الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تأبين صلاح حزيّن الناقد الملتزم بمناسبة مرور 5 أعوام على رحيله

تأبين صلاح حزيّن الناقد الملتزم بمناسبة مرور 5 أعوام على رحيله
26 أغسطس 2014 23:24
أقيم في المركز الثقافي العربي في عمان، حفل تأبين للكاتب والصحفي الراحل صلاح حزين، بمناسبة مرور خمس سنوات على وفاته، شارك فيه عدد من الكتّاب والمثقفين الأردنيين، وهم الباحث مجدي ممدوح، والباحث زهير توفيق، د. إبراهيم خليل، الكاتب حازم مبيضين، قصي حزيّن نجل المرحوم، وأدار الحفل القاص محمود الريماوي، وقدم الموسيقي نصر الزعبي معزوفة موسيقية. الريماوي قال في تقديمه إن حزيّن كان مثقفا موسوعيا وشاملا، ولم يكن يفصل ما بين السياسي والثقافة والإبداع والتغير الاجتماعي، وكان ابن حياة ويجمع ما بين الجدية، وما بين روح السخرية. عرفت الساحة الثقافية العربية حزيّن منذ السبعينات، بوصفه واحدا من كتّاب مجلة العربي الكويتية، قبل أن يعود ليستقر في عمّان، وعرف بكتاباته النقدية والفكرية والفنية، ومتابعاته للأدب العبري وترجماته لعدد من الروايات العالمية، إضافة إلى إسهاماته في صياغة كثير من المشاريع الثقافية العربية. تحدث المشاركون عن ترجمة حزين من روايتين عالميتين شهيرتين إلى العربية، هما رواية جوزيف كونراد «قلب الظلام»، ورواية هوراس مكوي «إنهم يقتلون الجياد أليس كذلك؟»، وتناول البعض كتابه «إضاءات على الأدب الإسرائيلي الحديث»، الذي اعتنى بنشره وليد أبو بكر، وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت بعد وفاة مؤلفه. حول هذا الكتاب الأخير تحدث د. إبراهيم خليل عن كتاب حزيّن «إضاءات على الأدَب الإسرائيليّ الحديث»، الذي يجيبُ فيه عن السؤال: ما المُصْطلح المناسب لوصف هذا الأدب؟ وهل هو صهيوني أم يهودي أم عبري أم ماذا؟ فهذا الأدب ينطوي على أعْمالٍ لم تكتب بالعبرية، ومن هنا لا مندوحة لنا من استبعاد مُصطلح الأدب العبريّ، ولأنَّ بعض هذا الأدب يمثلُ وجهة النظر الإسرائيليّة، وبعضُ كتابهِ علمانيّون، أو لا يعدُّون يهودًا، لأنهم ولدوا من أمّهاتٍ غير يهوديّات، فلذلك لا بدّ من إقصاء مصطلح الأدب اليهودي. وبعض هذا الأدب لا يخلو من انشقاقٍ عن مضامين الفكر الصهيونيّ، ويمثل خروجًا على هذا الفكر، وانتقاداً للمُمارسة الصهيونية، وتبعًا لذلك لا بد من تجاوز مصطلح الأدب الصهْيونيّ، وتخطيه لآخر، هو مُصطلح الأدَب الإسرائيلي، الذي ابتدأ ظهورُهُ في زمن مُبكّر جدًا، أيْ مُنْذ ظهور حاييم نحْمان بياليك، الذي توفي العام 1917. الكاتب حازم مبيضين تحدث بحميمية عن حزيّن الإنسان، وعلاقته مع الأصدقاء قائلا: ظل حزين وفياً لأصدقائه يتفقدهم ويستقبل غير الأردنيين منهم كلما زار أحدهم عمان وكان بيته عامرا على الدوام بخيرة المثقفين التقدميين العرب، يشهد سجالات لو قيض لها التوثيق لكانت كنزاً لكل المعنيين بالفكر والثقافة، والسياسة أيضا، وكان يسعى لمساعدة أصدقائه من المبدعين المصريين الذين غادروا معه الكويت بعد غزوها ويفتش عن منافذ لذلك هنا وهناك. تناول الباحث مجدي ممدوح كتاب صلاح حزين المعنون «غسان قلبي»، وهو الكتاب الذي كتبه حزيّن عن ابنه غسان الذي دخل في غيبوبة عميقة منذ ثمانية أعوام وما يزال، وقد بث فيه حزين رؤيته للحياة والموت، ورؤيته لكل المعاني الوجودية كالحب والكرامة والحرية، وقد بث الراحل حزين في هذا الكتاب رؤيته حول الاعتباط الذي يحكم العالم، وعدم قدرة الإنسان على تقسير هذا الاعتباط وفهم قوانين هذا الوجود، وتتبدى هذه الاعتباطية في أعلى تجلياتها في الموت، الذي تكتنفه الأسرار الكبرى، فهو يتكلم عن فضاء الموت من خلال المستشفى. الباحث زهير توفيق تحدث عن حزين الذي كان متعدد الاهتمامات الفكرية والأدبية والصحفية، وعن تركيزه فترة طويلة على اللقاءات والمناظرات الشفهية، ما يمكن معه أن أطلق علية لقب «الفيلسوف» بالمعنى الذي أطلقه عصر التنوير على كتاب فرنسا الموسوعيين أو المفكر الشفهي، منوها إلى كتاب حزين «إضاءات على الأدب الإسرائيلي الحديث» حيث تبين مقدار علمه، وعمق تحليلاته للأدب الإسرائيلي، بعيدا عن الأحكام القبلية والنمطية والايدولوجيا التي قتلت المعرفة والبحث العلمي في الشؤون الإسرائيلية، الفكرية والسياسية، فقد استشرف دور الأدب الإسرائيلي المناهض للرواية الرسمية في كشف النقاب عن مسئولية إسرائيل والصهيونية في مأساة اللاجئين قبل المؤرخين الجدد، كما قدم نقدا ثقافيا ومعرفيا شاملا للشعر والرواية في إسرائيل، ووضع ذلك الأدب في حجمه الحقيقي ناطقا ومناهضا للسردية الرسمية. وألقى قصي حزيّن نجل المرحوم، كلمة عاطفية استذكر فيها والده، مبينا أنه تعلم منه الكثير الكثير، وأنه يسير على نهجه في الحياة، بعد ذلك قدم الموسيقي نصر الزعبي معزوفة موسيقية. يذكر أن حزيّن (1946 - 2009) عمل في الكويت، قبل أن يعود ليستقر في عمّان، حيث تعاون مع ملحق «الرأي الثقافي» مطلع الألفية، وعمل رئيساً لقسم الترجمة في صحيفة «الغد»، ثم رئيساً لقسم «الاقتصاد» في الصحيفة نفسها. في هذه الأثناء، كان حزيّن قد انتظم في الكتابة لصحيفة «الحياة» اللندنية، وانتهى المطاف بالراحل كاتبا في صحيفة «السجل»، وعُرف بالتزامه بأرقى المعايير المهنية، وانضباطيته العالية، ورؤاه واسعة الأفق المنفتحة على المستقبل والمؤمنة بالتغيير. (الاتحاد ـ عمّان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©