الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

71 قتيلاً بتفجير انتحاري واعتداء على مسجدين بباكستان

71 قتيلاً بتفجير انتحاري واعتداء على مسجدين بباكستان
6 نوفمبر 2010 00:24
شهدت باكستان أمس واحدا من أسوأ أيامها دموية عندما فجر انتحاري نفسه داخل مسجد أثناء صلاة الجمعة موقعا 66 قتيلا بينهم أطفال وأكثر من 100 جريح. وبعد ساعات تعرض مسجد آخر للضرب بالقنابل اليدوية ما أوقع 5 قتلى على الأقل واصابة 18 بجراح . ووقع التفجيران في شمال غرب باكستان، البلد الذي يشهد منذ ثلاث سنوات موجة اعتداءات دامية تشنها حركة طالبان وأسفرت عن حوالى 3800 قتيل. وقال قائد الشرطة المحلية خالد عمر ضائي في تصريح تلفزيوني إن الانتحاري فجر حزامه الناسف وسط المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مسجد أخوروال، البلدة القريبة من بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان. من جهته قال جول جمال خان المسؤول في الادارة المحلية في اتصال هاتفي «حتى الساعة هناك 66 قتيلا، بينهم 11 طفلا»، مبديا خشيته من احتمال ارتفاع الحصيلة، ومشيرا إلى أن «أكثر من 100 شخص أصيبوا بجروح». وأضاف إن «السقف الرئيسي للمسجد انهار وهناك أشخاص عالقين تحت الأنقاض». وقتل حوالى 3800 شخص منذ صيف 2007 في سلسلة أعمال عنف في سائر أنحاء البلاد بلغ عددها حوالى 400 بين هجوم وتفجير، غالبيتها انتحاري وتبنتها حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة، أو نسبت إليها أو الى مجموعات اخرى متحالفة معها. ووقع الاعتداء في مقاطعة دارة آدم خيل حيث يشن الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضد المتمردين المتطرفين. وقال عمر ضائي «كنا ننتظر مثل هكذا اعتداءات». ويستهدف الانتحاريون في باكستان عادة مبان رسمية أو قوات الأمن، ولكنهم منذ أشهر باتوا يركزون هجماتهم أكثر فأكثر على المدنيين ولا يوفرون فيها دور العبادة، لا سيما تلك التابعة للأقليات المسلمة في باكستان مثل الشيعة والصوفية، وهما طائفتان تعتبرهما حركة طالبان السنية المتشددة مرتدين. وقال شهود عيان إن حوالي 300 شخص كانوا متجمعين بعد أن فرغوا من الصلاة عندما دخل المهاجم القاعة الرئيسية لمسجد «والي» وفجر نفسه. وقال محب الله البالغ من العمر 15 عاما «كنت قد انتهيت لتوي من الصلاة عندما وقع انفجار كبير. كان الأمر مروعا جدا. لم أعرف ماذا حدث بعد ذلك فقد أغشي علي». وأضاف ان الحرس عند أبواب المسجد حاولوا ايقاف المفجر الانتحاري ولكنه نجح في الدخول. وقال مسؤولون بمستشفى (ليدي ريدنج) في بيشاور إن بين القتلى طفلين. وأظهرت لقطات صورت من أمام المستشفى نساء يصرخن ومسنين بلحى بيضاء وثيابهم ملوثة بالدماء وطفلا ينقل إلى غرفة الطواريء. وقال المسؤولون ان المسجد يملكه زعيم قبلي مؤيد للحكومة وربما كان هو الشخص المستهدف من الهجوم ولكن لم يتضح اذا كان اصيب. وهذا هو أكبر هجوم تشهده باكستان منذ هجوم انتحاري على موكب شيعي بمدينة كويتا بجنوب غرب البلاد في سبتمبر أسفر عن سقوط 54 قتيلا . ووقعت الضربة الثانية في بادابير، احدى ضواحي بيشاور، عاصمة إقليم خيبر باختون خوا الذي يقع شمال غرب البلاد . وقال اعجاز خان، مسؤول كبير في الشرطة «قام المهاجمون بالقاء ثلاث قنابل يدوية أداء المصلين صلاة العشاء ما أدى إلى مقتل ثلاث أشخاص وإصابة أكثر من 18 آخرون بجروح وفي 3 سبتمبر قتل حوالى 60 شخصا وأصيب اكثر من 200 بجروح في اعتداء انتحاري استهدف تجمعا للشيعة في كويتا (جنوب شرق). وفي 2 يوليو أوقع اعتداء انتحاري مزدوج 42 قتيلا في مرقد إمام صوفي في لاهور كان يومها مكتظا بالمصلين. وفي 7 أكتوبر قتل 9 أشخاص في اعتداء انتحاري أيضا استهدف مرقدا صوفيا في كراتشي في جنوب البلاد. وكانت حركة طالبان أعلنت في صيف 2007 الجهاد ضد إسلام آباد بسبب انضمام الحكومة الباكستانية إلى «الحرب على الإرهاب» التي شنتها واشنطن. واصبح المعقل الرئيسي لحركة طالبان في المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان ملجأ عالميا لقادة ومقاتلي القاعدة وكذلك أيضا قاعدة خلفية لمتمردي حركة طالبان الأفغانية الذين يقاتلون على الجانب الآخر من الحدود الحكومة والقوات الدولية التي تدعمها. وتشن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي ايه» بشكل شبه يومي غارات بواسطة طائرات من دون طيار تستهدف عناصر وقياديين في حركتي طالبان الباكستانية والأفغانية وتنظيم القاعدة في المناطق القبلية الباكستانية. وخسر الجيش الباكستاني أكثر من 2400 جندي في المناطق القبلية منذ نهاية 2001 حين انضمت إسلام آباد إلى واشنطن في الحرب التي أعلنتها الأخيرة على تنظيم القاعدة الذي تبنى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001. غير أن مسؤولين أميركيين عديدين يتهمون السلطات الباكستانية بعدم بذل كل ما بوسعهم من أجل مكافحة القاعدة وحركة طالبان الأفغانية. وتؤدي الهجمات التي يشنها الجيش الباكستاني في المناطق القبلية إلى رفع وتيرة الهجمات التي ينفذها المتمردون وتدمي باكستان، وهي فاتورة باهظة للحرب على الإرهاب تدفع ثمنها القوات العسكرية والسكان المدنيون على حد سواء. وخلال السنوات الماضية انتشر الشعور المناهض للولايات المتحدة بشكل واسع أوساط الباكستانيين البالغ عددهم 170 مليونا.
المصدر: بيشاور، باكستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©