توسيع أبعاد المساواة في النوع الاجتماعي عبر المنطقة لضمان وصول أصوات الذين يتحدثون لصالح الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى بيوتنا. قد لا يشعر لبنان بعد بالنتائج الكاملة لـ"الربيع العربي"، ولكننا نستطيع البدء باعتناق هذه المبادئ في بيوتنا. غيدا عناني - مديرة مركز موارد المساواة في النوع الاجتماعي (أبعاد) لينا أبي رافع - خبيرة في مجال العنف المرتكز على النوع الاجتماعي ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©