الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأهالي في الكاميرون أسرى الخوف من «بوكوحرام»

6 أغسطس 2015 23:39
ياوندي (أ ف ب) يغزو الخوف من حركة بوكو حرام النيجيرية النفوس في الكاميرون، إذ تبدو الشوارع خالية مع انتشار حواجز التفتيش والإخباريات، ولا سيما في أقصى شمال البلاد القريب من نيجيريا، بعد سلسلة هجمات انتحارية أوقعت أكثر من 40 قتيلا في يوليو. وعلى مدى عامين كان مقاتلو حركة «بوكوحرام» يهاجمون بشكل رئيس القرى الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود النيجيرية، لكنهم باتوا لا يترددون في الدخول إلى عمق الأراضي الكاميرونية واستهداف المدن الكبرى، وهم يندسون بين المدنيين لإيقاع أكبر عدد من الضحايا. وفي «مروة»، كبرى مدن أقصى شمال الكاميرون التي كانت في منأى عن العنف حتى فترة قريبة، أثار الهجومان الانتحاريان في السوق المركزية يومي 22 و25 يوليو الصدمة لدى السكان. وأفاد «ألبير» المقيم في «مروة»، قائلاً: «نعيش في حالة خوف وقلق ولا نعرف ماذا نفعل». وأضاف رب العائلة: «إنه يواجه معضلة ما إذا كان ينبغي إرسال الأطفال إلى المدرسة عند افتتاح العام الدراسي، فبوكوحرام ترفض التعليم الغربي، ويمكنها استهداف المدارس». وفضل عمرو إرسال عائلته إلى مكان آمن في «دوالا» العاصمة الاقتصادية جنوب غرب البلاد، مؤكداً: «الكل خائف، وعندما نرى شخصاً لا نعرفه في الحي نتصل بالشرطة للتحقق من هويته»، حسب الرجل الأربعيني العامل في شركة لوجستية. وتكثفت الإخباريات بتشجيع من السلطات، وذكر وزير الإعلام «عيسى تشيروما بكاري»: «أن المساهمة القيمة لسائق دراجة نارية للأجرة في الأسبوع الفائت سمحت بتوقيف فتى يبلغ 15 عامًا يحمل متفجرات وشخصين اتهما بالتواطؤ معه». وأثار سلوك الزبون المشبوه قلق السائق الذي بدل طريقه واقتاده إلى مركز للشرطة، وأكد الوزير «أرادوا تفجير أنفسهم في مسجد». وتم تعزيز الإجراءات الأمنية إلى حد كبير في المدينة التجارية حيث أكثرية السكان من المسلمين، والتي حظرت فيها حركة الدراجات النارية التي يفضلها المتمردون المتطرفون في الليل. وقال عمرو «عندما تغلق السوق يعود كل إلى داره، ولا يبقى أحد في الشارع إلا العسكريون». ونوّه عدد من المصادر الأمنية بتسلل عناصر ومناصرين لبوكو حرام إلى المدينة منذ أشهر وهم يوفرون معلومات استخبارية لقادتهم. وقال ضابط كاميروني مؤخراً: «إنهم أناس مثلي ومثلكم، قد يكون أحدهم سائق أجرة أو من المارة، ومن المستحيل تقريبًا رصدهم». وفي المساجد في أحياء المدينة «لم يعد أحد تقريبًا يجرؤ على ذكر بوكوحرام أثناء الخطب»، خوفاً من انتقامهم، حسبما ذكر أحد الأئمة، رافضاً كشف اسمه. وتخضع محطات النقل البري في اتجاه الجنوب، خصوصاً المدن الكبرى لمراقبة مشددة فيما يتم تفتيش المسافرين بشكل منتظم عند صعود الحافلة. وقال «أوليفييه» الشاب الفرنسي المقيم في دوالا على ساحل الأطلسي: «نشعر بالتهديد بشكل خاص لوجود كل تلك الحواجز في الطرقات»، مضيفاً: «إن الشرطة كثفت أعمال المراقبة، وتلزم الجميع بإفراغ السيارات والحقائب بالكامل». وفي ياوندي الواقعة على بعد أكثر من ألف كلم من مروة، انتشر كذلك عناصر الجيش والشرطة. وأوضح التاجر «عبد الحي ساني» أن الناس يشعرون بالانزعاج منذ حدوث هجمات انتحارية في الشمال. وأضاف «لم نعد نعلم شيئًا، وأخاف عندما أسير في الشارع، وأخشى أن يحدث شيء، أو أن تنفجر عبوة وتودي بي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©