ربات البيوت يستعن بكتب الطبخ وبرامج التلفزيون لإرضاء الأزواج والأهل

النساء في شهر رمضان يعلن حالة الاستنفار، من أجل إعداد الكثير من أصناف المأكولات الشرقية والغربية على مائدة الإفطار، ويحلمن أن يكن ربات بيوت درجة أولى، وهذا لن يتم إلا إن كانت لديهن كتب منوعة ومتعددة من كتب الطبخ لأكبر مشاهير فن الطبخ المنزلي، كما تلجأ الكثيرات لقضاء ساعات طويلة لمشاهدة برامج الطبخ التي تعرض يومياً على شاشات التلفزيون، والتي تقدم كل أصناف الطعام الحارة والباردة. وتضيف أفكارا جديدة ومتجددة للمرأة التي تزداد حيرتها أكثر في رمضان حين تريد أن تعد أصنافاً مختلفة من الطعام لتزين بها سفرة الإفطار. مع قدوم شهر رمضان المبارك يخيل لك عند المرور أمام المكتبات التي تبيع كتب الطبخ، أن النساء اليوم فقط بدأن تعلم الطبخ، فإصرارهن على اقتناء تلك الكتب يوحي أن هناك مأكولات جديدة غير مسبوقة، من فرط إلحاحهن على شراء تلك الكتب، التي تشرح طرق إعداد الحلويات العربية والأطباق الرمضانية، كل هذا التهافت هو من أجل جعل طاولة الإفطار بعد عناء يوم كامل من الصيام، تضم تشكيلة غنية لمجموعة مختلفة من المأكولات الشهية ورغبة في صنع التميز وتجريب بعض "الوصفات" الجديدة التي لا يعرفنها للخروج من الكلاسيكية. دهشة في زيارة لبعض المكتبات التي تمتلئ بها كتب الطبخ لأفضل المشاهير في عالم المطبخ، كانت الانطلاقة من احدى المكتبات المعروفة بأبوظبي، حيث أدهشنا الإقبال الكبير للنساء سواء كن متزوجات أو عازبات لشراء كتب الطبخ التي خصص لها بإحدى المكتبات جناح خاص يشمل مختلف أنواع الحلويات والمأكولات الخليجية والشرقية. يقول البائع عاطف عبد الخالق "قبل شهر رمضان يزداد الطلب على كتب الطبخ وخاصة التي تكون الوصفات بها سهلة وبسيطة إلى جانب وجود الصورة المعبرة عن الوصفة، وأغلب الكتب التي تباع بسرعة البرق هي كتب الأكلات الشرقية والحلويات والسلطات، مؤكدا "النساء غالباً ما يجدن سهولة في عمل تلك الأطباق فهي لا تحتاج إلى وقت أو قضاء ساعات طويلة لإعدادها، كما أن المقادير تكون متوافرة في البيت ويمكن إنجازها في ساعة أو أقل. وتختلف أسعار الكتب بحسب أهميتها، والكتب تبدأ أسعارها بحسب عدد صفحاتها وحسب الطاهي الذي أعد الكتاب لكن غالبا ما تبدأ أسعارها من "100 وحتى 200" درهم" . أطباق عربية وخليجية ويتفق معه البائع مجدي على ويضيف أن نسبة مبيعات كتب الطبخ والمطبخ مستقرة وقليلة على مدار السنة، لكن باقتراب شهر رمضان تتهافت النساء على شرائها، ويزداد الطلب عليها بكثرة حيث يزداد حجم المبيعات ليصل إلى نحو 60%، فالكتاب الجيد والذي يحتوي على عدة أطباق عربية وخليجية وعالمية يلفت أنظارهن فيقبلن على شرائه، والنسوة هنا يشترين كتب الطبخ مهما كان مبلغها، حيث تختلف أسعارها باختلاف المؤلف أوالطبّاخة فقط من أجل ضمان مطبخ متنوّع الأطباق والنكهات.? مؤكداً "المرأة في رمضان تحاول بشتي الطرق إبداء مهاراتها في الطبخ والتفنن في الأطباق الجديدة، كل ذلك من أجل إرضاء الزوج أو حتى حمواتهن أو الضيوف كنوع من التباهي والتفاخر أو "تبيض الوجه" أمامهم، وهذه الكتب