الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العين الأخير والوحدة قبل الأخير والأهلي التاسع

العين الأخير والوحدة قبل الأخير والأهلي التاسع
5 أكتوبر 2006 02:13
أكرم يوسف : عودة'' الإمبراطور '' للقمة حدث رائع يستحق أن نفرش أمامه السجاد الأحمر ونتحدث عنه كثيرا ،فالوصل الذي يملك في خزائنه 6 بطولات للدوري وقدم لكرة الإمارات فهد خميس وزهير بخيت وفهد عبد الرحمن وحسن محمد وعشرات غيرهم استعاد بريقه من جديد بعد ثلاثة جولات من دوري 2007 ،إلا أن تلك العودة تزامنت مع سقوط ثلاثة قمم من القمة للقاع فتغير الحديث عن الدوري ليبدأ من المركز الأخير · فعندما بدأ الدوري في 21 سبتمبر الماضي هيأت الجماهير نفسها لمشاهدة بطولة مختلفة عن كل البطولات السابقة من 1973 وحتى الآن ،فلا يفصل بيننا وبين دوري المحترفين إلا خطوات قليلة جدا اختصرها البعض بالفعل مع بداية البطولة هذا الموسم وأطلق ''دوري المحترفين'' واتحاد الكرة وزع اللائحة على الأندية،ولكن بعد مرور 3 جولات و17 مباراة و49 هدفا اكتشفنا بالفعل أننا على أبواب دوري مختلف جدا، يعيش ويتنفس ويأكل الهواية · مستوى الأجانب شديد التواضع في معظم الأندية، وضغوط البداية لا يتحملها أكثر اللاعبين خبرة ومهارة،ومدرب يتنازل عن قناعته الفنية بتعليمات إدارية ،الصف الثاني '' ضاع في الزحام '' ،و اللياقة البدنية وصلت لأدنى مستوياتها ،وطريقة الكرة الإنجليزية في الستينات أصبح الأسلوب التي تفضله معظم الفرق كرات طويلة وهجمات مرتدة،وافتقدت أكبر الأندية للاعب الهداف،ويتعامل المدافعون بسذاجة في المواجهات الفردية ولا تندهش عندما ترى لاعبا واحدا يراوغ خط دفاع بأكمله،و أيضا لم تعرف طرق اللعب طعم الاستقرار وأصبحنا نشاهد كل مباراة بطريقة تختلف عن الأخرى،والتصريحات عقب كل هزيمة أصبحت تقليدية وتعمق مفهوم الهواية داخل الملعب وخارجة · كل هذه الأسباب وغيرها هي التي صنعت '' البداية الصدمة '' في دوري 2007 ،فالخسارة مباراة أو اثنين ليست نهاية العالم ،لأن أكبر أندية العالم تمر عليها سنوات من الجفاف وتبتعد عن منصات التتويج ،ولكنها حتما ستعود لمكانها الطبيعي وحتى تعود لا تهدأ الأسئلة ·· وسقوط الكبار من القمة للقاع في دوري الإمارات حدث من الصعب أن يمر في صمت حتى وإن كان هذا التراجع مؤقتا، وندرك جيدا أن الفرق الكبيرة قادرة على تصحيح أوضاعها فالمشوار لا يزال طويلا وهناك 57 نقطة في الملعب· أبطال في القاع وعندما ينظر أي منا إلى جدول ترتيب الدوري حاليا يصاب بحالة من الدهشة وربما الصدمة ،فالأندية التي تحتكر اللقب في السنوات التسع الأخيرة تسكن بكل هدوء في القاع· العين بطل 98 و2000 و2002 و2003 و2004 في المركز الأخير بدون أي رصيد من النقاط وأسوأ خط هجوم،والوحدة بطل 1999 و2001 و2005 في المركز قبل الأخير ،والأهلي حامل اللقب في المركز التاسع ،وكل فريق من الثلاثة الكبار خسر مباراتين في ثلاثة جولات · بالفعل صدمة لأن الفرق الكبيرة لها هيبة ومكانة حتى عندما تخسر لا يجب أن تنهار بتلك الصورة وفي فترة زمنية قصيرة فهذا التراجع