الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جذل الهنداوي: المنسف سيد المائدة في الأردن خلال رمضان والعيد

جذل الهنداوي: المنسف سيد المائدة في الأردن خلال رمضان والعيد
7 أغسطس 2013 23:43
تعددت الألوان والأعراق والألسنة بتعدد البلاد والشعوب، فاختلفت العادات والتقاليد عبر دول العالم الإسلامي التي يعيش فيها أكثر من مليار نسمة في شتى قارات العالم، ولا يجمعهم إلا الإسلام تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله». وفي رمضان من كل عام، يتحول المسلمون في شتى ربوع الأرض إلى كتلة واحدة عملاقة، تهيمن عليها روحانيات الشهر الفضيل، فيؤدي الجميع العبادات نفسها من صيام وصلاة وإقبال استثنائي على فعل الخير ونزعة أقوى للتسامح والتواصل مع الآخرين. لكن رمضان بسماحته، يعطي أحبابه في مشارق الأرض ومغاربها فرصة عظيمة ليضع كل مجتمع بصمته ولمساته المستمدة من عاداته وتاريخه على طقوس استقبال ومعايشة الشهر الفضيل. وتنشر «دنيا الاتحاد» على مدى الشهر سلسلة حوارات مع العديد من زوجات سفراء الدول العربية والإسلامية في الإمارات، لإلقاء الضوء على عادات وتقاليد شعوبهن خلال رمضان. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - تتحول عمان عاصمة الأردن إلى هالات من نور في رمضان والعيد، فالفوانيس والمصابيح بألوانها الزاهية الجميلة، في كل مكان وبمختلف الأشكال، وأينما ذهبت ستجد هلالاً منيراً معلقاً في كل مكان، تتوسطه نجمة لامعة تخطف البصر. وتقول جذل علي الهنداوي، حرم سفير المملكة الأردنية في الإمارات، إن رمضان والعيد لهما مذاق خاص للغاية في بلدها، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين والأسواق بالزبائن، ولا تخلو الشوارع على مدار الساعة من المارة، وتفتح موائد الرحمن أبوابها للمحتاجين والفقراء وعابري السبيل، كل ذلك وسط أجواء روحانية مفعمة بالمحبة والكرم والتآخي . وفي الأرياف ما زال رمضان يحافظ على طقوسه الخاصة التي تميزه عن المدينة. وتشير حرم السفير إلى أن المنسف يتسيد المائدة الرمضانية في أول يوم رمضاني في العادة، تفاؤلاً بالخير، ورمزاً للصفاء والنقاء، ويعود كثيرون إلى ارتداء الأزياء الشعبية، خاصة خلال السهرات وعند السحور. وتزداد العلاقات الاجتماعية في رمضان قوة، حيث يكثر التزاور بين العائلات، ويستقبل كل بيت كبير الأبناء والبنات وعائلاتهم، ويتبادل الجيران الأطباق والزيارات. المائدة الرمضانية يفطر الأردنيون أول يوم رمضان على المنسف، إشارة إلى الصفاء والنقاء والطهارة، من وحي اللون الأبيض الذي يحمله الجميد المستعمل في المنسف، وهو عبارة عن لبن رايب مع مرق اللحم والأرز، إضافة إلى الكوسة باللبن، الفول باللب. ويوجد عند أهل الريف أكلة مميزة في رمضان يطلق عليها»الرشوف» التي قيل فيها الشعر النبطي» يا محلا قدر الرشوف كل ما برد نهجم عليه»، وتتكون من الحبوب والعدس والبصل ولبن الجميد، بالإضافة إلى سلطة الفتوش، وطبق المسخن، وهو خبز بلدي مع البصل المقلي وزيت الزيتون ولحم الدجاج المحمر مع السماق، بالإضافة إلى العديد من الأطباق الأخرى. حلويات رمضان وتقول حرم السفير الأردني أن أطباق بلاد الشام تتشابه، خاصة في البوادي، وبعد تناول وجبة الفطور يفضل البعض شرب القهوة ثم يذهب الناس لصلاة العشاء والتراويح، وتمثل فترة ما بعد الصلاة فرصة للتجمع حول أطباق الحلويات مثل القطايف والبسبوسة أو «الهريسة»، والخشاف المنقوع، وهو مشروب يتكون من مجموعة من الفواكه الجافة والمكسرات الذي يحضر عادة قبل يوم، بحيث تنقع كل المكونات، ويضاف لها عصير قمر