الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أزاهير الخراب» إلى العربية بعد ثماني سنوات على ترجمتها

«أزاهير الخراب» إلى العربية بعد ثماني سنوات على ترجمتها
9 ديسمبر 2017 22:30
ثناء عطوي (بيروت) قبل أشهرٍ قليلة من رحيلهِ في شهر فبراير 2009 على أثر معاناته من مرضٍ عُضال، أودعَ بسام حجّار، الشاعر والكاتب والمترجم، صديقه فادي طفيلي مخطوطًا لكتابٍ كان قد أنجز ترجمته حينها. كان المخطوط عبارة عن رُزمةٍ من أوراقِ دفترٍ كبيرٍ سوّدها بخطّ يده لكتاب «أزاهير الخراب»، للروائي الفرنسي باتريك موديانو، قبل أن يكتشفه قرّاء العربية، وقبل أن يفوز بجائزة نوبل للآداب سنة 2014. «أزاهير الخراب» أزهر بالعربية أخيراً عن دار «هاشيت أنطوان»، التي قدّمت تحية خاصّة إلى بسام حجار بالمناسبة، واستدعت إليها أصدقاءه المقرّبين في إطار معرض بيروت الدولي للكتاب. قدّمت الندوة الإعلامية رنا نجار، التي خاضت في سيرة بسّام حجّار في أكثر من مجال أدبي وإبداعي. فهو المترجم المُرهف واللبق. وهو الشاعر الذي يُعتبر من علامات جيله عربيّاً. وهو الصحافي والناقد الذي واكب الحركة الثقافيّة والفكريّة والأدبيّة عربيّاً وأوروبيّاً وعالميّاً. الروائي حسن داوود ألقى كلمة تحدّث فيها عن طبائع الراحل، مشيراً إلى «المكتبة التي كان يقضي فيها أكثر وقته، مَجلسُنا، حين نزوره، يكون هناك. نحن على الكراسي وهو وراء الطاولة الحاضرة أبدا لاستئنافه العمل. أقلامٌ كثيرة، أكثرها أقلام رصاص، مبريّة دائماً، إذ كانت المبراة قريبة من يده وكثيراً ما تُستعمل، والممحاة أيضاً. هو يستمرئ ذلك الانشغال المتواصل باستخدام تلك الأدوات الصغيرة. يمحو ثم يبري ثم يكتب ثم يعود فيمحو. ربما كان هذا التشاغل مناسبا لوتيرته في التفكير والكتابة، وذلك على طريقة ما قاله جان جينيه عن زمن الكتابة الجميل، ذاك الذي كان على الكاتب فيه أن يغطّ ريشته بالحبر، كلما كتب جملة أو جملتين. وكان قلم الرصاص، مع ملحقاته، مناسباً لاستغراقه في الترجمة، حيث المحو هنا يمثّل إعادات نظر متكرّرة بما تكتب اليد السريعة. ولطالما سألنا كيف يمكن له أن يجمع بين السرعة في الترجمة وهذه الصياغة، الدقيقة والجميلة معاً». وتحدث الشاعر والروائي عباس بيضون فأكّد أن بسام حجار شاعر أوّلاً وثانياً، «لا يهمّ التراتب هنا، فبسّام لم يختر عن عبث الشعر، ولم يتوقّف عنده، هو الّذي كان يقرأ الروايات أكثر بكثير ممّا يقرأ الشعر، لم يخطر له أن يكتب رواية. لم يخطر له أن يكتب نصّاً سرديّاً هو الّذي ترجم عشرات القصص، بما في ذلك القصص القصيرة. إنّه شاعر من دون أن يتعلّم الشعر من شاعر أو من عمل شعريّ، ومن دون أن يعاني مشقّة الشعر، أو أن يعنى بتجويده وتنغيمه وصقله. مع ذلك كان هذا الشعر شعراً بكلّ معنى الكلمة، بل كان في أحيان مليئاً بالكشوف والالتماعات. ولكن، أبعد من ذلك، كان هذا الشعر الذي لا يعتمد كثيراً على الشعر أكثر شعريّة من الشعر نفسه، إذ لا يستمدّ من النصوص بقدر ما يستمدّ من الشاعر المولود معه، من الشاعر الّذي لم يجتذبه من النصوص وحدها، بقدر ما يجده في الصومعة الّتي يقطن فيها أو في الحجرات الّتي ينعزل داخلها. في الأشياء الّتي تحيط به، الأشياء الّتي تتخّذ حضوراً فيتيشيّاً، كما تمتلك كياناً منزليّاً». بسام حجّار ولد في 13 أغسطس 1955 ودرس الفلسفة في الجامعة اللبنانيّة، ثمّ تخرّج من جامعة السوربون في باريس حاملاً دبلوماً في الدراسات المعمّقة في الفلسفة. بدأ العمل في الصحافة منذ 1978 فعمل في صحف «النداء» و«النهار» و«السفير». انتقل إلى جريدة «المستقبل» محرّراً في ملحق «نوافذ» الثقافيّ وبقي فيه حتّى وفاته بعد معاناة مع مرض السرطان. في مجال الترجمة، عرّب أكثر من 60 عملاً في الفلسفة والعلوم الاجتماعية والرواية، منها مؤلّفات لمارتن هايدغر، ومارغريت يورسونار، وجاك دريدا، إضافة إلى ياسوناري كاواباتا وإيتالو كالفينو وأومبيرتو إيكو... وحتّى الطاهر بن جلون. وكان في الفترة الأخيرة منكبّاً على إنهاء ترجمة الجزء الثالث والأخير من كتاب «حول الديموقراطية في أميركا» لألكسي دو توكفيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©