اقتراح لتحويل «الناتو» إلى منتدى للأمن

اقترح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن أمس، تغييراً عميقا على المنظمة العسكرية التي تأسست ابان الحرب الباردة لتتحول إلى “منتدى” يشكل أرضية أو ملتقى للأمن العالمي على أن يوثق الحلف الذي يعرف اختصاراً بـ”الناتو”، العلاقات مع الصين والهند وباكستان وروسيا وأن يصبح منبراً للتشاور بشأن الأمن العالمي لكن مسؤولا روسيا أبدى تشككاً. وقال راسموسن أمام المؤتمر السنوي الـ46 حول الأمن في ميونيخ “يجب علينا أن نرقى بتحويل الأطلسي إلى مستوى آخر عبر ربطه بنظام الأمن العالمي بشكل جديد تماماً”. وبمناسبة أول خطاب هام يلقيه حول نظرته للحلف منذ توليه مهامه في أغسطس2009، أعلن راسموسن عن 3 نقاط أساسية. وقال “أولاً، في فترة تداعي الأمن عالمياً، يجب أن يمتد الدفاع عن أراضينا وهي المهمة الأولى التي تأسس بمقتضاها الناتو سنة 1949، إلى ما وراء حدودنا”. وأضاف “وثانيا”، أن يكون نجاح صيانة أمننا المشترك مرهونا أكثر فأكثر بحسن تعاوننا أو عدمه مع الآخرين”. و”ثالثا، أن يتحول الحلف إلى منتدى للتشاور في القضايا الأمنية على الصعيد العالمي”. وأوضح رئيس الوزراء الدنماركي سابقا أن “تجربتنا في أفغانستان” هي التي ولدت لديه القناعة بضرورة تحويل الحلف إلى “منتدى” دولي. لكنه أوضح أن ذلك لا يهدف إلى جعل الحلف “منافسا للأمم المتحدة، فهذا ليس ممكناً ولا محبذاً”. وقال راسموسن إن الدول الأربع (الصين والهند وباكستان وروسيا)، لها مصالح في إشاعة الاستقرار بأفغانستان وإن بإمكانها بذل المزيد من الجهد لمساعدة البلاد. وأضاف “ما الضرر في أن تطور هذه الدول وغيرها، علاقات أوثق مع حلف الأطلسي؟ أعتقد أن هذا لن يسبب في الواقع إلا فائدة فيما يتعلق بالثقة والتعاون”. وتابع أنه يجب أن يصبح الحلف المنتدى العالمي للتشاور مع دول أخرى كثيرة فيما يتعلق بمجموعة من القضايا الأمنية العالمية من الإرهاب إلى الهجمات الالكترونية والانتشار النووي والقرصنة والتغير المناخي والتنافس على الموارد الطبيعية فضلا عن أفغانستان. وقال في مؤتمر صحفي في ميونيخ قبل محادثات عن مفهوم استراتيجي جديد للحلف من المقرر الموافقة عليه في نوفمبر المقبل، “يمكن أن يكون حلف الأطلسي المكان الذي يتم فيه تبادل الآراء والتعبير عن المخاوف والتوحد حول أفضل الممارسات المتعلقة بالأمن بين الشركاء العالميين للحلف. وفيه يمكن أن نتفق على كيفية التعامل مع التحديات العالمية سويا”. كما دعا راسموسن إلى تعزيز الشراكات القائمة بين الحلف والدول المتوسطية والآسيوية والشرق أوسطية.