الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسجد الأقصى.. نص بصري يجسد التنوع الجمالي

المسجد الأقصى.. نص بصري يجسد التنوع الجمالي
8 أغسطس 2013 13:14
المسجد الأقصى درة القدس، بل وفلسطين كلها. وإذ تدخل إلى رحابه من خلال الصور تغرف من مشاهد التنوع الجمالي ما شاءت لك كفاءة القراءة وعمق البصيرة، فالمسجد الأقصى نص بصري مشغول بعناية، وقد بذل فيه المصممون والبناؤون والفنانون المتخصصون في الزخرفة والخط والترقين والرقش وغيرها من وسائل التزيين المعمارية جهداً مميزاً، بحيث اعتبر نموذجاً ناصعاً، يمثل الجماليات المعمارية في العصر الأموي على أحسن وجه. وتتوافر عمارة المسجد الأقصى على مرموزات مختلفة تحيل إلى الجانب الروحي الثر من جهة، وتقترن بالجمال المادي في الشكل والهيئة من جهة ثانية. في الصور تحضر إليك هذه الثيمات وغيرها.. تتفرس فيها ملياً في محاولة لقراءة ما ينهض في الأعمدة والأقواس والتيجان والجدران والأبواب والقباب والأسقف والسبل والأروقة والحنايا من جمال.. تتكشف للبصر تلك الانتظامات والاتساقات الكلية في البناء.. الزخارف ووحداتها الصغيرة التي تحمل في الفنون الإسلامية معاني روحية عميقة. تبلغ مساحة المسجد الأقصى نحو سدس مدينة القدس، وقد بنيت في فسحته المتسعة مجموعة من المساجد تلاشى بعضها بفعل عوامل عديدة، ويضم معالم دينية وثقافية عدة يصل عددها إلى نحو 200 معلم، تضم جدران سوره الحجري 14 باباً وله 4 مآذن. أما زخارف المسجد الأقصى وكذلك مسجدا قبة الصخرة والقبلي، فتجسد فكرة الوحدانية الإلهية، وتتصل من خلال ثيمة التكرار بمفهوم الجمال المطلق. هنا تتجلى قدرة الفنان المسلم على الإبداع والابتكار والخلق، حيث الزخارف النباتية في توالدها وانتظامها التكراري تجسد فكرة الوحدانية الإلهية.. وفي الطرق المتبعة في رصفها أو حفرها على هيئة متواليات أو بنائها على أسس هندسية ما يعكس حقيقة الخلق الإنساني. وفي المسجد الأقصى مساجد عدة أشهرها مسجد قبّة الصخرة الذي يعتبر أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامي، وأقدم بناء إسلامي بقي محافظاً على شكله وزخرفته في الأغلب. بنى هذه القبّة الخليفة عبدالملك بن مروان، حيث بدأ في بنائها عام 66 هـ الموافق 685، وانتهى منها عام 72 هـ الموافق 691، وأشرف على بنائها التابعي رجاء بن حيوة الكندي، وهو من التابعين المعروفين، ويزيد بن سلام مولى عبدالملك بن مروان. وقبّة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفي داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها "الصخرة المشرفة" التي صعد منها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، وترتفع هذه الصخرة نحو 1?5 متر عن أرضية البناء. وهناك الجامع القبلي، وهو المصلّى الرئيس الذي تقام فيه الصلوات، ويقع جنوب المسجد الأقصى في جهة القِبلة، وفيه المحراب والمنبر. بناه عبد الملك بن مروان وأتمه ابنه الوليد بين عامي (86 هـ ـ 96 هـ/ 705 ـ 714م). والمصلى المرواني الذي يقع في أسفل الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، ويتكوّن من 16 رواقاً، وتبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 4000 متر مربع، وهي أكبر مساحة مُغطاة للصلاة في المسجد الأقصى، ومصلى الأقصى القديم الذي يقع تحت الجامع القبلي، وهو عبارة عن ممر يتكون من رواقين باتجاه الجنوب بناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكياً إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية التي تقع خارج حدود الأقصى من الجهة الجنوبية. ومن العناصر المعمارية المميزة فيه وجود قبّتين أمويتين مسطحتين تقومان فوق مدخله الجنوبي، وعندهما توجد أعمدة حجرية ضخمة تشكل الأساس الذي تقوم عليه منطقة قبة الجامع القبلي. كما يحتضن المسجد الأقصى مسجد البراق ومسجد المغاربة وجامع النساء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©