الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فن وحوارات ومشاعر .. متاهة فنية بألوان كونية

فن وحوارات ومشاعر .. متاهة فنية بألوان كونية
6 نوفمبر 2010 20:05
إحدى عشرة خيمة بيضاء مستطيلة تضيئها أضواء رومانسية خافتة، تتبادل الهمسات مع مويجات شاطئ فندق قصر الإمارات بأبوظبي لتُشكل متاهةً فنية فريدةً أبدعها المخرج الفنان فابريك بوستو. متاهة تجعلك تتيه في جنباتها وأجنحتها رغم توفرك على خريطة، فتدخل تلقائياً في حوار مع نفسك والعوالم الفنية الجديدة التي ولْجتَها بإرادتك من خلال ممرات بيضاء الأضواء والظلال، وفقاعات صابونية تتصاعد عن يمينك وعن يسارك مرحبةً، ومعلنةً عن غير المألوف فقط وعن مفاجآت غير متوقعة باسم “فن وحوارات ومشاعر”. فنون معاصرة حديثة تثور على الأنماط الفنية السابقة المؤطرة سلفاً، وتدعو كل زائر لمخيلته يستلهم بها ما شاء له من أفكار ومشاعر، ويجري ما رغب فيه من حوارات مع الذات ومع الفن، ويدخل في حوارات صامتة بليغة تستخدم الرموز والإيحاءات والبياض لغةً التواصل الرئيسة لديها. شعر وألعاب نارية شعر عربي، سينما في الهواء الطلق، رقص غرائبي، معرض لوحات، صقور، هرم صابون أبيض، عزف إماراتي وغناء تراثي، موسيقى بوتان التقليدية وغيرها. هي مواد شملتها أجنحة المتاهة الفنية التي صُممت تحت سقف فضاء واحد. لكن طل جناج منها يُشعر الوائر بأنه منفصل عن باقي عوالم المتاهة الأخرى وعن العالم الخارجي بشكل عام. عندما تلج الجناح 11، يأسرك الشعر المغنى لفنان إماراتي، فلا تملك إلا إطراق السمع والتأمل في آلة عزفه بسيطة المظهر عذبة الأنغام. وحين تدخل الجناح 10 تجد فضاءً ناطقاً بالأبيض والأسود فقط، يعرض فيه الفنان القبرصي كريستودو لوس بانايتو البدايات الأولى لاستخدام الألعاب النارية في مدينة نابولي الإيطالية في بداية القرن العشرين. أما الجناح 4 الذي اتخذ “بابل” عنواناً له، فيعرض مجموعة لوحات أخذتها عدسة المصور الفوتوغرافي النمساوي “إروين وورم” جعل من إشارات الأيدي لمواطني أبوظبي وأزيائهم التقليدية وبعض أثاثهم لغةً تواصلية تختزل تراث الإمارات في بضع لوحات. هرم صابوني من بين أروع الأجنحة وأكثرها إثارة للدهشة والانبهار “هرم الصابون” من إبداع الفنان الفرنسي ميشيل بلازي الذي استطاع بناء هرم صابوني بشكل بديع ومتراص باستخدام مادتين فقط هما الماء والصابون. يتراءى هذا الهرم لزواره كأنه تحفة فنية أو ديكور ناصع البياض. موسيقى بوتان أبى “فن أبوظبي 2010” إلا أن يكون كونياً، فأشرك في هذه الفعاليات الفنية فنانين من مختلف الأصقاع، ودعا عازفي مملكة بوتان المُتاخمة لجبال الهملايا والتي تعتبر من أكثر البلدان الآسيوية عزلةً ليشغلا الجناح 2. فأذهلا الزوار بمعازفهما التقليدية وأنغامهما الشعبية التي تعبر عن “أفراح شعب بوتان القومية”. تفاعل الجمهور مع معزوفات المغني والموسيقي البوتاني سومداك تاشي، وكانوا يكافؤونه ويعبرون عن إعجابهم بمقاطعه الفنية بين الفينة والأخرى بتصفيقات قطعت عزفه الشبيه بإيقاعات صوفية موغلة في التاريخ. وكان الجناح 5 من أكثر الأجنحة ارتياداً من قبل الزوار. فقد جذبتهم الفنانة المايسترو رافاييل ديلوناي وراقصة الباليه سابقاً برقصاتها البطيئة الشبيهة بزحف الثعابين. تمارس رافاييل رقصاً فريداً تتلوى فيه حول جسمها الملفوف بثوب أبيض وكأن جسمها خال من العظام والعضلات. بحركاتها الصامتة وحفيف زحفها الغرائبي وتناغمها مع الموسيقى وتحديقها في أعيُن الزوار، تجعل رافاييل من العيون نقطة قوة لحركاتها، وتؤثر على كل ناظر فتحذف من كينونته عامل الزمان، وتُحصره في مكانها في صورة فنية احتكارية قسرية لذيذة. شراب الواحة الجناح 8 أو الواحة كما حلا للمنظمين تسميته هو فضاء مختلف نسبياً عن باقي الأجنحة لكنه متكامل معها. إذ تجد فيه مشروبات ونوادل يتسابقون لعرض ما تحتويه صينياتهم من مشروبات، ويدعونك لاختيار طريقتك الخاصة للاحتفال بختام جولتك في أجنحة المتاهة الفنية، والتفرج في الوقت ذاته على أشرطة بصرية من إحدى الأرائك التي وُضعت خصيصاً لك وسط “الواحة” الرملية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©