الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

38+13+6 = 57 !

6 نوفمبر 2010 22:28
ماذا لو وجد أحدنا بعد نهاية مباراة الجزيرة والوصل في الدوري والتي انتهت 3 - 1 لصالح الجزيرة، ورقة على مقعد آبل براجا مدرب الجزيرة مكتوباً عليها 22 + 11 +5 = ربنا يسهل!!، بالتأكيد كان أول شيء سوف يتبادر إلى الذهن أن هذه الأرقام، هي عمل سفلي، وطلاسم حجاب يتحرك من خلاله براجا ليحقق عن طريقه الفوز، أما لو كانت هذه الورقة وجدت على مقعد عبد الحميد المستكي أو عيد باروت، وكان من وجدها حسن الظن والنية، ولا يؤمن بالوسائط العفاريتية كان سيفكر أن هذه الحسبة، هي عن أقساط مدارس الأولاد، وبقية أقساط الفيلا، ثم حساب مشتريات الجمعية، والمستكي باله مشغول طول المباراة بتدبيرها لذا العين تعادل وباروت النصر خسر. هذه الحيرة نفسها انتابت الإعلام الإسباني، حين رأى ورقة في يد المدرب مورينيو أثناء مباراة ريال مدريد وإيركوليس، والتي فاز فيها الريال يضعها تارة في فمه طبعاً، ثم تارة أخرى في يده وبعد نهاية المباراة نسي مورينيو الورقة على مقعده فتلقفها الإعلامي اليقظ المتربص بفريسة ووجد مكتوبا فيها “38+13+6 = 57”، وبدأت لعبة الأفكار حول هذه الأرقام التي كتبها مورينيو، وماذا يقصد بها، ولأن هناك الأمر مختلف والفكر يتجه نحو البحث عن الحقيقة وليس الخيال، فجاء التفسير كالتالي: 38 هو عدد مباريات الليجا التي سيلعبها ريال مدريد. 13 هي عدد مباريات دوري أبطال أوروبا وهذا يعني أن مورينيو رتب لوصول الريال للمباراة النهائية في ويمبلي. أما 6 فرقم وقف أمامه الإعلام طويلاً وكان تفسيره هو عدد مباريات الكأس على اعتبار أن مورينيو رتب لوصول الريال لدور الربع نهائي فقط، ولن يواصل إلى ما بعد ذلك، وهو أمر غريب على مورينيو الباحث عن كل البطولات، لكنها ربما تقديراته، وربما واقعيته وربما تركيز على بطولة على حساب بطولة، في كل الأحوال لم يعقب مورينيو على ما تركه على مقعده ولم ُيعرف حتى الآن هل كان متعمداً ترك الورقة ليسرب معلومة ما، أم أنه نسيها فكشفت أفكار مورينيو المستقبلية، عموماً هذه الحكاية الطريفة استوقفتني ورأيت فيها جوانب مهمة للنقاش عندنا، الأمر الأول هو بحث الإعلامي النشط عن الجديد وتوقفه أمام كل لفتة، حتى لو كانت مجرد ورقة في يد مدرب ولو كانت هذه الورقة “علبة كلينكس” في يد أي مدرب في ملاعبنا ما أخذ أحد باله منها ـ وسامحوني على الصراحة، فإعلاميونا معظم الوقت مشغولون بأشياء أخرى ليس من بينها ورقة في يد مدرب وإنما مشغولون بإعداد سؤال صعب مركب من نوعية ما رأيك في المباراة، ولماذا خسرت ؟!! الأمر الثاني هو البحث عن تفسير علمي عقلاني للمكتوب فليس المكتوب هنا بمعنى القدر، ولم يفكر أحد في ما هو أبعد من أرض الملعب وما يفكر فيه مدرب مشغول بأمور فريقه في كل حين، وبالمناسبة فإن المعادلة التي بدأت بها المقال “22 + 11 +5” هي لمباريات دورينا وكأس اتصالات وكأس سمو رئيس الدولة أما “ربنا يسهل” فهي من عندي. البعد الخامس الناس لا يميلون للانتباه للمعلومات التي في الخلفية، إنهم يكتفون بما هو أمامهم دائماً. يعقوب السعدي | Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©