الدين. وأما السحور فهو مثل أي فطور صباحي عادي، وعادة ما يشمل المربى والزبدة والحمص والفول، زيت الزيتون والزعتر، الألبان، والخبز الساخن والشاي، وهناك حلوى مشهورة عند أهل البدو، ويطلق عليها «اللزايقيات»، ويتم تجهيزها لعيد الفطر. روحانيات تقول حرم السفير الأردني إن الإقبال على العبادة وصلة الرحم والتراحم يزداد خلال الشهر الكريم والعيد، حيث تنتشر خيم رمضانية وموائد الرحمن التي تقيمها بعض المؤسسات والمحسنين لتقديم الإفطار للمحتاجين، وتمتلئ المساجد عن آخرها في رمضان في كل أوقات الصلاة، بحيث إن بعض الناس يفطرون على التمر والماء في المساجد ثم يؤدون الصلاة ثم يعودون لبيوتهم لتناول وجبة الإفطار الرئيسية، كما نجد الرجال والنساء والأطفال يتوجهون للصلاة، أما العشر الأواخر فإن المساجد تفيض بالمصلين، وتخصص المساحات المجاورة لها لاستيعاب الزائد من المصلين عن داخل المسجد. وعن ليلة القدر، تقول السيدة جذل الهنداوي «لقد ولدت في ليلة القدر عام 1958 وكتب والدي رحمه الله بخط يده على شهادة ميلادي» رزقت بابنة صالحة إن شاء الله ليلة 27 من رمضان وقد سميتها جذل جعلها الله بنتاً صالحة، وأقر بها عين والديها»، مؤكدة أن هذه الليلة تعني لها الشيء الكثير على المستوى الشخصي والروحاني والديني والعائلي. وتضيف جذل الهنداوي أن الجميع يحرص على ختم القرآن الكريم خلال هذه الليلة العظيمة سواء في المساجد أو البيوت، حيث تتجمع العائلات لختمه. رمضان بين الأمس واليوم توضح حرم السفير الأردني أن البوادي في الأردن ما زالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها وأطباقها وطقوس رمضان وأطباقه، وتضيف «تعتبر القرى محافظة أكثر على الأطباق التقليدية، بينما دخلت على المائدة الحضرية مجموعة من المتغيرات على الرغم من احتفاظها بالأطباق الرئيسة الأردنية، لكن تعرف إضافات كالأطباق الأوربية، والماليزية وأطباق من شرق آسيا، وإيطاليا، أما الفرق الكبير بين الأمس واليوم فهو أن الناس كانت بسيطة غير متكلفة، كما كانت تكتفي بطبق واحد، كالجريشة أو شوربة الفريكة أو المنسف على مائدتها الإفطارية، وكان جل الاهتمام ينصب على التعبد والاعتكاف في المساجد، واليوم تغير الحال، بحيث أصبحت المائدة تفيض بالأطباق التي تزيد أحياناً عن حاجة الصائم». رمضان في دول مختلفة أمضت حرم السفير الأردني جذل الهنداوي رمضان في دول عربية وأوروبية عدة، حسبما اقتضت ظروف عمل زوجها في السلك الدبلوماسي، وتقول عن ذلك «أول رمضان أقضيه خارج الأردن كان في الجزائر، وعشت هناك أربع سنوات، وكانت فعلاً تجربة فريدة من نوعها، من حيث المأكولات والعبادات، وحرصنا على أن نأكل من المائدة الجزائرية من الشكشوكة والبراك والشوربة الجزائرية، والكسكسي مع اللبن في السحور»، ثم أمضيت رمضان في ألمانيا وكان تجربة صعبة بعض الشيء، نظراً لطول وقت الصيام، بحيث كنا نصوم أكثر من 17 ساعة، والإفطار في الساعة 10 ليلاً، وبعد صلاة العشاء لا يتبقى في الليل وقت للسحور والسهر، بينما كان رمضان في المملكة الإسبانية أسهل، حيث توجد بها جالية أردنية وأغلبهم من أطباء، وكانت تسود روح جميلة بين الأردنيين هناك، بحيث كنا نعمل على تجهيز موائد إفطار، ويساهم فيها المسلمون والمسيحيون الأردنيون، أما في سويسرا كان لرمضان طعم خاص جدا، بحيث كان البيت بقرب الجامع الكبير في جنيف، بحيث لا يفصلنا عنه إلا أمتار قليلة، وكنا نتناول الفطور، ونذهب إلى المسجد الذي كان يجمع العديد من الجاليات العربية والمسلمة الذين كانوا يعملون في بعثة الأمم المتحدة في جنيف، فكنت أشعر كأنني بين أهلي