الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تاريخ «الغربان» يكشف حبها للعب وقيمتها في التراث الشعبي العالمي

تاريخ «الغربان» يكشف حبها للعب وقيمتها في التراث الشعبي العالمي
6 نوفمبر 2010 20:17
ينظر بوريا ساكس عبر كتابه “الغراب: التاريخ الطبيعي والثقافي” إلى العلاقة بين البشر والغربان من جوانب عديدة، بما في ذلك العلاقة الشعرية والتصنيف العلمي والسلوك الحيواني، الأساطير والخرافات وحتى الفنون التصويرية. ويبين أن لهذه الطيور قيمتها في التراث الشعبي، فهي، وإن كانت طيوراً ماكرة، فإن لها جاذبيتها لدى الرجال والنساء على قدم المساواة، وعندما ينظر المرء إلى الطيور الأخرى في المدن مثل طيور الحمام أو العصافير، فإنها عادة تبدو وكأنها تقضي وقتها ببساطة في الاسترخاء والتقاط فتات الطعام. على عكس ذلك، يبدو دائماً أن هناك شيئاً مهماً يحدث مع الغربان وكأن المرء يتفرج على دراما محلية، فهي تطير بحيوية وتنادي بعضها بطرق غير متوقعة. وحول أصل الغراب، يقول المؤلف: إن الغربان تنتمي لسلالة كورفيدا التي تضم أيضاً غربان العقعق وطيور أبي زريق وغربان الجوز وطيوراً أخرى. وهذه الطيور تنتمي إلى فصيلة باسيريفورم المشهورة باسم الطيور المغردة، على الرغم أنه ليس لدى جميع أفرادها أصوات موسيقية ربما كانت أصول سلالة كورفيدا من استراليا، عندما كانت فيه تلك القارة معزولة نسبياً عن القارة الأوروآسيوية، وبعد أن انجرفت القارات مقتربة من بعضها منذ حوالي 20 إلى 30 مليون سنة مضت، كما عبّرت هذه الطيور إلى آسيا. وتبعت هذه الهجرة فترة من التغيرات السريعة في التطور، بينما كانت الطيور تنتشر في أوروبا وأميركا. واليوم نرى أفراداً من سلالة كورفيدا في جميع أنحاء العالم، إلا في أقصى جنوب أميركا الجنوبية ومناطق صغيرة نسبياً قرب القطبين. هنا يوضح الكاتب أن كلمة "غراب" يتم استخدامها في بعض الأحيان للإشارة إلى جميع أعضاء هذه السلالة من الطيور. وغالباً ما تستخدم بشكل أشد صراحة للطيور من نوع كورفوس والمعروفة أيضاً "بالغربان الحقيقية" والتي تشمل الغداف. الغربان المحتالة وغراب الزيتون. قوى غامضة يصف ساكس الغربان بأنها غالباً ما تكون سوداء بالكامل، على الرغم من أن بعض الأنواع لديها مساحات بيضاء أو بنية أو رمادية أو زرقاء أو بنفسجية أو حتى خضراء. وعادة ما يجعل هذا الريش الداكن الغربان تتمايز بشكل دراماتيكي وكذلك يجعل من الصعب تمييزها عن بعضها، فالأسود هو لون التراب والليل وربما لهذا كانت الغربان غالباً ما ترتبط بقوى غامضة. إنه اللون الذي يجعل المخلوقات تبدو أكثر جلالاً وجدية، ولهذا فقد كان اللون المفضل لثياب الكهنة وكذلك عدد أو المدارس حتى وقت قريب. ويشير إلى أن طريقة وقوفهم المحدبة وحبهم لالتهام الجيف ساعدا في جعل الغربان رمزاً للموت وبالرغم من ذلك فإن قلة من الطيور الأخرى تتمتع بحيوية الغربان وحبها للعب، فهي تقوم بالكثير مما يبدو أنه لعب بلا جدوى مثل حمل غصن صغير عالياً وإسقاطه ثم الانحدار نحو الأسفل والتقاطه ثانية، وقد تتدلى الغربان بالمقلوب بدون أي سبب واضح وعلى قدم واحدة أو تقوم بتنفيذ شقلبات خلفية أثناء الطيران، وتقوم الغربان في ألاسكا مراراً وتكراراً بكسر قطع من الثلج المتجمد على الأسطح المائلة وتستعملها كمزلجة لتنزلق عليها. أما أنواع الغراب، فهي: الغراب آكل الجيف، وهو الأكثر شيوعاً، والغراب ذو القلنسوة والغراب الأميركي، وغراب الغدَّاف أو الروك، إضافة إلى غراب الزيتون. والغراب آكل الجيف أسود اللون بشكل كامل، على الرغم من أن ريشه يعطي بريقاً بنفسجياً أو أخضر تحت أضواء معينة، والغراب