إعداد - أيمن جمعة:
يخشى كثير من المحللين ان يكون قرار شركة BP الاخير باغلاق أكبر حقل نفط اميركي في الاسكا، هو الاول في مسلسل مماثل لشركات النفط في شتى أنحاء العالم، وذلك بسبب ضعف حالة خطوط الانابيب والتي تستلزم عمليات صيانة كبيرة قد تزيد من ارتفاع أسعار الطاقة المرتفعة بالفعل·
ويقول ماثيو سايمونز رئيس بنك ''سايمونز اند كومباني'' الاستثماري في هيوستن ''سننظر فيما بعد الى هذه المسألة وكأنها بيرل هاربور النفط'' في اشارة الى هجوم بيرل هاربر الذي أقحم الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية وقلب كل الامور رأسا على عقب· ويضيف سايمونز الذي يؤلف كتابا حاليا عن تداعي البنى الاساسية لصناعة النفط بسبب عدم تحديثها منذ فترة طويلة ''ليس صحيحا اطلاقا ان ما حدث مع BP في الاسكا هو مجرد حادث منفرد ولن يتكرر·''
ويرى عدد متزايد من المحللين ومسؤولي صناعة النفط ومسؤولي الحكومات أن النظام الحالي لانتاج ونقل النفط الخام لن يستطيع تلبية احتياجات العالم خلال السنوات العشر المقبلة· ويتوقع كيفن نوريش المحلل في ''باركليز كابيتال'' في لندن ان تساهم عمليات الاصلاح وتغيير خطوط الانابيب والصمامات ومصافي التكرير في رفع أسعار النفط الى 93 دولارا للبرميل بحلول عام ·2015
وتظهر احصائيات مكتب سلامة أنابيب النفط في وزارة النقل الاميركية ان عمليات الصدأ الداخلي هي أكبر سبب لعمليات التسرب من خطوط الانابيب في الولايات المتحدة هذا العام، حيث تسببت في 16% من الحوادث منذ بداية العام وحتى منتصف أغسطس الماضي· وأضاف المكتب ان نسبة فاقد النفط بسبب هذا التاكل والصدأ ارتفع الى 78% من 4,7% عام ،1990 ليصل الى 68,624 الف برميل هذا العام·
ويرى تشارلز ماكسويل محلل النفط في مؤسسة ''ويدين'' أن اعتراف BP بانها لم تحفض الجدران الداخلية لبعض خطوط الانابيب منذ أكثر من عشر سنوات هو أمر ''مخيف'' مضيفا ''من المؤكد انهم في مشكلة ضخمة·'' وتقول وكالة الطاقة الدولية ان اصلاح منشآت انتاج النفط التي يرجع تاريخ تشييدها الى السبعينيات هو جزء من استثمارات اجماليها ستة تريليونات دولار يتعين انفاقها بحلول عام 2030 لتلبية احتياجات العالم من النفط والغاز·
وتشير وكالة ''بلومبرج نيوز'' في تقرير الى ان القفزات القياسية في أسعار النفط تشجع المتنجين في اوروبا والولايات المتحدة على ابقاء منصات الحفر القديمة قيد التشغيل بدلا من اغلاقها وصيانتها، ويكفي الاشارة الى ان خط انابيب BP الذي شهد تسربا في الاسكا تم تشييده اساسا للعمل لمدة 25 عاما لكنه الان دخل عامه التاسع والعشرين، بينما تظهر احصائيات رابطة NACE الدولية لمهندسي التآكل ان متوسط عمر خطوط الانابيب في اميركا يبلغ 50 عاما·
وتقول ديبوراه وايت المحللة في ''سوسيتيه جنرال'' في باريس والتي ساعدت على وضع خطة لتطوير حقل برودو في السبعينيات ''لدينا حاليا جيل كامل من البنى الاساسية التي بدأت العمل في الوقت نفسه تقريبا· وهي كلها الان في العمر نفسه ولا يمكن الضغط عليها بشدة·'' ويؤكد هذه التصريحات ان دراسة لسلطة سلامة النفط في النرويج أظهرت ان 8 % من الابار تعاني من ضعف يتسبب في توقف الانتاج من حين لاخر·
وأظهرت دراسة اندريسين والتي تم نشرها في يونيو ان 18% من 406 ابار تم اختبارها في حقول النرويج ببحر الشمال تعاني ضعفا وان ثمانية في المئة تعاني من أوجه قصور تستلزم اغلاقها· ويقول يان اندريسين الذي وضع الدراسة ''هذه أمور لا يحب الناس الحديث بشأنها· لا تقتصر هذه المشكلة على النرويج فهذه مشكلة صناعة كاملة·'' وتقدر شركة ''ترانزنفت'' التي تحتكر خطوط الانابيب في روسيا أن برنامجها لتطوير أنظمة خطوط الانابيب سيستغرق ثلاثة عقود تقريبا· ويعتمد مستهلكو النفط الغربيون بشكل أكبر من أي وقت مضى على مشاريع مناطق مثل الاسكا وبحر الشمال والتي تم تطويرها في السبعينيات بعدما بدأت اميركا واوروبا في البحث عن مصادر بديلة للنفط العربي· وتقول لوي لويس ابستاين خبيرة صناعة النفط في مجموعة ''كوك انتل كيبر'' البيئية بالاسكا ''برامج رصد ومنع التاكل يمكن استخدامها للتاكد من جودة خطوط الانابيب، لكن BP لم تطبق هذه البرامج بشكل جيد'' لانها رأت انه لا حاجة للفحص الداخلي لان خطوط الانابيب في المناطق المتجمدة في الاسكا ممتدة فوق الارض مما يسمح بفحص مباشر· ويعترف روبرت مالوني رئيس BP اميركا بالخطأ قائلا ''اعتقدنا انها طريقة مناسبة لكنها لم تكن كذلك·''
عدد اليوم