تقدم مختلف الأطباق. ويوضح "كتب الطبخ مقسمة إلى عدة أقسام فهناك باب الأطباق الرئيسية، وباب الشوربات والسلطات، وباب للحلويات والمقبلات، وغيرها من الأبواب المختلفة التي تعين ربة البيت في أن تعد شتى أنواع الأكلات التي تزين بها مائدتها الرمضانية". متزوجة حديثاً إن شراء كتب الطبخ لا تقتصر على المتزوجات فقط، بل العرسان الجدد، عن ذلك تقول ميساء رضوان متزوجة منذ 8 أشهر" لعدم إجادتي طبخ أنواع مختلفة من الأكلات ولدي بعض من الوصفات التي تعلمتها من الوالدة، فمن أجل إرضاء زوجي وحتى لا أسمع تعليقاته الساخرة وخاصة إنني للمرة الأولى أقضي معه شهر رمضان أحببت أن استعين بكتب الطبخ. تبتسم وتضيف "في رمضان يحلو التفنن في صنع وإعداد أصناف كثيرة من الطعام، بما يضم ذلك من مقبلات ووجبات رئيسية وحلويات، ومن أجل الحصول على وصفات جديدة ولذيذة لهذا الشهر الفضيل فقد قمت بشراء إحدى كتب الطهي الشهيرة، والذي يتضمن مجموعة في الوصفات التي أعجبتني، وما شجعني أن مؤلفته تقدم برنامجا تلفزيونيا، على قناة أبوظبي خلال الشهر الفضيل، وبذلك استطعت إنجاز عدد لا بأس به من الوصفات التي تنوعت ما بين الحلويات والأطباق الرئيسية والشوربة، ولم أسمع من زوجي أي تعليق حتى الآن. وتنصح ميساء المتزوجات حديثا وتقول" كل من لا تملك خبرة ومهارة كافية في إعداد الأكلات لابد لها أن تستعين بكتب الطبخ ففيها الفائدة والمعلومة التي تزيل حيرتها حين تريد إعداد بعض أصناف الطعام". بغرض التغيير رغم خبرتها الطويلة في مجال الطّبخ، إلا أن أم محمد والتي لديها (4 أطفال) تقوم باقتناء كتب الطّبخ من أجل التعرّف إلى وصفات جديدة، لمجرّد إعطاء لمسة جديدة على الأطباق القديمة، وبغرض التغيير لا غير، وتعبر عن ذلك قائلة "في رمضان لابد أن تضم المائدة الرمضانية الكثير من الأطباق المنوعة وهذا يحتاج إلى مهارة وخبرة في ذلك ورغم امتلاكي ذلك إلا أنني أحب التفنن في عمل أطباق لم أقم بإعداها من قبل، أو أكون قد أعددتها خلال الشهور العادية، ومن أجل إدخال البسمة والفرحة في قلوب عائلتي فقد قمت بطبخ الكثير من الأطباق التي تنوعت ما بين المحلية والشرقية والعالمية، فمنظر السفرة وفيها كل الأصناف من مختلف القارات شيء جميل تشجع الصائم على التهامها من دون تردد". ضبط المعايير كل سنة أشتري الجديد من كتب الطبخ، عن ذلك توضح خلود صقر (ربة بيت): أسعى إلى شراء أنواع مختلفة من الكتيبات الخاصة بتحضير الوجبات والحلويات لأجل تطوير مهاراتي ومواكبة كل ما هو جديد في عالم الطبخ، خصوصا أن معظمها تساعدني على ضبط المعايير، وكيفية التحضير والطهي، بالإضافة إلى كونها تساعد على تلبية طلبات أسرتي المتعددة• وعن عدد الكتب التي تضم مكتبتها تضيف" لدي ما يقارب أكثر من 30 كتاباً ما بين حلويات وشوربات ومقبلات وأطباق رئيسية وكل يوم اختار ما أشاء منها لتجهيز عدد من الأطباق على السفرة الرمضانية، حيث إن معظم أفراد العائلة تعشق الجديد من الأطباق أكثر من الأكلات التقليدية". معدة الرجل داء الرجل معدته، وفق ما تقول صفاء المنهالي "متزوجة"، والتي تشرح الأمر قائلة "لكي تصل ربة البيت إلى