الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ميد: مبادرة مصدر رائدة مشاريع الطاقة النظيفة في العالم

ميد: مبادرة مصدر رائدة مشاريع الطاقة النظيفة في العالم
15 فبراير 2008 23:37
أصبح كبار الخبراء في شؤون التغير المناخي ينظرون إلى مبادرة (مصدر) باعتبارها أول مشروع متكامل لتطوير تكنولوجيات إنتاج الطاقات البديلة والمتجددة في العالم أجمع· وفي هذا الصدد، قال تقرير نشرته مجلة ''ميد'' في عددها الأخير:''عندما عمدت شركة أبوظبي للطاقة المستقبلية ''مصدر'' لإطلاق مبادرتها المتعلقة بإنتاج الطاقات البديلة في منتصف شهر يناير الماضي، كان من الطبيعي أن تحظى بالترحيب والقبول الكبيرين على المستوى العالمي''· وأضاف التقرير: ''وكان من الطبيعي أيضاً أن يرحّب العالم بمشاريع رائدة أعلنت عنها ''مصدر'' من أهمها: بناء أضخم مصنع لتحضير الهيدروجين، وأضخم مخطط لتوليد الطاقة الشمسية، وأول برنامج في العالم لتخزين الكربون، وإنشاء أول مدينة في العالم تخلو تماماً من الانبعاثات الكربونية''· وتتكفل الآن فرق البحوث المتخصصة بالعمل على تنفيذ مخططات المشاريع ومواجهة العقبات التي تقف حائلاً دون تنفيذها· ويقول تقرير آخر بقلم رون هايسيلار من شركة (مصدر) نشر في العدد ذاته من المجلة إن أهم هذه المشاريع وأضخمها على الإطلاق هو الذي تقدر تكلفته الإجمالية بمبلغ 2,2 مليار دولار ويتعلق ببناء محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية بحرق الهيدروجين والذي تنفذه ''مصدر'' بمشاركة شركة (هيدروجين إنيرجي)، وهي ائتلاف من شركتي ''بي بي للطاقة البديلة'' من المملكة المتحدة، وشركة المناجم الإنجليزية-الأسترالية ''ريو تينتو''· ولن تكون هذه هي أضخم محطة يتم بناؤها في العالم حتى الآن لإنتاج الهيدروجين فحسب، بل إنها ستكون أيضاً أول محطة لتخزين الكربون أيضاً· وأشار هايسيلار في تقريره إلى أن كلاً من ''مصدر'' و''هيدروجين إنيرجي'' تواصلان التفاوض الآن مع شركة ''أدنوك'' لتأمين الغاز الطبيعي اللازم لاستخلاص الهيدروجين· وتقضي الخطة بنزع الهيدروجين من الغاز الطبيعي بطريقة كيميائية تؤدي إلى تشكل غاز أول أوكسيد الكربون· ويستخدم الهيدروجين الناتج تحت ضغط عالٍ في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية فيما يستخدم أول أوكسيد الكربون الناتج في نزع الأوكسجين من بخار الماء ليتحول إلى ثاني أوكسيد الكربون وهيدروجين إضافي· ويفصل ثاني أوكسيد الكربون الناتج ليتم ضخّه في آبار النفط لزيادة الضغط الغازي فوقها وتسريع عملية إنتاج النفط الخام منها، فيما يتم إحراق كل الهيدروجين الناتج في محطة توليد الكهرباء ليتحول إلى بخار الماء الصافي وحرارة يتم استغلالها في تسخين الماء وتوليد البخار الذي يدير عنفات توليد الطاقة الكهربائية· وطالما أنه لا يمكن للمشاريع الضخمة أن تنفذ من دون مواجهة بعض التحديات، فإن التقرير يشير إلى أن أبرزها على الإطلاق يكمن في صعوبة تأمين الغاز الطبيعي· وأضاف التقرير: أنه حتى لو تم التغلّب على هذه المشكلة في ظل الطلب المتزايد الذي يشهده الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية، فسوف تبقى هناك مشكلة الجدوى الاقتصادية للمشروع· وهذا يتطلب بالضرورة أن يتم إنتاج الطاقة الكهربائية بهذه الطريقة النظيفة بأسعار يمكنها أن تنافس الأسعار التقليدية· وينقل التقرير عن فيفيان كوكس رئيسة قسم الطاقات البديلة في شركة ''بي بي'' قولها إن القيّمين على المشروع لابد أن يضعوا ضمن أولوياتهم قضية بيع الطاقة الكهربائية والماء الصافي اللذين يتم توليدهما من المحطة من أجل تغطية بعض تكاليف بنائها وتطويرها· ونفى هايسيلار أن يتم اللجوء إلى زيادة سعر الطاقة الكهربائية الاستهلاكية بأكثر من سعر ما ينتج منها بالطرق التقليدية وقال: ''سوف نسعى الى الالتزام بالأسعار المعمول بها في بقية مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية والمياه في إمارة أبوظبي''· وتوقع التقرير أن تستعيد الشركات المساهمة الثلاث في تنفيذ هذه المبادرة وهي (مصدر) و(هيدروجين إنيرجي) و(بي بي) هامشاً مهماً من التكاليف من بيع غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يتم ضخّه في آبار النفط· وأشار التقرير إلى عدم وجود آلية راهنة لتحديد سعر غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي سينقل إلى آبار النفط؛ ومن المحتمل جداً أن تتركز المفاوضات حول التسعير على مسألة عوائد التكلفة· وتقول (مصدر) إن استخدام غاز ثاني أوكسيد الكربون للحقن في آبار النفط والذي يساعد على زيادة الضغط ضمن الحقول سوف يمكّن شركة (أدنوك) من إنتاج الغاز الطبيعي الذي سيستخدم في عملية استخراج الهيدروجين في المحطة أو بيعه للمستهلكين· ولعل الأهم من كل ذلك هو الذي يكمن فيما أشارت إليه (مصدر) من أن استخدام غاز ثاني أوكسيد الكربون في زيادة الضغط ضمن الآبار سوف يطيل فترة إنتاج النفط منها كما سيزيد كمية النفط المستخرجة بما بين 1,5 و3 مليارات برميل من كل بئر· وهذا سيؤدي في النهاية إلى تعويض جزء كبير من تكاليف المشروع· ويصل التقرير إلى خلاصة مهمة عندما يشير إلى أن (مصدر) عازمة على تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في أبوظبي بمقدار 30 مليون طن سنوياً بحلول عام ·2012 وهو رقم سوف يزداد بشكل متواصل مع تنفيذ كل مشروع جديد لضخ غاز ثاني أوكسيد الكربون في آبار النفط·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©