ذو القلنسوة لديه مساحة واسعة من اللون الرمادي الباهت في مؤخرة رقبته ونهاية صدره. وفيما عدا، ذلك فإن هاتين الفصيلتين الفرعيتين متطابقتان تقريباً، وتتزاوجان فيما بينهما بحرية عندما تتشابك مجالاتهما وربما انفصلتا عندما انفصل تجمعان لهما في العصر الجليدي، وتغطي مساراتهما المشتركة أغلبية القارتين الأوروبية والآسيوية. ويعيش الغراب ذو القلنسوة عادة في أقصى الشمال وفي منطقة المتوسط وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، في حين أن الغراب آكل الجيف معروف في أوروبا الغربية وكوريا واليابان. طائر ذكي ينتقل المؤلف إلى تناول علاقة مهمة بين الغراب والإنسان، ألا وهي ارتفاع نسبة ذكائه عن غيره من الطيور بدرجة كبيرة تجعل تصرفاته وسلوكياته تشبه الأطفال الأذكياء، موضحاً أن أغلب الأدلة الدراماتيكية عن ذكاء الغربان تم اكتشافها في عام 2002 في مختبر أوكسفورد الخاص بالعالم أليكس كاسيلنيك، الذي قام بوضع غرابين من جزيرة كاليدونيا الجديدة (كورفوس مونيدولويديس) ويدعيان أبل وبيتي في مواجهة أحجية، اتضح فيما بعد أنها كانت بدائية جداً بالنسبة لمثل هذه الطيور الذكية. وقد تم تزويدهما بمقدار كبير من الطعام من خلال أنبوب وأعطيا سلكين أحدهما معقوف والآخر مستقيم لاستخراج الطعام من الأنبوب. وقد لاحظا مباشرة ما هي الأداة المناسبة. بدأ أبل العمل باستخدام السلك المعقوف، في حين قامت بيتي بثني السلك المستقيم بدقة وصنعت منه كلاباً وحصلت على وجبتها. وبعد تجربة هذا الأمر لأكثر من مرة لم يقم الغراب فقط بحل الأحجية بل في كل مرة كانت بيتي تبتكر طرقاً جديدة لثني السلك. وفي بعض الأحيان كانت تمسكه بقدميها وتثنيه باستخدام منقارها، وفي أحيان أخرى تثبت أحد الأطراف باستخدام شريط لاصق وقامت بثني الطرف الآخر. وقد تم مواجهة الشمبانزي والقردة بالمهمة نفسها ولكن لم يستطع أي منها التوصل لطريقة لإنجازها. أساطير وحكايات يعود المؤلف إلى أساطير وقصص الغربان، والتي يعود بعضها إلى ما قبل النصوص المقدسة لليهودية والمسيحية، ففي الملحمة البابلية المكتوبة بالخط المسماري عن الملك نارام سن، والتي عثر عليها في مكتبة الملك آشور بانيبال، ورد ذكر لرجال برؤوس كالغربان قدموا للغزو من جبال الشمال. وقد ظن الملك في البداية أنهم قد يكونون شياطين، ولكنه اكتشف أنهم ينزفون مثل البشر وربما يكون الغزاة محاربين يرتدون خوذاً مزوَّدة بقطع واقية على الأنف على شكل مناقير الغربان. في ملحمة جلجامش السومرية. البابلية، يقص علينا رجل منفرد اوت - نابيشتيم. وهو يسبق نوح الوارد في الإنجيل. كيف أنه وزوجته نجوا من الطوفان الذي دمر ما بقي من البشرية ببناء قارب. وأنه حين بدأت المياه أخيراً بالانحسار، وصل القارب إلى جبل نيصير. وقد كان من عادة البحارة في العصور القديمة إطلاق الطيور لمعرفة في أي اتجاه ستحلق، وذلك لتحديد مدى قرب الأرض. وبعد سبعة أيام أطلق زوت. نابيشتيم يمامة، ولكنها لم تجد مكاناً تهبط فيه وعادت إلى السفينة، ثم أرسل طائر سنونو، ولكنه سرعان ما طار عائداً كذلك. وأخيراً أرسل غراباً بدأ بالأكل والاهتمام بنفسه ولم يعد، وعندها عرف أوت - نابيشتيم أن محنته قاربت على نهايتها وقدّم أضحية امتنان للآلهة. أغنية الغراب يعرّج ساكس على تاريخ الغربان في حضارات المتوسط القديمة، المصرية، اليونانية، الرومانية، ومن ذلك أنه ووفقاً لحورأوبولو الكاهن المصري اليوناني والذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد، كان الغراب رمزاً مهماً في مصر، وإن لم يكن ذلك بالضرورة مرتبطاً بالدين. مثّلت الغربان الحب المخلص، لأنها