الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الولايات المتحدة وتركيا تقامران في سوريا على حساب الأكراد

الولايات المتحدة وتركيا تقامران في سوريا على حساب الأكراد
6 أغسطس 2015 23:39
أنقرة (أ ب) يقامر كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره التركي رجب طيب أردوغان باتفاقهما على التعاون سوياً لإقامة منطقة آمنة خالية من تنظيم داعش داخل سوريا. وأعلنت تركيا الشهر الماضي بعد انتقادات كثيرة طالتها لتخلفها عن تقديم ما يلزم للمساعدة في التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي، استراتيجية جديدة لاقت استحسان واشنطن وحلف شمال الأطلسي. ورغم تداخل مصالحهما بطرق شتى، إلا أن أهدافهما مختلفة تماماً، خصوصاً بشأن قضية التعامل مع المسلحين الأكراد الذين يحاربون مقاتلي داعش في سوريا، وهنا تكمن المشكلة. ويريد أردوغان محاربة مسلحي داعش في دولته ممن تدفقوا بحرية عبر الحدود مع سوريا، ولكن أولويته الكبرى هي كبح جماح القوة الكردية الصاعدة على طول الحدود الجنوبية التركية، بينما تشعر أنقرة بالقلق من أن تشجع المكاسب الكردية في العراق وسوريا على إحياء التمرد في تركيا سعياً وراء إقامة دولة مستقلة. ويكافح أردوغان منذ الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي، الذي أسفر عن خسارة حزبه الأغلبية المطلقة بعدما حقق حزب مناصر للأكراد مكاسب كبيرة. ويزعم نشطاء ومنتقدون أكراد أن أردوغان يثير الصراع في محاولة لكسب أصوات، وتقويض تأييد السياسيين الأكراد في انتخابات جديدة محتملة خلال الأشهر المقبلة. ولتحقيق هذه الغاية، استغل أردوغان بداية الضربات الجوية التركية ضد قوات «داعش» في سوريا أيضاً لمهاجمة متمردي حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق. وزعمت أكبر الميليشيات الكردية السورية المعروفة باسم «وحدة حماية الشعب» أنها تعرضت للقصف من قبل القوات التركية، الأمر الذي نفاه مسؤول تركي، مؤكداً أن الحملة العسكرية لا تستهدف هذه الميليشيا. ومنذ الإعلان عن الاتفاق الأميركي التركي نهاية الشهر الماضي، هاجمت طائرات حربية تركية قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وقواته في جنوب شرق تركيا بصورة شبه يومية. ومن جانبها، حصلت أميركا على الحق في استخدام قاعدة «أنجرليك» الجوية التركية القريبة من الحدود السورية، إلى جانب مشاركة تركيا في هجمات جوية على مقاتلي داعش. ولكن ما تخاطر واشنطن بخسارته هو حلفاؤها الأكراد الأكثر تأثيراً، وقواتهم البرية التي تخوض المعركة ضد تنظيم داعش في سوريا، والذين يشعرون بقلق عميق من نيات تركيا على رغم وعد منها بعدم مهاجمتهم. وبدأت محادثات سلام بين الحكومة التركية والأكراد في عام 2013، لكنه تعطلت مع تجدد القصف التركي في شمال العراق، والهجمات المضادة من حزب العمال الكردستاني داخل البلاد. ويبدو أن ذلك يضع إدارة أوباما في وضع حرج مع حلفائه الأكراد الذين يحاربون «داعش» في سوريا. وذكر الخبير العسكري «أنطوني كوردسمان» أن الاتفاق مع تركيا يبدو جيداً للاستراتيجية الأميركية بشكل عام في المنطقة، ولكن المشكلة أننا نحاول توصيف الأمور كما لو كانت أبيض وأسود، ولكن الوضع هو وجود أبعاد مختلفة، وقوى فاعلة متعددة، من دون قواعد. وقال «ستيفن تانكل» أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، «إنه ليس سراً أن اهتمام تركيا بمحاربة داعش أقل بكثير من اهتمامها بقمع الأكراد»، مضيفاً: «إنه حقيقة دفع تركيا إلى مواجهة التنظيم الإرهابي بدرجة أكبر أمر إيجابي، لكنه يعتمد على التكلفة». وتابع: «إن أنقرة أكدت أنها لن تضرب الميليشيات الكردية السورية، التي تعتبر أكثر الشركاء الأميركيين تأثيراً على الأرض». ولطالما سعى الأكراد، وهم جماعة عرقية لها لغة وعادات خاصة، إلى إقامة وطن لهم، ويعيش نحو 25 مليون كردي في تركيا والعراق وسوريا وإيران وأرمينيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©