وفي بلدي». وتؤكد جذل الهنداوي أن صيام رمضان في الإمارات من بين أفضل تجاربها خارج الأردن، وأعربت عن سعادتها بأداء الصلاة في جامع الشيخ زايد الكبير. وتضيف «ما زلت أعيش هذه التجربة الرائعة في الإمارات، حيث أحرص على صوم رمضان في أبوظبي كل سنة، وذلك لما لها من طابع روحاني، بحيث أينما وليت وجهك تجد الخيم الرمضانية، وتنتشر روح الإخاء والسلام والطمأنينة، بالإضافة إلى ذلك فإن الإمارات تضم جالية كبيرة أردنية، والجاليات العربية، ونحرص على دعوة الناس للإفطار أو لتناول وجبة السحور، فأشعر دائماً وأنا في الإمارات كأنني في بلدي الأردن، من حيث تقارب في العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية». المسحراتي في رمضان يرتبط المسحراتي في ذاكرة حرم السفير الأردني بسنوات الطفولة، حيث تذكر أنها كانت تخاف منه كثيراً، وهي صغيرة، لكن طبلته ما زالت تضفي نكهة خاصة على الأزقة والأحياء في رمضان، فبعد أن ينتصف الليل يبدأ مجموعات من الشبان بالتجول في الأحياء السكنية في عمان، حاملين معهم الطبول يقرعونها، بينما كان في السابق مسحراتي واحد يلزم كل حي يجوب البيوت ويمر أمامها، لإيقاظ الصائمين مظاهر عيد الفطر يستقبل الأردنيون عيد الفطر بفرح كبير، ومن أهم سماته زيارة الأهل واستقبال المعيدين من الجيران والأصدقاء وتقديم الحلوى المختلفة والقهوة العربية وارتداء الأطفال للملابس الجديدة، أما بالنسبة للبادية فتقدم اللزاقيات كإفطار، إلى جانب القهوة العربية. أطباق المنقوع (الخشاف) المكونات فواكه مجففة بجميع أنواعها: مشمش مجفف، برقوق، تين مجفف، مكسرات بجميع أنواعها، لوز نيء مقشر(غير مقلي) صنوبر نيء (غير مقلي)، عصير قمر الدين. طريقة التحضير تنقع الفواكه المجففة بمار حار لمدة 5 ساعات على الأقل ثم يضاف إليها عصير قمر الدين ثم تزين بالمكسرات وتقدم باردة بعد الإفطار مع الحلويات، ويمكن تقديمها يصحن التقديم الكبير أو تقدم بكؤوس صغيرة. اللزاقيات وتشتهر بأنها نوع من الحلويات تقدم في مناطق البادية وتتكون من عجين سائل مرق وتشبه عجينة الكريب وتخبز على الحطب والصاج في مناطق البادية، ثم تدهن بالزبدة الطازجة وتسمى الزبدة العربية ويرش عليها السكر أو العسل وتقدم ساخنة، وتقدم صباح عيد الفطر كإفطار. الرشوف (حساء) هي حساء تشتهر فيها البادية وانتشرت حديثا في جميع مناطق الأردن وهي اللبن المأخوذ من الجميد الأردني يطبخ اللبن والعدس الأسود المسلوق ثم تضاف مكعبات القرع الأحمر لمدة 10 دقائق. الجريشة (حساء) وتتكون من حبات القمح المطبوخة الغير مقشرة والمكسرة تنقع في الماء الحار لمدة ساعة على الأقل ثم تسلق جيداً حتى تنضج مع إضافة الباهرات المختلفة كالملح والفلفل الأسود وقليل من القرفة ويضاف لها حبوب البازيلا والجزر المقطع صغيرا. المنسف يعتبر المنسف الطبق الأردني الرئيسي والأشهر، والذي لا تخلو مائدة منه ومكوناته اللبن (الجميد الأردني، وهو لبن مجفف ويصنع من الحليب الطازج يخض وتستخلص منه الزبدة الطازجة، ثم يغلى اللبن المخيض مع باهرات، خاصة ليصبح سميكا ويصفى من الماء بكيس خاص ثم يقطع على شكل دوائر سميكة ويجفف ثم عند طبخ المنسف تنقع الرؤوس الدائرية بعد نقعها بالماء الحار ويطبخ، ومن مكونات المنسف لحم الغنم، أرز، خبز الشراك(المشروح) بحيث تسلق اللحمة ثم تضاف إلى لبن الجميد ويطبخ جيدا لمدة ساعتين، يطبخ الأرز الأبيض، يقدم في طبق كبير (صينية دائرية) يوضع الخبز ثم الأرز ثم اللحم ويزن بالصنوبر واللوز المقلي ويقدم اللبن المطبوخ إلى جانبه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©