وكما لاحظ أهل العالم القديم بدقة، طيور أحادية الزواج. وكتب حورأبولو أنه عندما كان المصريون يرغبون بإظهار الوحدة بين آريس، إله الحرب، وأفروديت، إلهة الحب، كانوا يرسمون غرابين، لأن الغراب دائماً ما يضع بيضتين يفقس منهما ذكر وأنثى يعيشان معاً طيلة حياتهما، ويشرح حور أبولو في كتاباته أنه أحياناً يفقس ذكران أو انثيان معاً، فهما محكومان بحياة العزوبية ولهذا السبب فإن مشهد الغراب الوحيد يعد نذير شؤم. ويشير إلى أن الطيور ارتبطت بشكل عام بالنبوءات في حضارات اليونان والرومان وربما كانت الغربان تلي النسور فقط في الأهمية. ففي كتاب هومر الأخير الإلياذة يصلي الملك بريام من أجل فأل حسن قبل الذهاب للتفاوض على فدية جثة ابنه هيكتور الذي قتل على يد أخيل. ومباشرة يظهر نسر أسود كبير وعرف الملك أن البعثة ستكون بلا جدوى. و هذا النسر الأسود كان غراباً على الأرجح. كما كانت كانت الغربان وخاصة الغربان ذوات القلنسوة تعرف بشكل خاص كرموز للزواج الميمون وفي حفلات الزفاف الأثينية كان الناس يغنون (أغنية الغراب) على أمل أن يكون الزوجان مخلصين لبعضهما ويُبارك اتحادهما بالأطفال: السادة الأعزاء، امنحوا ملء قبضة من الطحين للغراب ابن أبولو أو طبقاً من الطحين أو رغيفاً أو قرشاً أو ما تشاؤون.. الغراب والأدب وفقاً للأساطير والخرافات اليونانية، لم تكن الغرابيات على وفاق تام مع الآلهة؛ لأنها مشهورة بسرقة اللحم الذي يترك على المذابح. وبحسب إحدى خرافات ايسوب والتي يقصها بابريوس اليوناني، أن غراباً مريضاً طلب من أمه أن تصلي للآلهة من أجل شفائه ولكنها أجابته بأنه ليس من المحتمل أن يقوم أحد من الآلهة بمساعدة ابنها بما أنه قد سرق منهم جميع القرابين التي قدمت إليهم. كما وردت العديد من الإشارات إلى الغرابيات في الأدب اليوناني القديم، ولكن من المستحيل معرفة أي الفصائل هي المعنية بذلك تماماً. وغالب الأمر إن اليونانيين أنفسهم لم يحاولوا حتى استخدام التسميات بانتظام، على الأقل ليس قبل المحاولة الأولى لأرسطو لدراسة الحيوانات بشكل علمي، وغالباً ما تترجم كلمة كورون KORONE على أنها غراب، في حين أن كلمة KORAX تترجم على أنها غراب أسود. وهي نفس المعاني التي تحملها هاتان الكلمتان في اليونانية اليوم. يشير أرسطو في كتابه تاريخ الحيوانات.إلى الغراب على أنه رمادي جزئياً مما يوحي بأنه كان يفكر في الغراب ذي القلنسوة (كورفوس كورون كورنيكس). ولكن حينها، ماذا عن الغراب آكل الجيف والذي لم يبدُ أن أرسطو ذكره على الإطلاق؟ إن مجاله لا يشمل اليونان ولكن لابد أن المسافرين كانوا يعرفون هذا الطير. العصر الرومانسي أما عن أهم النوادر التي لعب الغراب دوراً رئيسي فيها، هو ارتباطه بالعبادة في أزمنة قديمة وانتشرت هذه العبادة عبر العالم وبقي منها الآن أجزاء من أساطير ومعتقدات شعبية. وقد يكون المركز الجغرافي لمثل هذه العبادة في شمال آسيا الوسطى، ومن هناك يبدو أنها انتشرت إلى الأقوام التي تعيش في أميركا الشمالية والشعوب القريبة في الشرق، وحتى قبائل السلت والنورمانديين في الغرب، وبشكل أقل قوة إلى عدد كبير من الأقوام الأخرى بدءاً من العبرانيين وانتهاءً بالصينيين. وقد لاحظ الكثيرون من علماء الإنسان تشابهاً بين معتقدات الشامان لدى سكان سيبريا وبين معتقدات سكان أميركا الأصليين في أقصى الشمال، حيث يُحتفى بالغراب على طول الدائرة القطبية الشمالية وما وراءها على أنه إله الخلق وهو أيضاًَ مخادع في بعض الأحيان، وبذلك يمثل القداسة والفجور في آن معاً. ومروراً بالعصور الوسطى وعصر النهضة في أوروبا، وصولاً إلى العصر الرومانسي، يحدثنا