المخيف قد لا يثير الكثير من القلق إذا كان أمرا طارئا ،ولكن بالنسبة للعين والوحدة تحديدا المؤشر في تراجع من الموسم الماضي حيث خسر العين 7 مباريات واحتل المركز الرابع في الدوري ،والوحدة خسر 5 مباريات وفقد الكثير من النقاط الموسم الماضي وانهزم بالأربعة في الفاصلة أمام الأهلي ،وخرج من الدور الأول في الآسيوية ومن الموسم صفر اليدين لا دوري ولا كأس ولا حتى كاس اتحاد ،ولذلك فإن التراجع بدأ من الموسم الماضي واستمر حتى بداية هذا الموسم ليستقر بهما الحال في المركز الأخير وقبل الأخير ، وظهرا بأداءين متواضعين للغاية دفاعيا وهجوميا وفنيا وبدنيا ،وشاهدنا العين أمام الشباب وهو يخسر 3-1 ويبدوا في حالة سيئة للغاية وتلاعب سالم سعد بالدفاع وكأنه يلعب مباراة ودية وفعل كل شيء ونال ركلة جزاء بعد أن راوغ جمعة خاطر وأخرجه من'' اللعبة والملعب'' ،و كذلك فهد علي · وهذا المشهد يعكس حالة الارتباك في الدفاع والضياع في الوسط ،والغياب في الهجوم ،يعكس حالة فريق يفقتد للكثير من الحلول ،والأجانب والبدلاء بسبب الإصابات،و لكن الفرق الكبيرة التي تسعى دائما للمنافسة لا يجب أن تنهار عندما يتعرض لاعب أواثنين للإصابة ،لأن هناك بديل ،ولكن البديل تم الدفع به في أصعب ظروف يمكن أن يشارك فيها لاعب والفريق متأخر ،وبالتالي لم تكن هناك إضافة حقيقة داخل الملعب · أما الوحدة فقد خسر مباراته الثانية من ثلاثة جولات أمام الشعب ،وفي المباريات الثلاث حتى التي فاز فيها على الجزيرة الجولة الماضية كان أداءه متواضعا للغاية ، فقيرا أمام المرمى ،مترددا في الدفاع ،مستسلما في الوسط ،ليس الوحدة الذي يقاتل حتى النهاية ويملأ نجومه الملعب بالحيوية في الهجوم والأطراف ،فالفريق الأقوى هجوما الموسم الماضي لم يحرز سوي هدفين فقط في ثلاثة مباريات · والأهلي '' البطل '' الذي بهر الجميع بأدائه أمام العين عندما فاز عليه في الجولة الماضية أدمن الخسارة أمام الفرق الصاعدة وكانت هذه المرة أمام دبي 2-1 في الدقيقة الأخيرة ليخسر 6 نقاط من الفجيرة ودبي في ثلاث جولات ،وقبل بداية الموسم خسر على ملعبه في البطولة العربية أمام الكويت الكويتي ،وكشفت الخسارة الأخيرة أمام دبي عن وجود أخطاء كارثيه في خط الدفاع · فعندما يتسلم لاعب مثل دودزي كواجي الكرة من دائرة وسط الملعب ويتقدم ويرواغ أربعة لاعبين مرة واحدة بحجم محمد قاسم وحسن علي إبراهيم وبدر ياقوت وخالد محمد ويسجل لابد وأن يشعر الأهلاوية بالخطر والقلق مما هو قادم أمام الفرق الكبيرة · نفس الأخطاء والجولات الثلاث كشفت أن الأهلي بطل الدوري والعين بطل الكأس والوحدة وصيف الدوري يشتركون تقريبا في أسباب السقوط من القمة للقاع ،وفي مقدمة تلك الأسباب غياب الهداف، فالأهلي أحرز ثلاثة أهداف عن طريق حسن علي إبراهيم لاعب الوسط وعادل عبد العزيز الظهير الأيسر وخالد محمد المدافع ،أي أن خط الهجوم لم يحرز أية أهداف رغم وجود فيصل خليل ثاني هدافي الدوري برصيد 18 هدفا الموسم الماضي · أمام العين فقد لعب مباراتين لم يحرز خلالهما سوى هدف واحد بقدم عيسي محمد مدافع الشباب في