الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الأوروبية تتوافد على مصر للحصول على خدمات التعهيد

الشركات الأوروبية تتوافد على مصر للحصول على خدمات التعهيد
6 نوفمبر 2010 22:17
شهدت الأيام الماضية توافد الشركات الأوروبية للحصول على خدمات مراكز الاتصال المصرية وهو النشاط المعروف باسم “التعهيد”، وتم خلال الأسبوع الماضي توقيع عدد كبير من الاتفاقيات بين هذه الشركات والجهات المصرية التي تقدم هذه الخدمات ويتركز معظمها في القرية الذكية على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي، وفي المنطقة التكنولوجية الجديدة بالمعادي والتي جرى افتتاحها منذ 5 أشهر. تشمل الخدمات التي تقدمها الشركات المصرية ومراكز الاتصال التابعة لها خدمات ما بعد البيع ومهام أقسام خدمة العملاء والتسويق والترويج لمنتجات هذه الشركات عبر شبكة اتصالات تليفونية تغطي جميع عملاء الشركات الأوروبية بأنحاء العالم، ويتم تقديم هذه الخدمات بخمس لغات هي الانجليزية والفرنسية والالمانية والايطالية واليونانية. ويسهم هذا البيزنس الجديد في إتاحة الآلاف من فرص العمل للمصريين وجذب أكثر من 300 مليون دولار سنوياً قيمة الخدمات المقدمة للشركات الأجنبية بواسطة مراكز الاتصال المصرية، وهو المبلغ الذي من المتوقع أن يصل إلى مليار دولار سنوياً مع اكتمال الطاقة التشغيلية لمنطقة المعادي التكنولوجية. وتسعى وزارة الاتصالات المصرية لإعطاء دفعة قوية لبيزنس التعهيد في المرحلة المقبلة عبر انشاء نموذج لمشروع القرية الذكية في الاسكندرية لخدمة الشركات الدولية العاملة بقطاع النقل البحري وفي المنطقة الصناعية بسوهاج. وتركز وزارة الاتصالات جهودها لإنجاز هذا الهدف عبر تقديم برامج متكاملة لتدريب خريجي الجامعات المصرية على العمل بمراكز الاتصال الدولية، الى جانب اكسابهم مهارات متنوعة في مجالات عمل الشركات الدولية التي تتعاقد مع هذه المراكز في ظل تنوع انشطة الشركات التي تشمل تقنية المعلومات والكمبيوتر والسيارات ومواد التجميل والبرامج والنظم المالية للبنوك وشركات السمسرة وغيرها. وتتواجد بالسوق المصرية نحو 5 شركات تمتلك وتدير مراكز تعهيد تعود ملكية إحداها للشركات المصرية، بينما تتوزع ملكية الشركات الأربع على مؤسسات مالية ومستثمرين أفراد ويعمل في المراكز التابعة لهذه الشركات نحو 15 ألف موظف، وهو الرقم المرشح لأن يتضاعف خلال العامين المقبلين في ظل الإقبال الأوروبي الكبير على خدمات الشركات المصرية. وتعود حالة الانتعاش الراهنة لبيزنس التعهيد في مصر الى البداية القوية لهذا النشاط الذي عرفته السوق المصرية لأول مرة في مطلع عام 2003، مع إطلاق شركة “أكسيد” المتخصصة في هذا المجال ورغبة وزارة الاتصالات في تقديم خدمة مضافة للاقتصاد المصري. ونجحت هذه البداية في اجتذاب شركات عالمية الى العمل مع شركات “التعهيد” المصرية ومنها “ميكروسوفت” و”إنتل” و”سيتي بنك” و”الكاتيل” و”بنك HSBC” و”فودافون العالمية” و”بنك سوستيه جنرال” و”بنك باركليز البريطاني” ويتولى موظفو مراكز الاتصالات المصرية الرد على عملاء هذه الشركات والبنوك في كافة أرجاء العالم وتقديم خدمات ما بعد البيع لهم. ولعب صعود فريق “الاتصالات” المصري دوراً كبيراً في إعطاء دفعة اضافية لهذا النشاط نظراً لقناعة أحمد نظيف رئيس الوزراء وطارق كامل وزير الاتصالات بإمكانية أن يصبح “بيزنس التعهيد” أحد أهم مصادر جلب العملة الصعبة للبلاد ومساعدة شباب الخريجين المصريين على الانفتاح والاندماج مع أسواق العمل الدولية وإكسابهم خبرات ومهارات تتنوع بتنوع مجالات عمل الشركات الدولية، كما أدى توافر بنية تحتية جيدة ومتقدمة في مجال الاتصالات في مصر والنمو الكبير الذي حققته شركات الهاتف الجوال الى إعطاء دفعة قوية لشركات التعهيد الى جانب توافر قوة بشرية جيدة ومؤهلة وفقاً لمتطلبات الشركات الدولية. ويرى خبراء ومتعاملون في هذا القطاع أن مستقبلاً جيداً ينتظر بيزنس التعهيد في مصر خلال السنوات الخمس المقبلة، استناداً إلى الموقع الجغرافي المتميز الذي يتيح لمصر دور الوسيط بين مناطق شرق آسيا في الهند والصين وسنغافورة والشركات الأوروبية والأميركية والربط بين الشركات في الجانبين وتقديم الخدمات لعملائها. ويسهم التمكن اللغوي الذي تتميز به الكوادر المصرية عندما تتعامل باللغتين الانجليزية والفرنسية في تمكين الشركات العالمية من الاعتماد على مراكز الاتصال المصرية، الأمر الذي يفسر لجوء شركات أوروبية عديدة الى عقد اتفاقيات تقديم خدمات التعهيد مع شركات مصرية رغم وجود مراكز تصنيع تابعة لهذه الشركات في شرق آسيا لاسيما في الهند وماليزيا وكوريا الجنوبية وهونج كونج وغيرها. ويؤكد الدكتور عادل دانش، رئيس شركة “أكسيد” وهي أول شركة تعهيد تعمل في مصر وتأسست قبل 6 سنوات، أن كافة الدراسات تشير الى ان بيزنس “التعهيد” حقق نمواً يزيد على 20 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية، وهو معدل نمو مرشح للارتفاع ليتراوح بين 25 و30 بالمئة خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال إن السوق المصرية تتمتع بمزايا تجعلها مصدر جذب للشركات الدولية الراغبة في الحصول على خدمات التعهيد ومنها انخفاض تكلفة الأيدي العاملة مع اعفاءات وتيسيرات أخرى تقدمها وزارة الاتصالات، مشيرا الى أن الشركات العاملة في هذا القطاع تسعى في المرحلة المقبلة الى اجتذاب الشركات الخليجية الكبرى سواء التي لها مشروعات في مصر في المجال العقاري أو التي تمتلك مشروعات ذات تعامل جماهيري واسع النطاق، في عدد من بلدان المنطقة مثل شركات الاتصالات والبنوك وشركات السمسرة. ويؤكد الدكتور عبدالرحمن الصاوي، خبير الاتصالات، أن “بيزنس التعهيد” يتصدر قطاع الاتصالات في العالم كله خلال الفترة الأخيرة لأنه قيمة مضافة لاقتصاد الدول، وبدأ الاهتمام به يزداد لأنه مصدر للدخل من دون حاجة الى استثمارات ضخمة ولأن هذا النشاط يتم تركيبه على امكانات البنية الأساسية لقطاع الاتصالات ويقدم العديد من الخدمات للشركات في مختلف المجالات.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©