المؤلف عن الغربان، حيث ظهر الغراب كمحور أساسي في عديد من القصص الرومانسية في تلك الفترة التي يؤرخ لها المؤلف بدءاً من 6661 ميلادية. ويقول: لم يكن الناس في ذلك العصر، كما هو الحال في عصرنا الحالي، بحاجة إلى البحث في الماضي عن أساطير مشرقة، في الوقت الذي توجد فيه قصص خيالية مشرقة معاصرة. لكنَّ الشعراء الرومانسيين في ذلك الوقت كانوا يشعرون بالخشية والرعب والتهديد الذي يشكله العلم المتطور بالنسبة لهم، وقد أخطأوا بشعورهم بالخوف من أن تقوم العقلانية بإزالة قوة الخيال البشري. وقد يكون خير مثال على الرومانسية الحكايات الخرافية للأخوين جاكوب وويلهلم جريم، والتي نشر منها سبعة إصدارات بين عامي 1812 و1856، وتبوأت المرتبة الثانية بعد الإنجيل من حيث سعة الانتشار في ألمانيا وربما في العالم الغربي. جون المخلص من بين تلك القصص وأشدها تمثلاً بالعصر الرومانسي قصة (جون المخلص) وهي تبدأ بفتى شاب يخرج من عالم الطفولة الوافر الحماية، وهو عالم لم يكن موجوداً قبل بدايات العصر الحديث. حيث يوجه الملك المحتضر خادمه المخلص للاهتمام بولده. وأخبر الملك جون بأن يُري الأمير كل شيء في القلعة باستثناء غرفة واحدة تحتوي على لوحة (أميرة السقف الذهبي) وبالطبع فإن الملك الشاب أصر على دخول الغرفة ورأي اللوحة التي تُـمثل الأميرة ووقع في حبها. بعدها يقوم جون والملك باختطاف الأميرة في مغامرة تعود ربما للروايات الشفهية التي تحكي عن غارات الفايكنج، ومع ذلك فإن القصة مليئة بأحاديث وردية عن أن الاختطاف تم بدافع الحب، وكانت الأميرة سعيدة مع الشاب وجرى وضع خطط لحفل الزفاف. لكن المرحلة التالية من القصة غامضة بشكل خاص، حيث يكون جون المخلص جالساً عند مقدمة السفينة وهو يعزف الموسيقى عندما تقترب ثلاثة غربان منه. وتبدأ الطيور بالحديث إلى بعضها، وفقط جون. مثل الشامان. يستطيع فهم ما تقوله. وتنبأت الغربان أن الأميرة والملك الشاب في خطر، ولكن لا يزال من الممكن إنقاذهما، ولكن أياً كان من سيقوم بذلك فعليه ألا يفسر أفعاله للملك وإلا سيتحول إلى حجارة.... ومع باقي أحداث القصة يمضي بنا المؤلف في رحلته الفريدة من نوعها إلى عالم الغربان ليكشف للقارئ الكثير من الحقائق عن هذا الطائر الذي طالما ارتبط بأوهام البشر وخرافاتهم منذ أقدم العصور وحتى أيامنا هذه. حس الفكاهة تُصنف الغربان والفيلة بين الحيوانات القليلة التي غالباً ما يبدو أن لديها حسّاً بالفكاهة مما يتعارض مع ريشها الداكن. ومن الطبيعي أن تكون الغربان من أكثر الحيوانات تعقيداً وإثارة للاهتمام في هذه الحكايات النابضة بالحيوية. ففي القصص الملحمية للفايكنج والسلت والساكسون، تكمن الغربان والغربان السوداء تقريباً بشكل دائم في مكان ما في الخلفية وتُسمع نداءاتها المشؤومة في اللحظات المهمة. مصدر للعبر الأخلاقية أصبح الناس ينظرون إلى الغربان في أحيان كثيرة باعتبارها مصدراً للعبر الأخلاقية أو أهداف لدراسة جمالية. وفي مشهد مشهور من قصة بريدور، ابن افراوج Peredur Son Of Efrawg، من كتاب مابينوجيون أيضاً، يلتقي البطل بريدو بغراب يلتهم بطة في الثلج، وبدأ يحلم بمحبوبته، فقد ذكّره بياض الثلج بلون بشرتها في حين أن لون الغراب الأسود يشبه لون شعرها، وكانت قــطرتان من الدم تشــبهان احمرار خديها. وقد وردت هذه الصورة مرات عديدة وباختلافات كثيرة في الأدب الشعبي، مثلاً: في بارزيفا parzifal الشعر الفروسي للشاعر وولفرام فون اسكينباخ وفي الحكاية الخرافية “بياض الثلج الصغيرة “Little Snow White” للأخوين جريم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©