الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العمولات الإنجليزية فضيحة شعبية

العمولات الإنجليزية فضيحة شعبية
7 أكتوبر 2006 00:43
أسامة صادق: في عالم الكرة الإنجليزية·· هناك دائما نوعان من الفضائح واحدة جماهيرية والأخرى شعبية·· الجماهيرية هي التي تفجرها جهات إعلامية يصدقها عاشق الكرة·· بينما الأخرى والتي تكون مصداقيتها ''نص نص'' والتي تقدمها وسائل إعلام يمر عليها مرور الكرام· قضية العمولات هذه هي من النوع الثاني فمن فجرها هي الـ ''بي بي سي'' وحتى الذي كشف أسرارها لم يكن مذيعا إنجليزيا وإنما هندي ولهذا ينظر إليها الجمهور العادي نظرة التشكك·· والعمولات في الكرة الإنجليزية معروفة من زمن طويل وهي ''شبه'' مقننة ولكن ما هو الجديد هنا·· والجديد هو الفضيحة الايطالية المشهورة ورغبة ''بي بي سي'' في استعادة مصداقية فيجب أن تبحث عن حدث ولو قريب من هذه الفضيحة·· ولأن الحال يختلف في بريطانيا عن إيطاليا كما أنه من الصعب إثبات أن أحداً يتصل بالحكام لتعيينهم في المباريات فانه كان لابد من البحث عن جديد وما حدث هو أنه تم تصوير ''جلسات مزاج'' في أماكن مختلفة بين وكلاء لاعبين ومدربي أندية·· وهو شيء معتاد كما ذكرنا لكن البعض منها خالف قوانين الاتحاد الانجليزي ويرتبط الأمر باسماء معينة معروفة مثل سام الادرايسي مدرب بولتون وهاري ريدناب مدرب بورتسموث· ومع أن هناك الكثير مما يخالف قوانين الاتحاد وتتم ممارسته الا أن عرض شبكة بي بي سي للقضية استدعى عقد مؤتمر عاجل للمجلس الاعلى للاتحاد الذي يرأسه الامير اندرو فيليب ابن الملكة ورئيس المجلس أصدر بنهايته قرارا مهما يأمر به الاتحاد الانجليزي بفتح تحقيق بل وتكليف جون ستيفنز رئيس شرطة العاصمة الاسبق وبالاسم لرئاسة لجنة للتحقيق· والهدف من وراء ذلك اضفاء الشفافية التامة على هذه اللجنة باعتبار ستيفنز لا يفقه شيئا في عالم اللعبة·· ما قرره المحقق هو ان فريقه القانوني راي وجود ''ما يشوب'' 39 صفقة من صفقات الانتقالات التي تمت في الاعوام الاربعة الاخيرة وما معنى ما قاله بالحرف ولم يقل ''شبهات'' اي ان التحقيقات لم تتوصل لوجود اية شبهات والا لكان كل من الاراديسي وريدناب تم ايقافهما فورا ويدل الموقف الحالي على انه لن يتحرك احد الا بعد نهاية التحقيقات و التي ينتظر ان تعلن نتائجها قرب اجازات اعياد الميلاد وبهذا تأكد انه لن تكون لها اصداء قوية كما ان تجاهل العديد من شبكات الاعلام لها يزيد من الغموض حولها·· فمدرب بولتون لم يشارك بنفسه في اية عمليات بل ابنه كرايج كما هو معروف وهو حذر سرا بانه اذا صدرت ضده اية عقوبات فسيدعو الى مؤتمر صحفي يسأل فيه عما حدث في قضية جايمسون ابن اليكس فيرجسون مدرب المانشستر يونايتد الذي شارك في الكثير من صفقات انتقال لاعبين الى النادي الثري وحصل كما هو معروف على ارباح خرافية واغلبها صفقات مشبوهة· والمعروف ان الاتحاد الانجليزي لم يتدخل من قريب او بعيد في موضوع جايمسون حتى بعد ان ''فضحته'' شريكته الاميركية في صفقة الحارس تيم هاورد حيث انتهى الامر الى منع ابن المدرب من دخول النادي رغم ان ما فعله يخالف قوانين الانتقالات الخاص بالاتحاد الانجليزي قلبا وقالبا· كما ان الاراديسي ألمح الى ان تفجير هذه الفضيحة الان يعود لرغبة في الانتقام منه بعد ان كشف عن ''صفقة'' تعيين ستيف ماكلارين مدربا للمنتخب الانجليزي واتهم بصراحة برايان بارويك الرئيس التنفيذي للاتحاد الذي اختار ماكلارين رغم الاعتراضات من بعض مسؤولي اللجنة التي تشكلت لاختيار الطاقم التدريبي الجديد للمنتخب· اما ريدناب فانه لم يعر الامر شيئا وكأنه لم يسمع به ويقال انه هدد ايضا بفضح مدربين اخرين يعلم الاتحاد عن نشاطاتهم في هذا المجال ولكنه يغض النظر وهو يقصد هنا فيرجسون بطبيعة الحال الذي يدير من هونج كونج مكتبا لاستقدام اللاعبين الموهوبين من اسيا الى الكرة الانجليزية وبسبب القانون فانه لا يمكنه ممارسة هذا النشاط من داخل المملكة المتحدة والكل يعرف هذا ولكن لا احد يريد ان