السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرحيل.. عزفاً

الرحيل.. عزفاً
10 أغسطس 2011 22:34
جريئة كعادتها فهي الروائية التي تثير الغبار أينما حلت وارتحلت.. ففي روايتها “أهل الهوى” أثارت زوبعة عالية خاصمتها النساء وشد على يدها الرجال. والآن تقدم القاصة والروائية حزامه حبايب روايتها الجديدة “قبل أن تنام الملكة” الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، والتي وقعتها في عمان قبل أيام، وهي تقص حكاية ممتعة بلغة سهلة لشخصيات حقيقية تعيش معهم أو حولها يشعر القارئ معها بأنه يقرأ كلاماً عادياً لكنه سرعان ما يكتشف أن صورة حارقة هي التي تتشكل لتكشف للقارئ أما عميقاً بين لحظة وأخرى كما أنها تكشف شيئاً جديداً لا يعرفه في شيء يعرفه وفق ما رآه الروائي والناقد وليد أبو بكر. وعنوان روايتها يشي بمعان متباينة وعميقة وكأنها تمتحن قدرة قرائها الذهنية والثقافية على الوصول لما تريد فقد تكون الملكة هي الأم العظيمة وقد تكون الوطن الفلسطيني الذي ربما يحتاج الآن لمن يستحضره أو يتذكره جيدا قبل الطبخة التي تنتظره وفق التحليلات الحالية التي يطرحها دهاقنة السياسة والحلول المتوقعة. حزامه حبايب تتحدث كثيراً عن الرحيل الثاني بما فيه من ألم وحرقة ووجع: “لم أستطع خنق دموعي فسالت ثخينة بطيئة سميكة ثقّلها حزن خال من شوائب الفرح.. حزن من النوع الذي يتحول إلى حالة يومية”. كما تتحدث بكثير من الوجع عن المطارات فتصفها بأنها مستودعات الغياب والحيوات العابرة وما اللقاءات والعناقات فيها إلا انتصارات مؤقتة أو انعكاس لهزائم مسجّلة لأنه من وجهة نظرها ثابتا إلا الرحيل. وفي هذا الطرح إسقاطات سياسية كبيرة لكنها تتمحور حول الرحيل الفلسطيني الذي من تكراره على مدى السنوات الماضية أصبحت الذكرى أبرز عناوينه أو ما أطلقت عليه اللجوء المتوارث وما يكابده الفلسطينيون في المطارات هنا وهناك “أنتدرب على رحيل أقصر لنحتمل رحيلا أطول.. أم أننا نحترف الرحيل كما احترفنا العيش في مدن ليست لنا وأوطان غيرنا تلفظنا متى ملّت منا”! أما في حكاية شهرزاد فتقول: “بلغني أيتها الملكة السعيدة ذات الآراء غير الرشيدة تماماً والأحلام غير الحميدة مطلقاً” فهنا عقدة الرواية “قبل أن تنام الملكة” فشهرزاد التي تقدمت للملك شهريار لإنقاذ بنات جنسها من القتل بسرد حكايات متواصلة حتى ينام شهريار لتعاود في الليلة التالية ليست هي ما أرادته حزامه حبايب بالتأكيد رغم استنادها لموروث تاريخي معروف للقاصي والداني بمقدماته ونتائجه. فشهرزاد حبايب بصفتها الأنثوية وحكاياتها التي لا تتوقف لدغدغة واسترضاء شهريار الملك لم تكن تريد إنقاذ بنات جنسها كما يتراءى للوهلة الأولى بل دافعت عن أحاسيسها كأنثى أحبت ملكها وهذا حق مشروع ان تدافع المرأة عن حبها وهدفت وفق ما تقول حبايب بين السطور لإنقاذ الوطن من العشرات كشهريار الذين تحتل المرأة الأنثى الحيز الأكبر من حياتهم على حساب الوطن وهمومه وتحدياته. حزامه حبايب تقول عن نفسها إنها كانت “خارج الطرح وخارج المساءلة وخارج المقارنة فهي منذ نشوئها خرجت إلى توقعات مختلفة وحيثيات عري تخطت مرايانا الحصيفة غير الخوانة إلى مرايا فاضحة وكاشفة.. في معظم الحياة كان يكفي أن أرتدي نفسي كي أكون عارية”. ويذكر أن لحزامه حبايب خمس مجموعات قصصية هي “الرجل الذي تكرر” و”التفاحات البعيدة” و”شكل الغياب” و”ليل أحلى” و”من وراء النوافذ”، ونصوصا شعرية “استجداء” ورواية “اصل الهوى” التي أثارت ضجة واسعة لجرأتها وتسمية الأشياء باسمائها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©