إرضاء معدة الرجل عليها أن تتقن فن الطهي وإعداد معظم الأصناف، وخصوصا تلك التي يشتهيها الرجل مع بقية أفراد الأسرة وربة المنزل مطالبة دائما بالتجديد، وهذا لا يتم إلا من خلال "كتب الطبخ"، التي تشرح طريقة إعداد ومقادير الطبق. وتضيف أنها من خلال شرح الكتاب تستطيع أن تتابع طرق إعداد الأكلات الشرقية والغربية، وتكتسب خبرة في طريقة عمل الأطباق، وتحاول من خلاله أن تنوع هذه الأكلات، فالتكرار يولد لدى الأسرة نوعاً من التشبع. تبتسم قائلة "في رمضان الجأ إلى الاستعانة بكتب الطبخ ففيها الفائدة وتبادل خبرات الآخرين في كيفية إعداد أطباق شهية للمائدة، إلى جانب الحلويات التي تزين السفرة، وبرغم خبرتي في إعداد الكثير من الأطباق العربية والعالمية، إلا أنني في رمضان أبحث عن الجديد من إصدارات كتب الطبخ من أجل اقتنائها مهما كان ثمنها. برامج تلفزيونية إن كانت كتب الطبخ هي عون للمرأة في رمضان، فإن البرامج التلفزيونية التي تعرض أطباقاً منوعة ومختلفة من الأكلات، تعد أرشيفاً آخر للمعلومات والإبداع لربات البيوت في الشهر الفضيل، حيث ترى هدى العلوي أن برامج الطبخ المرئية، هي أفضل عامل مساعد لربة المنزل في إعداد وجبات شهية وسريعة، شارحة الأمر بالقول" كثيراً ما أقع في حيرة من أمري حين يأتي شهر رمضان، فهذا الشهر الذي يحتاج إلى التنوع في الأطباق على السفرة الرمضانية، وربة البيت هنا مطالبة بالتنوع لترضي كل أفراد الأسرة حتى لا يشعر البعض منهم بالملل من تكرار الأكلات. مضيفة بالقول "إن معظم برامج الطبخ تخرج منها المرأة بالعديد من الأفكار التي تتيح لها فرص الاختيار من أبواب واسعة في عالم الطهي، حيث إن هذه البرامج مفيدة جداً لحديثات الزواج أو المقبلات عليه". ولأن البرامج التلفزيونية أصبحت بمثابة مرجع مفيد لربة البيت، ترى فتحية درويش من تجربتها "إن المرأة الآن باستطاعتها إتقان طريقة عمل الأكلات بكل يسر وسهولة دون خوف من فشلها، والسبب يرجع لكثرة هذه البرامج التي تعرض على الكثير من القنوات الفضائية، حيث تتنافس في تقديم أنواع مختلفة من الأطباق، وبيد أكبر المشاهير في عالم الطبخ الذين لهم باع وخبرة طويلة في إعداد طبخات من مختلف القارات سواء الخليجية أو العربية أو العالمية، من حيث المقادير وطريقة إعدادها بطريقة صحيحة من الألف إلى الياء وبالتصوير المرئي ". أجبرها لمشاهدة برامج الطهي يقول إبراهيم إسماعيل "متزوج"، إن خوفه من ألا تقوم زوجته بإعداد الأطباق الرمضانية كما يجب، فقد طلب منها أن تتابع برامج الطبخ على التلفزيون، يضيف مبتسماً "زوجتي من النوع المتمسك بالأطباق التقليدية وترفض التجديد في طهي الأطباق، وأنا من النوع الذي أحب الجديد والمبتكر في الأطباق التي تزين السفرة الرمضانية، ومن أجل ذلك طلبت منها بإلحاح أن تشاهد تلك البرامج التي تتفن في إعداد مختلف الأنواع والأصناف من الطبخات الشرقية والعالمية . ويؤكد "بالفعل منذ بداية شهر رمضان وحتى اليوم تقوم زوجتي يوميا بإعداد صنوف من الأطباق اللذيذة والتي تدفع كل من تقع عينه عليها أن يلتهمها، فطريقة شكلها وطريقة تزيينها تجذبني لأكلها من دون توقف".