الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا.. وخطر عودة «الجهاديين»

26 أغسطس 2014 23:22
روبرت هيوتون وجيليان وارد لندن انظر جنوباً عندما تصل إلى محطة «بوبلار» على خط مترو «دوكلاند لايت» المعروف اختصاراً بـ«دي. إل. آر» في لندن، ولن يفوتك مشهد ناطحات السحاب، التي تستضيف مصارف مثل «بنك أوف أميركا» و«كريديه سويس» و«إتش إس بي سي». لكنك إذا اتجهت شمالاً.. ستصادف عالماً آخر تماماً! فقد تصدر مشروع إسكان «ويل كروكس» في شرق لندن عناوين جميع الصحف البريطانية في بداية الشهر الجاري، عندما رُفع علم أسود مصحوب بكتابة عربية، تشبه راية تنظيم «الدولة الإسلامية» الجهادي المسلح، على جميع بواباتها. وأثار إعدام الصحفي الأميركي «جيمس فولي» على يد شخص يتحدث بلكنة بريطانية عملية بحث وجدل واسعة النطاق في المملكة المتحدة عن أسباب وكيفية تحول الدولة إلى مُصدّر إرهابيين إلى الشرق الأوسط. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» بمضاعفة جهوده الرامية إلى وقف سفر البريطانيين المتطرفين إلى العراق وسوريا بغية المشاركة في أعمال التطرف والعنف. وأوضح «رافييلو بانتوتشي»، وهو خبير في مكافحة الإرهاب لدى «معهد رويال يونايتد»، للأبحاث الأمنية والدفاعية في لندن، «أن المشكلة الجوهرية تكمن في أنه طالما بقي الصراع سيظل هناك مكان يذهب الناس إليه، ومن ثم سيستمر إمداد المقاتلين». وفي إحصاء عام 2011، كان حي «تاور هاملتس» الذي يقطنه 250 ألف نسمة في منطقة «بوبلار» هو المكان الوحيد في بريطانيا الذي يعيش فيه عدد أكبر الناس يعرفون أنفسهم بأنهم مسلمون، مقارنة بالمسيحيين. ويعتبر مشروع «ويل كروكس» العقاري، الذي تتكون مجمعاته السكنية من خمسة طوابق، منطقة نموذجية لكثير من البريطانيين ذوي الأصول البنجلاديشية. وتجد لافتة لمركز ألعاب مخصص للأطفال مكتوبة بالإنجليزية وتحتها البنغالية. ولا توضح إحصاءات السكن في «بوبلار» الصورة كاملة، إذ تدرج بيانات من منطقة «ليمهاوس» المجاورة الأكثر ثراء، التي تشمل حي «كناري وارف» و«سيتي أوف لندن». وعلى رغم ذلك، فإن 44 في المئة من هؤلاء الذين يعيشون في المنطقة لم يولدوا في بريطانيا، و20 في المئة من الأسر لا يتحدثون الإنجليزية كلغة أولى، و57 في المئة من السكان من غير البيض، وتصل معدلات طلبات إعانة البطالة إلى ضعف المعدل الوطني. وفي جانب الطريق الذي يقسم «ليمهاوس» و«بوبلار»، على بعد 500 ياردة تجاه الجنوب، تستضيف منطقة «كناري وارف» التجارية أغلى العلامات التجارية، مثل «مونت بلانك» و«ميلا»، وبالطبع عملاؤها من موظفي البنوك أصحاب الرواتب المرتفعة. وعندما قطع كاميرون عطلته الأسبوع الماضي كي يعود إلى لندن ويناقش مقتل «فولي»، حض الوزراء على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل منع تحول بريطانيا إلى مصدر للعنف الجهادي. ويُعتقد أن ما يتراوح بين400 و500 بريطاني يقاتلون الآن في سوريا والعراق، حسبما أفاد مسؤول حكومي. وأفاد «ألكساندر هيتشينز»، رئيس قسم الأبحاث لدى «المركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي» في «لندن كولدجز» بـ«جامعة لندن»، بأن مزيجاً من الأمور تجذب الشباب إلى مناطق الصراع في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن عنصر وسائل التواصل الاجتماعي ساعد في إغراء الشباب كي ينضموا إلى القتال، إضافة إلى التفاعل المباشر بين الشباب الذين يذهبون سوياً. ومن بين مخاوف الحكومة عودة ما يقدر بنحو 250 بريطانيا من الشرق الأوسط بعد أن حصلوا على تدريبات وخبرات قتالية، حسب المسؤول. وأكدت الحكومة أن هؤلاء العائدين تحقق معهم الشرطة وجهاز الاستخبارات «إم آي 5» ووكالة الاستخبارات المحلية، مشيرة إلى أنه قد تمت مصادرة نحو 23 جواز سفر من أجل منع الأفراد من السفر، وألقي القبض على 69 شخصاً بسبب حوادث ذات صلة بالإرهاب في العراق وسوريا. وكشفت صحيفة «صنداي تايمز» نقلاً عن مصادر حكومية، أن «وكالات الاستخبارات البريطانية حددت هوية قاتل فولي، لكنها لم تكشف عن تفاصيل هوية الجاني». واعتبر وزير الخارجية البريطاني أن مقتل «فولي» على يد بريطاني هو خيانة لكل شيء يمثله جميع الشعب البريطاني، مضيفاً: «من المرعب أن نفكر في أن مرتكب هذا الفعل الشنيع يمكن أن يكون قد تربى في بريطانيا». وكشفت وزيرة الداخلية البريطانية «تريزا ماي» أن المملكة المتحدة تخطط لتغيير القانون، كي يمكن تجريد البريطانيين المجنسين الذين يقاتلون في الخارج من جنسيتهم وطردهم، مؤكدة أن بريطانيا ستسعى بجد في هذا الأمر على مدى سنوات وربما عقود. وتحاول الحكومة البريطانية اتخاذ سلسلة من التدابير تهدف إلى وقف نشر التطرف، بما في ذلك دعم حملات محلية بغرض دحض الدعاية المتطرفة وتمويل وحدة الشرطة المتخصصة من أجل التعامل مع محتوى الإنترنت الذي يروج للإرهاب. وأشار «هيتشنز» إلى أن هذه التدابير تشمل أيضاً النظر في استخدام أساليب للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي مثلما يفعل المجندون، ولكن من أجل ردع المتطرفين المحتملين. ونوّهت إيرين ماري سالتمان، كبيرة الباحثين لدى مؤسسة «كويليام» لأبحاث مكافحة التطرف، إن المشكلة التي تواجه الحكومة هي كيفية مواجهة انتشار التطرف من دون إثارة استياء مجتمع المسلمين الكبير. وأضافت: «منذ عام 2011، بدأت الحكومة البريطانية تناقش وضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب موضع التنفيذ، ولكن لم نرَ حقيقة أي تطبيق لتدابير واضحة». وتابعت: «كثير من الناس يشعرون بأن هذه الاستراتيجية تستهدف المسلمين خصوصاً، لذا هناك شعور بالنفور لأنها تستهدف أقلية». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©