الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كُتـَّاب: العيد يُحرض حنين الذاكرة ويرسخ التواصل والتراحم والمحبة

كُتـَّاب: العيد يُحرض حنين الذاكرة ويرسخ التواصل والتراحم والمحبة
8 أغسطس 2013 01:19
عصام أبو القاسم (الشارقة) - يهل علينا العيد، على الرغم من كل شيء، جميلاً واعداً وحالماً، ويفعم نفوسنا بمسرّة عميقة، نعيشها كليةً؛ تظهر في وجوهنا، تبسماً وانشراحاً أو تلمع في أعيننا، بهجةً وحياة أو تتجلى، كلمةً رقيقة أو عبارة تقطر بالمودة والحنان والأخوة. يعودنا العيد، سنة تلو سنة، ويطل شاباً ونضراً، كما لم يمر بنا أو نمر به من قبل، يطل جديداً.. ويجددنا، يغسل دواخلنا ويصفيّها بالمحبة والبشر والوصل والتآخي والتحايا. هكذا؛ نعيش العيد ونتصوره ونصوره، إذْ كما قال المتنبي» لكلِّ امرئ من دهره ما تعوّدا..»، فكيف يعيش المبدع أيام العيد.. أتعوده وتعيد إليه ما فقده من أسباب الحياة، بمثل ما تعودنا وتعيدنا إلى ما فقدنا، أما أن حال المبدع تختلف؟ هذا هو السؤال الذي طرحته «الاتحاد» على عدد من المبدعين وخرجت بالرؤى التالية: عيدٌ.. للشعر يستقبل الشاعر أحمد العسم العيد بفرح، ويبلغ به الابتهاج بهذه المناسبة حداً يحمله إلى ان يكتب قصيدة جديدة، يرحب بها بالمقدم الجميل للعيد. يقول العسم إن العيد يفرحه جداً ويتابع «ولقد لازمني هذا الاحساس بالعيد من الصغر ولعلني أحاول التعبير عن ذلك حين أجلس لكتابة القصيدة؛ وهي قصيدة قد تأتي رومانسية أو اجتماعية ولكنها تأتي على كل حال مثلما يأتي العيد. ويتذكر صاحب « ورد عمري 2013» قصيدة له يستهلها قائلا: غداً يأتي العيد حاملاً ذكراك فاذكريني يا من كان العيد يوم لقاك ويتابع قائلاً ما يسعدني في العيد هو أن أنجح في إسعاد الآخرين من حولي، صغارا أو كبارا، وأرى في سرورهم وسعادتهم كل ما يسرني ويفرحني» ويذّكر العسم بما درج الناس على فعله في العيد مثل صلة الرحم، التسامح والتصافي، رضا الوالدين،...، ويوضح «هذه تقاليد مهمة ونحمد الله على ممارستها ونحض أولادنا على أن يحرصوا عليها فهي التي تقوي دعائمنا الاجتماعية وتزيدنا إقبالاً على الحياة وتدبراً لجمالها وجلالها». صوت العيد الشاعرة شيخة المطيري أرتأت أن تهدينا نصاً شاعرياً بدلا من إفادة تقريرية؛ فكتبت مجيبة على سؤال حول وقع العيد في نفسها: «لا يشبه صوت العيد إلا صوت العيد وهو يقلم أظافر حزنه ويطمئن على حذائه الجديد النائم تحت سرير انتظاره، فيما ينشغل الشاعر برسم ألف وردة فرح وإطلاق حمام روحه نحو رائحة صباح جديد. على الرغم من أن العيد يأتي كل عام ونأتي معه أو لا نأتي ومن هنا يدخل الشاعر في حوار مع كل شيء حوله: هل سأعود حين تعود؟ هل أنت صوت الفرح الجديد؟ ثم يلتفت إلى نفسه وكأنهما يلتقيان للمرة الأولى عيناً بقلب: كم طفلاً يحلم بالعيد الآن ؟ وحينها يركض ذاك الطفل الذي بداخله ويشد وثاق حذائه وينطلق، يقبل وجه النهار ويجمع عيديته، يخطط بأن يشتري لعبة كبيرة، وتعيده جغرافية طفولته نحو بقالة الحي إلى رف الحلوى مباشرة، ينام وتحت وسادته حلم اللعبة الكبيرة ليستيقظ على وجه جديد تتساقط منه ذاكرة الطفولة ليكون العيد لوناً آخر من اللقاءات الدافئة وهو يصافح أول ابتسامة يراها بعد انتهاء صلاة العيد، تعاريج رائحة التمر والقهوة المليئة وطناً أنقى ما يتنفسه ليفيض عيداً. هذا هو الشاعر وهو ينتظر العيد هو حقاً ينتظر أن تستيقظ فيه كل الأمنيات وكل الفرح ينتظر لقائه بنفسه ذات عيد، وهو يرى كل الأشياء بعين أخرى متأملة متسائلة عين تكتحل بالبياض والياسمين والشعر! بالنسبة للكاتب والمخرج علي جمال فإن مناسبة العيد فقدت الكثير من ألقها الاجتماعي مع ثورة الاتصالات الحديثة فلقد اختزلت المعايدة التي كانت دليل تواصل بين الناس في مجرد رسالة نصية عبر الموبايل أو الايميل «رسالة جامدة ينقصها الإحساس» ، وتابع جمال قائلا «في ما مضي كان العيد مناسبة لنلتقي ونجتمع ونتشارك ولكن الآن تباعدت المسافات مع أن بعضهم يقول إن هذه الوسائل قرّبت بين القارات والبلدان إلا أنها لم تفعل ذلك سوى في التجارة والأعمال ولكن مشاعر الناس وأحاسيسهم لا يمكن نقلها عبر هذه الوسائط.. زمان أول ما تعرفنا إلى الهواتف كان يرد اتصالك معايدة مع صديق فيفرحك عندما تسمع صوته وترد عليه» ويلفت جمال إلى موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مشيرا إلى انه لا يعمق الصلات بين الناس بل يجمدها: تجد أن في قائمة الأصدقاء هنا خمسمئة أو ألف ولكن لا تواصل بينهم.. نعرف أخبار بعضنا بعضاً ولكننا لا نتواصل مباشرة». ورداً على سؤال حول ما تثيره لديه مناسبة العيد من أفكار أو خواطر مبدعة يمكن استلهامها في عمل مسرحي ما، قال «في ما مضى كنت انشط في المشاركة ببعض المسرحيات كممثل ولكنني توقفت عن ذلك الآن، ولكنني سعيد بالحيوية التي تشهدها الساحة المسرحية فهناك العديد من العروض على مدار أيام العيد، وهذا شيء جميل، وهو بمثابة فرصة لملاقاة الناس أيضا». عيد العائلة أما القاصة والكاتبة الصحفية إسراء المازمي فإنها تستعيد مع عودة العيد طقسا عائليا جميلا تفتقده طيلة شهور السنة، من أوضح مظاهره اجتماع الأهل وتواصلهم. تقول المازمي إن هذا الأمر يحفزها كثيراً ويشعرها بالأنس والوداد والاخاء، وتتابع: صحيح أن إحساسي بالعيد تغير بين الأمس واليوم ولكنني ما زلت أفرح بيوم العيد مثلي مثل أي طفلة صغيرة..» وتشير القاصة الشابة إلى أنها تكف عن الكتابة كلية وتنسى أشغالها الهندسية وتنصرف تماما للمناسبة السعيدة التي تتجدد كل عام، وتجدد في الناس قيم التراحم والتواصل والتصافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©