سناء شاهين (الخرطوم، الدوحة، أديس أبابا) - قتل ستة أشخاص أمس خلال احتجاج على ارتفاع أسعار وسائل النقل في إقليم دارفور في السودان، حسب ما أعلنت متحدثة باسم الحكومة. وصرحت المتحدثة بثينة محمد أحمد من حكومة جنوب دارفور أمس “طبقا لتقارير وصلتنا فقد قتل ستة أشخاص”. إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل حول كيفية مقتلهم في مدينة نيالا عاصمة الإقليم، وقالت إن عددا من الأشخاص أصيبوا كذلك بجروح. وقالت المتحدثة إن “التظاهرة بدأت بسبب رفض الطلاب لأسعار وسائل النقل التي أعلنتها الحكومة”. وأضافت أن “مجموعات أخرى” لم تكشف عن هويتها هاجمت منشآت حكومية خلال الاحتجاج. وقالت “ولكن الآن أصبح الوضع هادئا وتحت السيطرة.. ونحن والسلطات الأمنية لدينا خطة لتأمين المدينة خلال الأيام المقبلة”. وأضافت أن تحقيقا يجري لمعرفة السبب.
وقال شاهد عيان انه رأى نحو 15 جريحا يعالجون في المستشفى.
وذكر شاهد عيان آخر في وقت سابق أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين كانوا موزعين في مجموعات في السوق الرئيسية. وقال إن المتظاهرين القوا الحجارة على مبان حكومية واحرقوا إطارات في الشوارع. وقال إن الشرطة “أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين انقسموا لمجموعات صغيرة ورموا بالحجارة مبنى الإذاعة الحكومية المحلية ومبنى حكوميا آخر وقاموا بإغلاق الطرق بإطارات مشتعلة”.
وقال أحد مواطني نيالا “الاضراب الذي قام به سائقو المركبات العامة احتجاجا على زيادة أسعار الوقود أدى لبداية المظاهرات”. وقالت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في الإقليم “نتيجة لإضراب سائقي السيارات تظاهر الاثنين حوالي المائتين من طلاب المدارس”.
من جانب آخر، وصل الرئيس السوداني عمر البشير أمس إلى الدوحة في زيارة رسمية تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات المختلفة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى سير تنفيذ اتفاق الدوحة لسلام دارفور. وطبقاً لوكالة السودان للأنباء الرسمية “سونا”، يرافق البشير في الزيارة كل من الفريق أول ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية وعلي كرتي وزير الخارجية ووزير الموارد المائية والكهرباء أسامة عبدالله. وقال مصدر دبلوماسي في الخرطوم لـ”الاتحاد”، إن البشير سيبدأ زيارته بمباحثات مطولة يجريها مع أمير قطر تتناول الترتيبات بشأن انعقاد مؤتمر المانحين بدارفور والذي تبنته دولة قطر، مشيراً إلى أن السقف الزمني لانعقاد المؤتمر تم التفويض فيه لتقديرات دولة قطر، لكونها الدولة الراعية للمؤتمر. وتوقع المصدر أن ينعقد مؤتمر المانحين خلال الأسبوع الأول أو الثاني من ديسمبر المقبل. وأشار إلى أن لقاء البشير- حمد سيتطرق إلى مساعي إلحاق الحركات غير الموقعة بوثيقة الدوحة.
وجاءت زيارة البشير إلى الدوحة بعد يوم من اعتذاره عن المشاركة في لقاء قمة مع نظيره الجنوب سوداني سيلفا كير في أديس أبابا لحسم القضايا العالقة بين البلدين والتي يتفاوض حولها وفدا البلدين في العاصمة الإثيوبية. وكان الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح قد أبلغ بذلك “الاتحاد” وصحفاً أخرى، غير أن وفد السودان في مفاوضات أديس أبابا قال أمس، إن تصريحات مروح “أخرجت من سياقها”. وقال الوفد في بيان أصدره بهذا الخصوص، إن السودان “قد قبل من حيث المبدأ اللقاء الذي دعا له الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي بين السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، على أن يحدد في وقت لاحق”، حسبما ذكرت وكالة السودان للأنباء التي أضافت أن البيان الذي سلمه الوفد السوداني للوساطة الأفريقية عبر عن الأمل “في أن تكون المدة منذ الآن وحتى لقاء الرئيسين فرصة يعمل فيها الطرفان لنتائج تجعل نتائج القمة مثمرة”.
عدد اليوم