يتكلم· التحقيقات جارية المهم ان هذه القضية وجد فيها الاعلام فرصة لفتح المجال امام الكثير حتى ان صفقة انضمام الارجنتينيين ماشيرانو وتيفيز الى ويست هام انها تمت بطريقة شائكة اما السبب فهو ان الاسمين كبيران للغاية ولا يليقان بناد متواضع مثل هذا التواضع الذي يقع بمنطقة فقيرة للغاية باقصى شرق العاصمة·· اما لماذا تتعلق بوكلاء اللاعبين او السماسرة فلأن مذيع ''بي بي سي'' لم يجد ''منفذا'' آخر للموضوع الذي يريد اثارة قضية به اضافة الى ان تسجيل المقابلات الذي تم لم يكن باذن خاص من اية محكمة وهو ما يضعف اكثر موقف القناة التليفزيونية الثانية بهيئة الاذاعة البريطانية فبرنامج بانوراما لم يسبق له ان تعرض لشيء عن كرة القدم ولا لمرة واحدة وربما لان مايك الاجايا مقدم البرنامج وهو هندي الاصل اراد ان يقدم مشروع مروره الى الاضواء لان شقيقه جورج هو مذيع معروف في البرامج الرياضية بنفس الهيئة الشهيرة ·· ولكن من الصعب ان التكهن بان التقرير المثير الذي قدمه سيحرز نفس النتائج التي يريدها· ماذا يعني ''البانج'' ؟ البانج بالترجمة الحرفية يعني عملية مالية فاسدة اما بلغة الانتقالات فتعني ان يقدم سمسار ما الى احد المدربين مبلغا من المال مقابل استقدام لاعب ما الى نادي هذا المدرب وهو ما يعني بطبيعة الحال ان السمسار او وكيل هذا اللاعب سيتقاضى نسبته عن عملية الانتقال من اللاعب ومن النادي الذي انتقل اليه· النتيجة النهاية ستكون هادئة فليست هناك قرارات كبيرة ستصدر عنها لان التهديدات بكشف الكثير من الاسرار قد تجعل المسؤولين عن الاتحاد يقررون فقط اقتصار القرارات على عدد من وكلاء اللاعبين وربما بعض المدربين الصغار مثل كيفن بوند مساعد مدرب نيوكاسل ومايك نيويل مدرب لوتون لقوله انه يعرف عمليات فاسدة حصلت امامه ولكنه لم يقدم دليلا دامغا على ما يقول· مسؤولو الاتحاد الانجليزي بدأوا في الاقتناع بان القضية يمكن ان تكون صراعا صحفيا اكثر منه رياضيا والدلائل كثيرة وواضحة فالموضوع كله اثارته ''بي بي سي'' غير الخبيرة بهذه الامور ولم تتحمس له مثلا قناة '' سكاي الرياضية '' المعروفة بمصداقيتها في امور مشابهة لهذا الامر بل اندهش الكثيرون لعدم عرض اي من الامور المتعلقة به حتى المؤتمر الصحفي الذي عقده ستيفنز عرضته القناة الرياضية الشهيرة باقتضاب ولم تحلل له بالصورة المنتظرة وكأنها تشكك فيها مما اعتبر معركة غير مرئية بين الطرفين·· فقد سبق وان اثارت ''سكاي الرياضية'' قضايا مثيرة مثل ''غراميات اريكسون'' وقبلها تصريحات هودل حول المعوقين وكلها ادت الى اهتز لها المجتمع الكروي الانجليزي بينما غابت البي بي سي او كادت عن ذلك المشهد المليئ بالتنافس الاعلامي حتى ان الناس في بريطانيا ينظرون اليها بشكل سلبي مبالغ فيه و يعلق الكثير من محبي الكرة على القناة بانها لا تجيد مثل هذا النوع من الحوارات الكروية الساخنة الى ان جاء مايك الاجايا لمحاولة عمل شيء خاص جدا لينافس به اخاه المذيع البارز ·· فهل يمكن ان تكون القضية كلها '' فبركة '' صحفية خاصة وان ''بي بي سي'' نفسها وقعت من قبل ضحية للخبر الكاذب الشهير الذي ارسله مانشستر يونايتد اليه بشأن البرنامج الذي ظهر فيه لاعبه روي كين يشتم زملاء له بالفريق وظلت لفترة طويلة تمتنع عن نشر التحقيقات المثيرة الى ان جاء هذا التحقيق والذي يقال إنه عرض على مسؤولين كبار في التليفزيون قبل عرضه حتى لا يقول احد ان المسؤولين كانوا اخر من يعلم به· هل يؤدي هذا التقرير الى تحسن وضع ''بي بي سي'' من هذه الناحية اضافة الى وهذا هو الاهم هل سيمس الادرايسي او ريدناب·· نحن نقول انه سيبعد عن هذين الشخصين وربما يكون الادرايسي فقط هو الضحية لاسباب غير حافية على احد فهو يستعدي الجميع تقريبا بحيث انه اصبح لا صديق له· اما ريدناب الثاني في القضية فانه لن يشار اليه من بعيد او قريب إنما مساعده الاسبق كيفن بوند هذا اذا ما ''جرأت'' لجنة التحقيق على نتائج ملموسة ونحن نقول: لن تجرؤ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©