الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هذه المرة.. ما معنى «الفوز» في العراق؟

26 أغسطس 2014 23:22
روبن رايت خبيرة بـ «معهد السلام» الأميركي ومركز وودرو ويلسون لنكن صادقين: لقد تخطت الولايات المتحدة العتبة في العراق، فها نحن ذا عدنا لإنقاذ هذا البلد – من جديد – باستعمال القوة العسكرية الأميركية. لكن المهمة سرعان ما كبرت وتوسعت في غضون أقل من أسبوعين، فلم تعد الطائرات الأميركية تكتفي بالمساعدة على توفير طرق هرب للإيزيديين أو حماية الموظفين الأميركيين في أربيل في كردستان العراق، حيث صارت الولايات المتحدة اليوم تقاتل أخطر تنظيم متطرف في العالم بشكل مباشر عبر قصف مواقعه في محيط سد الموصل وأماكن أخرى، وربما تكون تلك البداية فقط. وهذا ما ألمح إليه الرئيس باراك أوباما يوم الاثنين الماضي، حين قال للصحفيين إن «داعش» «تنظيم متوحش يبدو مستعداً لذبح الناس بلا سبب وفقط لأنهم يرفضون اتباعه»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لديها مصلحة أمن قومي في التحقق من «أن يتم احتواء تنظيم من هذا القبيل لأنه في النهاية يمكن أن يطرح تهديداً بالنسبة لنا». غير أن الولايات المتحدة تقوم بأكثر من احتواء «داعش»، حيث قامت واشنطن بإرسال طائرات حربية من أجل حمل «داعش» على التراجع بالقوة. ولهذا، ينبغي الكف عن التظاهر بأن أميركا لا تقوم بأي شيء في العراق. غير أنه ينبغي أيضا إنهاء الوهم بشأن ما يتطلبه تحقيق ذلك الهدف. وفي هذا الصدد، فإن «العملية التي لا اسم لها» لا ينبغي أن تكون عملية من دون مهمة واضحة ومحددة بشكل جيد – أو من دون استراتيجية خروج «رابحة». وبالنظر إلى الكلفة البشرية وصداع الرأس السياسي الذي تسبب فيه التدخل الأخير في العراق، ناهيك عن الفوضى التي تم تركها هناك، يتعين على واشنطن أن تكون صادقة من البداية في الإجابة على أسئلة أساسية. فشخصياً، أمضيتُ سنوات طويلة على الميدان وفي دراسة الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق، ولكنني مازالت لا أستطيع تمييز ماهية نوايا واشنطن. فما الذي يعنيه «الفوز» هذه المرة؟ إنه شيء غامض ومبهم وفضفاض في الوقت الراهن، لأننا ما زلنا في مرحلة الانتشاء بنجاحنا في المساعدة على تجنب إبادة جماعية. ولكن ما هي الخطوة التالية بالضبط – وما بعدها؟ الواقع أنه من المستبعد أن يتوقف أي دور أميركي عند سد الموصل، حيث تم استئناف القتال، حسبما أفادت بعض التقارير، بعد يوم على إعلان أوباما أن القوات العراقية تمكنت من استعادته بدعم من القوة الجوية الأميركية. فكم من الوقت يمكن أن تستغرق هذه المهمة، في حال لم تنهر «داعش» بالسرعة التي انهار بها الجيش العراقي؟ إنني لن أراهن على أسابيع، ولا على أشهر، لأن الأمر يتعلق بمرحلة جديدة في مواجهة التطرف. ثم لعل السؤال الأهم من كل ذلك هو: ما هي العواقب غير المقصودة التي يمكن أن تنتج عن ذلك؟ ثمة أمران لافتان هنا: الخطر الأول والبديهي هو أن «داعش» ستسعى لاستهداف الأميركيين داخل الولايات المتحدة وخارجها. فيوم الاثنين، قالت «داعش» مفتخرة على موقعها على الإنترنت: «إن أميركا ستختفي من الخريطة قريبا على أيدي فرسان الخليفة»، في إشارة إلى خلافتها الوهمية. كما جاء في مقطع فيديو باللغة الانجليزية تحذير يقول: «إننا سنغرقكم جميعا في الدماء» ردا على الضربات الجوية الأميركية. وفي أول عمل إرهابي لها ضد أميركي، أقدمت «داعش» يوم الثلاثاء على قطع رأس المصور الصحفي جيمس فولي، الذي كان معتقلا لديها طيلة 21 شهرا. وفي رد فعله، قال الرئيس أوباما يوم الأربعاء: «عندما يقوم أشخاص بإيذاء أميركيين، في أي مكان، فإننا نقوم بما هو ضروري من أجل تحقيق العدالة»، متعهداً بمحاربة «داعش». أما النتيجة الثانية غير المقصودة، فهي أنه بعد ثلاث سنوات من تحاشيها التدخل، قد تكون الولايات المتحدة تخطت بالفعل العتبة في سوريا، لأن «داعش» ستصبح تهديدا بالنسبة للأقليات والأغلبيات على حد سواء عبر المنطقة، إضافة إلى المصالح الأميركية، في حال حافظ التنظيم على سيطرته على أي أراض. فحاليا، يبسط التنظيم سيطرته على ثلث سوريا، حيث يسيطر على الشرق الغني بالنفط ويزحف حاليا في اتجاه كل من حلب في الشمال ودمشق في الجنوب. وقد قام «داعش» بقتل أو تهديد قبائل وأقليات في سوريا أيضاً. وحتى إذا تمكنت القوة العسكرية الأميركية من حمله على التراجع إلى سوريا، فإن قوات «داعش» تظل تهديداً إقليمياً كبيراً. بيد أنه وبالنظر إلى حالة الاستقطاب السياسي الحاد في واشنطن، خاصة في موسم انتخابي، فإن أي نقاش سياسي من أجل إيجاد أجوبة على هذه الأسئلة من المحتمل أن يفشل للأسف بسبب سياسات كل حزب، بدلا من أن يصاغ على نحو يصب في مصلحة الجميع على المدى الطويل. ونتيجة لذلك، فإن كل ما نحصل عليه من السياسيين بشأن تهديد حقيقي للأمن القومي الأميركي هو تصريحات إعلامية، بدلاً من حلول واقعية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم سي تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©