السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يحضر ندوة دينية

محمد بن زايد يحضر ندوة دينية
1 أغسطس 2012
حضر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمجلس سموه الرمضاني بقصر البطين ليلة أمس ندوة دينية بعنوان "الإسلام والسلوك الحضاري"، شارك فيها عدد من أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك. حضر الندوة سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعدد من الشيوخ والمسؤولين، وحشد من الحضور. واستهل فضيلة الدكتور ناجي بن راشد العربي من مملكة البحرين الشقيقة الحديث في الندوة التي قدم لها الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فتناول موضوع "مسؤولية الجميع وأثر ذلك في السلوك الحضاري" قائلاً: لا يخفى على أحد ما تمر به حركة الحياة من تغيرات، واليوم ننظر إلى دولنا وما يحيط بها وما يغمرها من نعم فنجد أنفسنا أمام أحد أمرين؛ الأمر الأول هو نعمة الله، والأمر الثاني هو هذا التلاحم بين الحاكم والمحكوم، وهذه المحبة التي ذكرها رسولنا صلى الله عليه وسلم في حديثه حين قال: "خير أمرائكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم، وشر أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم". وتطرق إلى موضوع الفتن محذراً منها، ومشيراً إلى أن الفتن تعيش في الظلام. وأوضح قائلاً أن مسؤوليتنا هي أن نحفظ أوطاننا من أن يندس بيننا فكر يفرقنا، فكر يلبس لباس الإسلام، لافتاً إلى أن دور العالم يأتي هنا ليبين العلم الصحيح ويفند الأفكار الزائفة والمنحرفة. وأشار الدكتور ناجي العربي إلى أننا نعيش اليوم فترة حرجة جداً. فأعداء الأمة وأعداؤنا من حيث نعلم أو لا نعلم يريدون سوءاً بنا وببلداننا، مؤكداً أن مناط التكريم في الإنسان هو العقل فإذا انفتح على الشبهات ضل وأضاع وإذا هدي فقد أوتي خيراً كثيراً. ولفت الدكتور ناجي إلى أننا مسؤولون أمام الله عن هذه النعمة التي نعيشها، حيث بسط لنا الرزق وآمننا من خوف، فلا بد أن نقابلها بالشكر والحمد والمحافظة عليها، موجهاً حديثه إلى الشباب بأن يكونوا على قدر المسؤولية في تمثيل أوطانهم في الخارج، وأن يكونوا على مستوى السمعة الطيبة التي تشرف البلد والأهل. بعدها تحدث الدكتور محمد السرار من المغرب الشقيق عن "التواصل الحضاري في الإسلام"، ودلل على هذا التواصل مما ورد الإجماع عليه في القرآن الكريم: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا". وقال إن الشعوب والقبائل أشكال بشرية متعددة وأنماط حضارية متعددة، وكل عرق وجنس ينتج حضارة تتناسب مع محيطه، والحضارة هي نتاج راقٍ في شتى المجالات العلمية وغيرها. وأوضح الدكتور السرار أن القرآن أشار إلى أن الغرض من هذه الحضارات أن تتعارف وتتواصل لا أن تتصادم وتتناكر، والمقصود هنا هو أن تتعرف الحضارات إلى بعضها بعضاً، وأن لا تتكرر الجهود الإنسانية، بل هو عمل متراكم يستلزم أن تتبنى الأمة ما تركته الأخرى، وهذا الأمر يستلزم كذلك الانفتاح على الآخر ولا ينفتح إلا القوي، ولذلك انفتح الإسلام على الآخر، ووظف التجارب والأعمال المفيدة في طريق التطور والنهضة الشاملة. وعدد أسس الانفتاح المستمدة من النهج النبوي الشريف، حيث أشار إلى أن أول هذه الأسس هو الحرص على أن تبقى صورة الإسلام ناصعة نقية فلا يفعل الإنسان إلا الفعل الحسن، والأساس الثاني هو إزالة التعارض بين الدين والحياة، مشيراً إلى أن هناك كثيرين يرون أن أنماط الحياة تتعارض مع الدين وهي رؤية غير صحيحة، وساق مثالاً على ذلك حيث ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خاطب الصحابة في حادثة تأبير النخل قال: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم". والأساس الثالث هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراقب حركة التدين في حياته وكان يقيمها على السنن المستقيمة. وأوضح الدكتور السرار أن الدين هو أحكام الله، والتدين تطبيق لهذه الأحكام، مشيداً بالنموذج الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي انتهجه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على أثره ومشى على منواله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وهو الانفتاح على الحضارات مع المحافظة على الهوية الوطنية، وهو ما يقدم النموذج الأمثل للإسلام والتواصل الحضاري والانفتاح على الآخر. بدوره، اختتم الدكتور أسامة السيد الأزهري من جمهورية مصر العربية الشقيقة الندوة فتحدث عن "الهدي النبوي في الخطاب الديني ودوره الحضاري"، حيث أكد أن الخطاب الديني يرزق السداد والرشد، ويقوم بمهمته، ويؤدي دوره، كلما اقترب من الهدي النبوي ومشكاة النبوة، موضحاً أنه إذا أردنا أن نقرب الناس إلى حقائق الوحي ونضع الإنسان على طريق البصيرة فلا بد أن نأخذ من مشكاة النبوة في أصلين وبابين، فالخطاب لا بد وأن يقوم على التوجه والتوجيه. وعرف التوجه بأنه قلب صادق من الشخص الذي يحمل الخطاب، فيتضرع إلى الله أن يجعل خطابه مقبولاً، وأن يفتح مغاليق القلوب، ويهدي الآخرين، مما يعني ضراعة وانطراح وافتقار واستمداد من الله في جوف الليل ووقت السحر أن ينزل على المتكلم حقائق الغيب وكمال الصدق ما تهتز له القلوب وتنفتح له البصائر، كما أن التوجه هو مجموعة من الإجراءات والمسالك والآداب والعلوم والمعارف التي يمارس من خلالها صاحب الخطاب منهج بناء الإنسان. أما التوجيه فهو أن يقبل صاحب الخطاب على الخلق بالتزكية، وأن يزين عقولهم بالمعارف والعلوم والقيم والأخلاق والآداب، ومعناه أن يستلهم صاحب الخطاب في دعواه الهدي النبوي الرحيم ومحاسن الشريعة. وأكد الدكتور أسامة أن الخطاب الديني الرشيد هو الذي يبني شخصية الإنسان، ويحول تعاليم القرآن إلى برامج عمل وإنتاج تصب في خدمة المجتمع، معدداً معالم الخطاب الديني بأنها الرفق بالجاهل وحسن تعليمه واللطف به وتقريب الصواب إلى فهمه. وفي نهاية الندوة تضرع الجميع للمولى عزو وجل أن يعيد هذا الشهر الكريم على دولة الإمارات وهي تنعم بالازدهار والتقدم والاستقرار والأمن والأمان، وأن يتغمد مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظ صاحب السمو رئيس الدولة وشعب الإمارات من كل مكروه، وأن يسدد خطى القيادة الحكيمة لكل ما فيه خير ورفعة وتقدم الدولة ورقيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©