الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حظر السلاح يستنزف الجيش الليبي ويعرقل الحسم في بنغازي

حظر السلاح يستنزف الجيش الليبي ويعرقل الحسم في بنغازي
6 أغسطس 2015 23:39
بنغازي (رويترز) قتل انتحاري ثلاثة جنود ليبيين عند نقطة تفتيش في مدينة بنغازي شرق البلاد، وحين أرسل الجيش تعزيزات من الجند، فتح مقاتلون متطرفون النار عليهم من مبان قريبة فأردوا ستة آخرين. بات ذلك من الأحداث المعتادة بالنسبة للقوات النظامية الليبية التي تتصدى لجماعات متطرفة في المدينة، بينما يفرض مجلس الأمن الدولي رفع حظر التسليح الذي فرضه على ليبيا خلال الانتفاضة على القذافي العام 2011. وكان الجنود يأملون في نصر سريع بعد أن رفع بعض السكان السلاح وانضموا إليهم، لكن بعد مرور 16 شهراً تباطأت الحملة بعد صراع بلا طائل بين المقاتلين وجنود الحكومة الذين كانوا عرضة لرصاص قناصة مختبئين في مناطق سكنية يصعب ضربها بأسلحة ثقيلة. والمعارك الدائرة في بنغازي تشبه أحداث الفوضى التي تجتاح ليبيا منذ سقوط معمر القذافي قبل أربعة أعوام. وأوضح محمد الحجازي الناطق باسم الجيش الذي يقع مقره في بنغازي أن قرار حظر تسليح الجيش الليبي هو السبب الأول في تأخير تقدم الجيش، وهذا قرار فرض في ثورة 17 فبراير بحجة عدم وجود جيش. وأضاف: «الآن هناك جيش منظم وقيادة واحدة ونتحرك بأوامر عسكرية». ولا توجد سلطة مركزية ذات سلطان يشمل كل الأنحاء المترامية للبلاد، في حين اقتطعت جماعات معارضة وأخرى متطرفة وعشائر لنفسها ما يشبه الإقطاعيات الخاصة. والخسائر البشرية بالغة نظراً لافتقار الجيش للتدريب والسلاح اللازمين لحرب الشوارع. وقال «ميلود الزوي» الناطق باسم القوات الخاصة: «25 قتيلًا و35 جريحًا من القوات الخاصة خلال معاركها مع الإرهاب والإرهابيين فى شهر يوليو بمدينة في بنغازي، ونحن إذ نذكر هذا العدد لا يزيدنا إلا إصراراً وعزيمة على تحقيق النصر بإذن الله على هؤلاء المتسترين بالدين المارقين ونعزي أنفسنا وأهلهم في هؤلاء الأبطال». ويفتح مقاتلون من تحالف «مجلس الشورى» المتطرف النار من مبان محاولين استدراج الجنود إلى شوارع ضيقة أو إقناع القادة بإرسال طائرات هليكوبتر أو ميج. وتجد الطائرات القديمة التي تعود لعهد القذافي والتي تفتقر لأجهزة التصويب الدقيق صعوبة في ضرب المسلحين من دون إلحاق الضرر بمبان كاملة، وحين يدخل الجنود منازل يشتبهون أن المسلحين مختبئون بها يجدون الكمائن قد نصبت لهم حسبما يقول ضباط في الجيش. وأفاد خبير المتفجرات «طارق السعيطي» أن «المجموعات الإرهابية تستخدم أحدث الطرق في تفخيخ المنازل والشوارع والسيارات». وأضاف «خسرنا جنوداً بسبب هذه التفخيخات المحترفة». وفي العام الماضي استعادت القوات الحكومية السيطرة على ثكنة عسكرية انتزعتها جماعة أنصار الشريعة التي اتهمتها واشنطن بالهجوم على مجمعها الدبلوماسي في بنغازي عام 2012 في عملية أسفرت عن مقتل السفير الأميركي، وأنصار الشريعة إحدى فصائل مجلس الشورى الذي لا يكشف عن أرقام قتلاه. ويقول اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الليبي «إنه يسيطر على 90 في المئة من المدينة»، لكن مجلس الشورى يتحصن في المنطقة المركزية حول الميناء وفي عدد من المناطق الأخرى، وميناء بنغازي ومطاره مغلقان. وشجع القتال المتواصل تنظيم «داعش» الإرهابي«على دخول المعترك، ولا يتعاون التنظيم بشكل صريح مع مجلس الشورى لكنه بدأ تفجيرات انتحارية تستهدف جنوداً وتقع أحيانًا أثناء الاشتباكات نفسها. وتناشد الحكومة المعترف بها دوليًا، والتي اتخذت من الشرق مقرًا لها، مجلس الأمن الدولي رفع الحظر على السلاح، لكن القوى الكبرى رفضت رفع الحظر، معتبرة أن الجيش في الشرق عبارة عن مزيج غير منظم من معارضين سابقين للقذافي ووحدات انشقت عن الجيش خلال الثورة ومدنيين غير مدربين ورجال عشائر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©