مرماه ،والوحدة أحرز هدفين في ثلاثة مباريات · وبجانب أزمة الهداف ، تراجع مستوى النجوم الذين يشكلون العمود الفقري للفريق مثل إسماعيل مطر وسبيت خاطر وفيصل خليل في الأندية الثلاثة ،وأخيرا الأجانب في الأندية الثلاثة حتى الآن يفتقدون للإقناع ،وهذا ما صرح به يوردانسكو مدرب العين عندما قال مباراة الشباب بأنه ليس راضيا عن الأجانب ،وفي كل مباراة يستبدل البرازيلي دودو في الربع ساعة الأخيرة ولم يسجل حتى الآن هدفا واحدا في الدوري ،بينما يحتفظ الألماني شايفر بالمهاجم كمبروف بجواره على مقاعد البدلاء ويكتفي بمارتن باردودي في وسط الملعب ،وفي الوحدة أحرز باكايوكا هدفا وحيدا ورائعا في مرمى الجزيرة بينما أحرز كروبي هدفا من ركلة جزاء في مرمى الجزيرة ولكن مازال أمامه بعض الوقت لإثبات وجوده أكثر · و ليس بداخل أي منا شك في عودة الثلاثة الكبار مرة أخرى للسباق والمنافسة ،فالمشوار طويل والوجوه التي تتصارع على اللقب تتغير أكثر من مرة ،ولكن لا يجب أن تتأخر العودة لأن تلك الصورة لا يحب أن يشاهدها كل جماهير الإمارات وليس فقط الأهلي والعين والوحدة لأن تلك الأندية تشكل الثقل الحقيقي للمنتخب والمنافسة وتجعل للبطولة طعما ومذاقا مختلفا مع عودة الوصل والنصر والشارقة لتتسع الدائرة وتشتعل المنافسة· الذهب الأصفر وخسارة الجزيرة أمام الوصل ليست مفاجأة ،فالجزيرة المرشح الدائم للفوز بالبطولة الأولى لا يجيد استثمار ظروف الكبار ،وارتبط بهم فعندما يتراجع العين والوحدة يتراجع معهم ،والأحلام تبدوا كبيرة ولكن الصورة تختلف على أرض الواقع فخسر الفريق مباراتين من ثلاث · وأجمل مافي الجولة الثالثة أنها أعادت الذهب الأصفر للواجهة مرة أخرى وتصدر الوصل البطولة برصيد 7 أهداف بعد تعادل الأمارات مع الشارقة ،وزرع البرازيلي زوماريو الثقة من جديد ولعب بواقعية وذكاء فهو يعرف متى يدافع وكيف يهاجم بتوازن ،وعندما شعر أن الجزيرة استنفد كل قوته في الهجوم طوال المباراة ،سحب المدافع على محمود وأشرك محمد سالم العنزي قبل النهاية بعشر دقائق ليلعب بثلاثة مهاجمين وهم اندرسون واوليفيرا والعنزي وقبل خمس دقائق من النهاية يحرز أندرسون هدف الفوز ،وقد فعل زوماريو نفس التغيير في مباراة الإمارات الأسبوع الماضي وفاز 3- 1 · والوصل يبدوا مختلفا هذا الموسم يلعب بثقة ويقدم كرة ممتعة سواء من خالد درويش في الوسط أو أوليفيرا في الهجوم ،ولديه محمد سالم العنزي واند رسون اللذان سبق لهما الفوز بلقب الهداف في السنوات الأخيرة مع الوحدة والشارقة ويملك دفاعا يتسم بالصلابة بقيادة عبد الله عيسي ووسط مقاتل بوجود صلاح عباس وعيسي علي وطارق درويش وطارق حسن ،والأهم من كل هذا الفريق يملك ثقافة البطولة وفي خزائنه ستة ألقاب للدوري · ما يحدث حتى الآن في دوري الإمارات ليس سوى البداية فمازالت هناك 19 جولة قد تتغير فيها الخريطة في القمة والقاع أكثر من مرة ،فقط أصحاب النفس الطويل والطموحات الكبيرة هم الذين يضعون أقدامهم أولا على خط النهاية ،والورود تزين أعناقهم ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©